ضحايا التنمر.. معاناة في الصغر واكتئاب بالكبر

ضحايا التنمر.. معاناة في الصغر واكتئاب بالكبر
"سني 38 سنة، أكتر حاجة مرعبة بالنسبالي إني أعدي من جنب مدرسة"، ذكريات مؤلمة تسترجعها هند عبدالله، إحدى ضحايا التنمر، والتي تعرضت لوقعة مؤلمة قبل 8 سنوات من أطفال مدرسة قاموا "بزفها" حسب وصفها وترديد جمل مثل "المحروقة أهي، وشك عامل كدة ليه؟"، عبارات التي لا تزال عالقة في ذهنها "مكنتش لاقية حد ينجدني منهم، والناس الموجودين في الشارع كانوا بيضحكوا".
تحكى أنها كانت في طفولتها صاحبة بشرة سمراء وشعر "أفريكاني"، كانت تتعرض لتريقة من أقرانها حتى تعلمت كيف تدافع عن نفسها، ومع بلوغها سن الـ18 عامًا تعرضت لحريق أصابها بتشوه في وجهها بنسبة 40% "عندنا الناس بتتعاطف مع المتحرش والحرامي، لكن صحاب التشوهات لأ".
24 نوفمبر 2004 الساعة الثانية عشر ظهرًا، تاريخ لم يغيب عن ذاكرة "هبة"، كانت حينها في طريقها للجامعة لدفع المصاريف وقابلها على الباب مجموعة من الشباب لم يكفوا عن إزائها بعبارات تحفظها كاسمها حتى اليوم "أنت ليك في المحروق؟ يا عم إيه القرف ده أنا هرجع، احنا نغطي وشها أحسن"، تقول: "صوتهم مزعج، لسة في ودني لحد دلوقتي"؟
حياة مريرة تعيشها "هبة" حتى بعد زواجها وإنجابها طفلة، فكل مكان تذهب إليه برفقة صغيرتها يتهمها الناس باختطافها، إلى أن استخرجت لها جواز سفر لتثبت في كل مرة أنها ابنتها "تخيل بنتي في كل مرة يحاولوا يخدوها مني بالعافية؟".
تواجه تحدى آخر مع المجتمع بسبب رفضها من جميع الوظائف التي تقدمت لها بسبب مظهرها الخارجي، اضطرت للعمل عبر الإنترنت "مش محتاجة الشغل عشان الفلوس، محتاجة أخرج عشان المجتمع يقبلني"، لا تتذكر "هبة" يوم خرجت فيه من بيتها الذي اختارته بعيدًا عن أعين الناس إلا وعادت باكية "المرة الوحيدة اللي خرجت فيها وكنت مبسوطة لما كنت مسافرة برة مصر".
قصة مشابهة عاشتها بتفاصيل ومشاعر مختلفة آية إمبابي، صاحبة الـ22 عامًا، بسبب لون بشرتها الأسمر "مفيش حد متريقش عليا من صغري حتى أختي عشان أحلى مني"، أصيبت بأزمة نفسية أثرت علي حياتها منذ الطفولة، حتى من صديقاتها المقربين "لازم ترميلي كلمة في وسط الكلام تحسسني أني أقل منها زي أنا بيضة مش محروقة".
يتقدم الكثير لخطبة شقيقتها في حين يتم تجاهلها تمامًا حسب "هبة": "مبقاش فارق معايا، خلاص كرهت نفسي"، تشتكي من تريقة المقربين منها بلونها وتوبيخها حتى أصيبت بالاكتئاب "محدش بيتريق عليا غير بابا وماما وتيتا بس".