قبل فوزها بـ"نوبل".. حكاية "الفتاة الإيزيدية" عندما طلبت لقاء "السيسي"

كتب: إمام أحمد

قبل فوزها بـ"نوبل".. حكاية "الفتاة الإيزيدية" عندما طلبت لقاء "السيسي"

قبل فوزها بـ"نوبل".. حكاية "الفتاة الإيزيدية" عندما طلبت لقاء "السيسي"

"تم احتجازي في مبنى مع عدد كبير من النساء لتقديمنا هدايا للدواعش"، بدموع وتأثر شديد روت الفتاة الإيزيدية قصتها أمام مجلس الأمن في 2015، بعد تعرضها لاعتداءات من عناصر تنظيم داعش الإرهابي في العراق، انتهت الجلسة التي طالبت فيها "نادية مراد" بالقضاء على داعش تمامًا وسط تعاطف واسع من جميع وفود دول العالم، وبعدها طلبت التوجه إلى مصر للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، بناءً على رغبتها.

قالت "نادية" في تصريحات سابقة إن مشهد تضامن "السيسي" مع الفتاة المصرية التي تعرضت للتحرش في ميدان التحرير في ذلك الوقت كان دافعها لطلب لقائه، وتابعت: "توسمت فيه القدرة على حمايتها وحماية فتيات العراق مما يتعرضن له من بطش واغتصاب وانتهاكات جنسية وآدمية، وشاهدته وهو يقتص وينتقم للفتاة التي تم التحرش بها في ميدان التحرير، ويواسيها بكلمات جعلتها تستفيق من صدمتها وتتجاوزها، وهو ما جعلني أطلب لقاءه".

من جانبه، سارع الرئيس السيسي بالموافقة على لقاء الفتاة الإيزيدية، واستقبلها في القصر الرئاسي أواخر ديسمبر 2015، وعقب لقائهما صدر بيان رسمي من الرئاسة بتفاصيل المقابلة، حيث قال السفير علاء يوسف، المتحدث باسم الرئاسة، إن المواطنة العراقية أعربت خلال لقائها مع الرئيس عن خالص شكرها وتقديرها باسم المواطنين الإيزيديين لاستجابته لطلبها الالتقاء به خلال يومين، مؤكدة تقديرها لدور مصر الكبير في العالم الإسلامي، وفي مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف.

وأضاف "يوسف" أن المواطنة العراقية استعرضت خلال اللقاء الهجمات الوحشية التي تعرض لها الإيزيديون من قبل تنظيم داعش الإرهابي في منطقة سنجار شمال العراق، وأنهم يبررون ذلك باسم الدين الإسلامي، وأشارت إلى التاريخ الممتد من التعايش السلمي بين المسلمين والإيزيديين في العراق.

في المقابل، رحب "السيسي" بالمواطنة العراقية في القاهرة، مؤكدًا إدانة مصر القاطعة لأشكال وصور الإرهاب والممارسات الآثمة التي يقوم بها تنظيم داعش باسم الإسلام، وهو منها بريء، مشددًا على إعلاء الدين الإسلامي لقيم الرحمة والتسامح وقبول الآخر، ومؤكدًا وقوف مصر إلى جانب الشعب العراقي، وحرصها على تقديم أشكال الدعم كافة له.

عقب زيارتها إلى القاهرة، عبرت "نادية" عن سعادتها بلقائها بالرئيس السيسي، وأشادت بدور مصر التي وصفتها بأنها "قلب العروبة والشقيقة الكبرى للدول العربية كافة".

مرت 3 سنوات على الزيارة، والتي تحولت خلالها الفتاة الإيزيدية إلى "أيقونة" للدفاع عن المواطنين الذين يتعرضون لمختلف صور الانتهاكات والعنف على أيدي المنظمات الإرهابية، ليس في المنطقة العربية فحسب لكن على مستوى العالم، لتعلن الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، اليوم، فوزها بجائزة نوبل للسلام لعام 2018، نظرًا لجهودهما في مكافحة العنف الجنسي والجرائم الإنسانية التي يرتكبها الإرهاب.


مواضيع متعلقة