"قرصنة المعلومات".."حرب باردة" جديدة تشنها روسيا

"قرصنة المعلومات".."حرب باردة" جديدة تشنها روسيا
"حروب الجيل الرابع"، مصطلح استخدمه عدد من المراقبين السياسيين على حرب المعلومات منذ عام 1989، تجسدها الاتهامات التي وجهتها عدد من الدول الغربية، منذ أيام، لروسيا بشن هجمات إلكترونية على عدد من المؤسسات الدولية مثل منظمة الأسلحة الكيميائية، تضاف لاتهامات سابقة لـ"موسكو" باختراق حسابات بمواقع التواصل الاجتماعي للتأثير في نتائج انتخابات الرئاسة عام 2016.
يقول صاحب نظرية القوة الناعمة، جوزيف ناي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة هارفارد، إنه بعد الحرب الباردة تصورت النخب الروسية أن الجهود التي يبذلها الغرب للترويج للديمقراطية تهدف لعزل روسيا وتهديدها، ما أدى لاستخدام قوة ناعمة سلبية وهي حرب المعلومات بشن هجوم على الدول الأخرى، خاصة أنها الأداة الأرخص والأسرع، ويصعب اكتشافها.
"لم تنته الحرب الباردة أبداً"، هكذا نشرت منذ ساعات مجلة "Global Security Review"، تقريراً عن ما وصفته بـ"النضال الروسي" في الفضاء المعلوماتي، وذلك لتصور "الكرملين" بأنه على الرغم من أن مطابقة القوة العسكرية التقليدية للولايات المتحدة أمر غير وارد، يمكنهم القيام بضربات فعالة في مجال المعلومات، وتحقيق أهداف سياسية وعسكرية باستخدام موارد أقل بكثير خلال صراعه الأبدي مع الغرب.
وقال المحلل السياسي والمتخصص في الشؤون الروسية، بروس مكلينتوك، في ورقة بحثية منشورة بمؤسسة الأبحاث الأمريكية "راند"، أن أمريكا أصبحت على وعي بحرب المعلومات الروسية بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وأن تصرفاتها في هذا الشأن ليست بجديدة، وذلك لأنه طيلة أكثر من قرن اعتمدت روسيا على نشر المعلومات المضللة والدعاية لتحقيق أهدافها، وعلى مدار العقود الثلاثة الماضية استغلت قدراتها المتنامية في الفضاء السيبراني للتجسس والتأثير ومعاقبة الآخرين.
ولفت "بروس" إلى أن القانون الدولي لا ترقى قوانينه لوضع قواعد أو حل نزاعات في الفضاء الإلكتروني، وركزت حرب المعلومات الروسية في مراحلها المبكرة على التجسس التقليدي، أي سرقة المعلومات من خصومها، وأولى الحالات الموثقة لقرصنة الحكومة الروسية لمواقع بالولايات المتحدة لجمع معلومات استخباراتية وقعت عام 1998.
وأعطى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتنين، الذي تولى المنصب في العام التالي أولوية لعمليات المعلومات، ووافقت سياسة الأمن القومي الروسية التي وصفت صراحة بـ"حرب المعلومات" لمواجهة أي تهديد محتمل ومدمر لأنظمة المعلومات و الاتصالات اللاسلكية.
وتوضح الهجمات الإلكترونية غير المسبوقة التي وقعت عام 2007 في إستونيا، كما ذكر "بروس" التطور المتزايد لتركيز روسيا الذي لا يلين على عمليات الإنترنت، وذلك في محاولة لمنع استونيا من إزالة نصب تذكاري للحرب في العهد السوفييتي في عاصمة تالين، وأطلقت روسيا العنان لصورة رقمية شلت شبكات الكمبيوتر الأساسية في أنحاء البلاد البلطيمية الصغيرة.