وفاة ومحاولة انتحار وعايز أنام حصيلة أسبوع دراسي..ومتخصصون: الخلل كبير

كتب: سمر نبيه

وفاة ومحاولة انتحار وعايز أنام حصيلة أسبوع دراسي..ومتخصصون: الخلل كبير

وفاة ومحاولة انتحار وعايز أنام حصيلة أسبوع دراسي..ومتخصصون: الخلل كبير

لم يكد ينتهي الأسبوع الأول من العام الدراسي الحالي، الذي بدأ السبت الماضي 22 سبتمبر، لنجد مزيد من الوقائع المتتالية، تعرض خلالها تلاميذ وطلاب بمدارس حكومية، لعدد من الانتهاكات التي تنوعت ما بين جسدية ومعنوية، فوجدنا سيدة تفاجأ بابنها خلال محاولته الانتحار وشنق نفسه، لعدم رغبته في الذهاب للمدرسة، ووفاة طالب نتيجة تدافع الطلاب خلال الفسحة في الدقهلية، وفيديو منتشر لمدرس يجلد عدد من التلاميذ علي أرجلهم، وصولا إلى الفيديو المتداول للطفل محمد صالح، الذي بكي رغبة منه في النوم خلال تواجده في المدرسة، ما دفع "الوطن" لرصد الظاهرة، والتساءل: "لماذا يكره أطفالنا الذهاب إلى المدرسة؟".

 

{long_qoute_1}  

 يقول الدكتور عصام قمر، أستاذ أصول التربية، ورئيس شعبة الموهوبين بالمركز القومي للبحوث التربوية والتنمية، إنه كي ينجح العام الدراسي، فإن أول يوم دراسي هو مؤشر نجاحه، فهل وزارة التربية والتعليم، بكل موظفيها، بالإشراف التربوي، بكل المسؤولين عن العملية التعليمية، استعدت للفصل الدراسي لأول يوم؟ من الواضح أن هناك خلل وقصور، فوفاة طالب في أول يوم نتيجة تدافع الطلاب، وأن تفقع عين طفل آخر بسبب عصاة مدرس أو ما شابه، وأن يبكي طفل لرغبته في النوم، إنما يؤكد وجود أخطاء، لافتا إلى أنه لا يتهم المنظومة التعليمية بالكامل، إنما من الواضح أن هناك بعض القصور وبعض الإهمال، يشير إلى عدم استعداد الوزارة.  

وأضاف قمر لـ"الوطن"، أنه رغم إعلام الوزارة علي مواقعها الإعلامية والإلكترونية، أن هناك لجان على أعلى مستوي خرجت لمتابعة العملية التعليمية قبل بدءها أو في أول يوم، هذه اللجان وزعت على 27 لجنة، وكل لجنة عليها إما وكيل وزارة، أو رئيس قطاع أو رئيس إدارة مركزية، أين ذهبت تقارير هؤلاء عن الـ27 محافظة؟، لافتا إلى أن ما حدث فقط هو مجرد صور إعلامية لمسؤول أو اثنين ذهبوا للمتابعة.

وتساءل قمر: "لماذا لا يتم نشر التقارير التي ينشرها المتابعين للعملية التعليمية علي المواقع الإلكترونية للوزارة، لمعرفة الخلل في كل محافظة؟".    

{left_qoute_1} 

وحول عدم رغبة التلاميذ والطلاب في الذهاب للمدرسة، قال قمر إن هناك أزمة نفسية تواجه التلاميذ بالنسبة للمدرسة، فلا بد أن تكون المدرسة جاذبة، شيقة، ممتعة، تعلم الطلاب وتربيهم، تجذب الطلاب ولا ينفروا منها، ولا يتغيبون عنها، العملية التعليمية كلها في حاجة لإعادة نظر، فلا بد من دراسة كيف يصبح التعليم خبرة تعليمية سارة بالنسبة للطلاب وأولياء الأمور، كيف نجعل الطفل سعيد وهو ذاهب للمدرسة، ولا يبكي يوميا.

وطالب بإعادة تدريب المعلمين، والمسؤولين عن إدارة العملية التعليمية، حول كيفية تربية أبنائنا، وليس حول كيف يعاقبون أو يعذبون، فالتربية تعديل سلوك، والذي له أساليبه الكثيرة جدا، التي بها رفق، وعطف وتفهم، ورقي في التعامل، وليس الضرب، موضحا أن المدرسة لا تعلم العربي والرياضيات فقط، وإنما تكون شخصية الطفل وتربي إنسان يقدر قيمة الحوار.

وأشار قمر إلى أنه إذا استمر الوضع على ما هو عليه، ستحدث كارثة، ولن تكون عملية تعليمية، وإنما ستكون أي شيء آخر، خلاف كونها عملية تعليمية وتربوية، خاصة وأننا أمام نظام جديد تحدث عنه الوزير، ويروج له، لا بد أن تكون البيئة المدرسية مهيأة لاستقبال هذا النظام، متسائلا: كيف نستقبل نظام تعليمي جديد ينتقل بمصر نقلة نوعية، من مكانة لمكانة أفضل، ونحن في هذه الحالة التعليمية السيئة، لا بد من إعادة النظر في سلوكيات التعامل داخل المدرسة، مشيرا إلى أن الطفل يكون فكرته عن نفسه من خلال كلام الآخرين عنه أمامه، ويتصرف وفق السلوك الذي وصفته به.

 

{long_qoute_3}

تقول الدكتورة عزة فتحي، أستاذ علم الاجتماع بكلية الأداب جامعة عين شمس، إن الطالب حينما يذهب للمدرسة، فإن حيز اهتمامه بالمدرسة والدراسة والمعرفة والتعليم، ليست كل اهتماماته، وإنما هو يريد أن يستمتع كطفل وكإنسان، وبالتالي المناخ المدرسي في المدارس العامة "الحكومية" في مصر لا يساعد على المتعة والاستمتاع، فلا توجد أنشطة، فناء المدرسة انتهي وتم البناء فيه، هناك فترة واثنين وثلاثة للدراسة، وهذا يرجع للكثافة السكانية، فليس كل شئ على الحكومة، الشعب يقصر مثلما تقصر الحكومة، فهو مسؤول عن الكثافة السكانية، فالدولة التي عدد سكانها قليل ستحسن الموقف، لافتة إلى أن الوضع سيء، وأي شئ بسيط سيتحقق لن يظهر، الأمر الثاني بعض الاهالي يصدرون فكرة سيئة عن الالتزام والأعباء والمدارس أمام أولادهم، فيحمل الطفل بمزيد من الغضب.  

 وأضافت أستاذ علم الاجتماع لـ"الوطن"، أن المدرسة أيضا مسؤولة مسؤولية كبيرة فيما يحدث، فالمعلم الموجود بها هو نتيجة هذا المجتمع، ووليد ثقافة الزحام، "أخبط وزق وأجري" فلا بد من أن يتصرف المعلم بشكل يجعل الطفل يقبل عليه، ويتعامل معه بود، فالمعلم هو الأب البديل.        


مواضيع متعلقة