يتحدثون عن حرب غفران جديدة فى الشرق الأوسط
- أسلحة نووية
- أمن إسرائيل
- إسرائيل ب
- إسرائيل ت
- الإعلام الروسى
- الاستخبارات العسكرية
- الجيش الإيرانى
- الحرب الأهلية
- الدفاع الصاروخى
- أبواب جهنم
- أسلحة نووية
- أمن إسرائيل
- إسرائيل ب
- إسرائيل ت
- الإعلام الروسى
- الاستخبارات العسكرية
- الجيش الإيرانى
- الحرب الأهلية
- الدفاع الصاروخى
- أبواب جهنم
(1)
حتى لو لم تقع الحرب.. فإن شعور الحرب قد وقع بالفعل. يبدو الشرق الأوسط كسطح بركان نصف خامد.. لم يبقَ أمامه الكثير حتى يفور.
يتحدّثون فى صحف العالم عن حرب «سعودية - إيرانية»، ويتحدّثون عن حرب «إسرائيلية - إيرانية».. ويتحدثون عن حرب «روسية - إسرائيلية». إنها الحرب «السنية - الشيعية» أو الحرب «العبرية - الشيعية».. أو هى الحرب «الأرثوذكسية - العبرية».
يقول كثيرون إن شيئاً لن يحدث، ولن تقع أى حرب من هذه الاحتمالات الثلاثة.. ذلك أن إسرائيل جزء من الغرب، وأن إيران تخفى تحت سطح الشتائم علاقات وثيقة بالغرب.
لكن هذه التصورات تواجه تحديات كبيرة.. مع صعود التوتر فى سوريا.. وسط وجود للأطراف الثلاثة: روسيا، وإيران، وإسرائيل.
(2)
اعترفت روسيا رسمياً -للمرة الأولى- بامتلاك إيران أسلحة هجومية قوية فى سوريا. كما أعلنت رسمياً -للمرة الأولى أيضاً- تسليم سوريا منظومة صواريخ «إس - 300» القوية.
ستحصل سوريا على عدة مجمعات للصواريخ الروسية.. المجمع الواحد يضم (6) كتائب صاروخية، فى كل كتيبة (12) قاذفة، فى كل قاذفة (4) صواريخ. وحسب الإعلام الروسى، فإن روسيا ستدير منظومة الصواريخ «إس - 300» فى سوريا.
تتحدّث الصحف الإسرائيلية عن أن وجود منظومة الدفاع الصاروخى الروسى «إس - 300» فى سوريا، التى يمكنها أن تطال مطار بن جوريون.. يشكل تهديداً كبيراً لأمن إسرائيل، ويتحدّث البعض فى تل أبيب عن الاتجاه إلى تدمير الصواريخ «إس - 300» فى سوريا.. بعد أن تقوم روسيا بوضعها. يرى الإسرائيليون أن روسيا جاءت إلى سوريا ومعها إيران.. وأن إيران لم تبتعد عن حدود إسرائيل بالقدر الكافى.. ذلك أنها على بُعد (85) كم.. وهى مسافة غير كافية للشعور بالأمان.
تحدثت روسيا عن إزاحة إيران إلى أكثر من (100) كم.. لكن إسرائيل ترى أنها لا تزال قريبة من حدودها. تقول إسرائيل: إنها ستحارب إيران فى سوريا، وتقول إيران إنها لن تغادر سوريا.. وإنها ستواجه أى اعتداءات عليها.
(3)
بات الإعلام الدولى يتحدث عن حرب كبرى قادمة.. وأنه ربما تكون خريطة التحالفات كالتالى: أمريكا مع إسرائيل، وروسيا مع سوريا وإيران، والصين على الحياد.
تتحدث صحف روسيا -فى هذا السياق- عن أن إسرائيل ليس بمقدورها مواجهة روسيا عسكريّاً.. وأنَّ التسبّب الإسرائيلى فى إسقاط الطائرة الروسية «إيل 20» ومقتل (15) من ضباط الاستخبارات العسكرية الروسية.. قد لا يجعل هناك مفراً من ضربة روسية لإسرائيل.
تتهم إسرائيل إيران بتأسيس مخازن لأسلحة نووية فى سوريا، وتنفى إيران ذلك.. وتقول: إن إسرائيل هى وحدها التى تمتلك أسلحة نووية.. وهى التى يجب إخضاعها للمفتشين الدوليين.
تصاعدت على أثر الأحداث المتسارعة.. مقارنات الجيش الإيرانى والإسرائيلى، ومحاولات نتنياهو استجداء أوروبا للوقوف ضد إيران.. حتى لا تصحو أوروبا -التى لم تُحسِن التوقُّع فى ما قبل- على هتلر جديد.
(4)
يرى مختصون أن الحرب فى الشرق الأوسط باتت وشيكة، وإذا كانت «الساعة النووية» التى تحذّر من اقتراب حرب نووية عالمية.. لم يعد أمامها إلّا «دقيقتيْن».. فإن الحرب فى الشرق الأوسط لم يعد أمامها إلا «ثانيتيْن».. وأن المنطقة بصدد «حرب غفران جديدة».. وحرب الغفران هى حرب أكتوبر 1973، التى انهزمت فيها إسرائيل.
يبدو الموقف معقّداً للغاية.. ذلك أن تمدَّد إيران اللامحدود سيصل فى نهاية المطاف إلى حرب مذهبية.. وسوف تدمر هذه الحرب الأهلية الإسلامية مقدرات الأمة ومستقبلها. كما أن الحرب مع إيران.. ستضع المنطقة على مقربة من أبواب جهنم.
إن صعود إيران كارثة، وحربها مأساة. كما أنَّ وجود روسيا فى حرب معقدة كهذه.. ربما يدفع الأمور خارج زمام السيطرة.. وعندئذٍ تتحول «حرب الغفران الجديدة» إلى «حرب عالمية جديدة».
إن أكثر ما تحتاج إليه منطقتنا الصعبة الآن.. هو الحكمة. كل الحروب شرّ.. لا خير فى أىّ قتالٍ أو دمّ. ربما يكون اتخاذ قرار الحرب سهلاً.. لكن قرار إنهائها.. لن يكون بالإمكان.
لن يخسر البعيدون الكبار كثيراً.. ستتحول المنطقة كلها إلى مجرد ملف على جدول الأعمال.. سيعود الكبار إلى جولة جديدة من المنافسة فى منطقة أخرى من العالم.. أما منطقتنا فستكون قد ذهبت -بثبات وثقة- نحو حافة الهاوية. سيتحدث الكبار عن ضبط النفس بشأن المستقبل، بعد أن يكون الشرق الأوسط قد غادر الحاضر، ليسكن الماضى.. أطلال تاريخ وبقايا جغرافيا.