«سكوتر» يؤهل «حمدى» للمدرسة بـعد السرطان «بدل العكاز»

«سكوتر» يؤهل «حمدى» للمدرسة بـعد السرطان «بدل العكاز»
ترك أمه وإخوته وأصدقاءه منذ 4 سنوات فى اليمن، ولم يبق معه سوى والده يوسف، الذى جاء معه إلى مصر فى محاولة لإنقاذ قدم ابنه من البتر، وحين هم الصغير بدخول المدرسة، لم يشغل بال الأب سوى فكرة واحدة، كيف لابنه أن يدخلها بلا عكازين طبيين، فكان الجواب «سكوتر» يتنقل به.
فى اليمن صدم الأطباء الأب بالقرار: «لا حل سوى البتر»، فبكى الرجل على «حمدى» فلذة كبده، الذى لم يكن قد أتم الثامنة بعد، وصار يلعن السرطان الذى تمكن من صغيره، حتى أتته نصيحة من مقربين جعلته يسافر لمصر فى محاولة لإنقاذ القدم، وبعد 4 سنوات، لا يزال يقدم العلاج لابنه بمصر: «أنا كنت خلاص فقدت الأمل، وقلت إن رجله هتتقطع بسبب السرطان، بس لما ناس قالت لى جرب فى مصر قلت أجرب، ده ابنى برضه».
{long_qoute_1}
حين جاء لمصر نصحه كثير من أبناء الجالية اليمنية بالتوجه لمستشفى 57357، وحين زاره ورأى الأطباء قدم ابنه، طلبوا منه التقارير الطبية الخاصة بها، وعندما أحضرها «قالوا لى هيعمل عملية فى نفس اليوم»، يتذكر الرجل الساعات التى مرت وابنه داخل «العمليات»، فالأطباء أخبروه أن ثمة فرصة للإبقاء على القدم، لكنها قد تُبتر كذلك: «بقيت قاعد بدعى ربنا لحد ما عرفت إنهم شالوا عظم منها، وركبوا عظم للساق»، يقبض «يوسف» على يد صغيره، بينما يقف الصغير بقدمه على «سكوتر» ويدفع بالقدم الأخرى الأرض، فيتحرك لخطوات: «جبتهوله عشان يبقى بدل العكاز، فيبقى شكله أحسن وأريح ليه». على مدار 4 سنوات كان الرجل ينتظر ابنه خلف غرف العمليات، فهو يحتاج كل عام لعملية لزراعة بعض العظم لتتناسق القدم المريضة مع الأخرى.