أدوية علاج فيروس سى الجديدة.. وأهم خبر للمصريين
أهم خبر لا بد أن يتصدر نشرات أخبارنا ومانشيتات صحفنا وبرامج توك شوهاتنا هو خبر أدوية فيروس سى الجديدة، والتى لا بد أن تكون مشروعنا القومى والوطنى القادم، فلا يمكن أن تكون أخبار البلتاجى وصفوت وشعار رابعة هى المتصدرة وخبر أدوية الكبد الجديدة يقال على استحياء؛ لذلك سألت صديقى أ. د. هشام الخياط، أستاذ الكبد بمعهد تيودور بلهارس، عن هذه الأدوية، وكانت تلك الإجابة:
منذ ثلاثة أيام وفى يوم 6 ديسمبر، وافقت منظمة الأدوية والأغذية الأمريكية على دواء «السوفالدى» أو «السوفسبفير» بعد إجماع لجنة علماء الكبد الـ15 المنوطة بتقييم الدواء على الموافقة على ترخيصه لأهميته القصوى لمرضى فيروس سى.. بعد سنوات طويلة من التجارب الإكلينيكية للوصول إلى الدواء المثالى الفعال لمرضى فيروس سى المتميز بنسب شفاء تقترب من 100% إذا تم إعطاؤه مع «الريبافيرين» لمدة من 3 إلى 6 أشهر حسب النوع الجينى.. وميزة هذا الدواء أيضا أنه يؤخذ بالفم دون أعراض جانبية سوى الصداع أو الإجهاد البسيط أحيانا وينفع كل الأنواع الجينية للفيروس، بما فيها النوع الرابع الموجود فى مصر.. وهذا يعتبر طفرة غير مسبوقة لعلاج مرضى فيروس سى؛ حيث إن العلاج الحالى من «إنترفيرون» و«ريبافيرين» كانت نسب الشفاء به لا تتجاوز 60% فى النوع الجينى الرابع الموجود فى مصر، بالإضافة إلى لستة طويلة من الأعراض الجانبية تجعل جزءا لا يستهان به من المرضى يتوقف عن العلاج لعدم تحمله الأعراض الجانبية أو تجعل الطبيب يقلل من جرعات الدواء، ما يؤثر بالسلب على نسب الشفاء فى النهاية.. هذا إلى جانب أن «الإنترفيرون» يؤخذ بالحقن تحت الجلد ولا يؤخذ بالفم مثل الأدوية الجديدة.. كما أن عمل «الإنترفيرون» غير موجه ضد الفيروس، ولكن يحفز فقط جهاز المناعة بالجسم للقضاء على الفيروس.. لكن «السوفالدى» أو «السوفسبفير» يحبط تكاثر الفيروس ويوجه سهام القتل للفيروس عن طريق تثبيط عمل الإنزيم الذى يساعد على تكاثر الفيروس، وهذه خطوة غير مسبوقة وطفرة غير معتادة فى علاج فيروس سى؛ لذا تزداد نسب الشفاء بإعطاء هذا الدواء إلى 100% مع «الريبافيرين» لعمله مباشرة على إحباط تكاثر الفيروس فى أهم مرحلة من التكاثر.. وتأتى موافقة منظمة الأدوية والأغذية الأمريكية على هذا الدواء بعد أسبوعين من موافقتها على دواء آخر هو «الأوليسيو» أو «السيمبفير» الذى يؤخذ بالفم أيضا والفعال ضد الأنواع الجينية الستة الموجودة بالعالم لفيروس سى متضمنا النوع الرابع الجينى الموجود فى مصر.. وهذا الدواء أعراضه الجانبية قليلة مثل «السوفالدى»، بالإضافة لارتفاع إنزيمات الكبد وقتيا فى بعض الأحيان مع هذا الدواء وتصل نسب الشفاء بدواء «الأوليسيو» إلى 85%، ولكن بإضافة «الإنترفيرون» و«الريبافيرين» له وبجرعة لمدة 6 أشهر.. ودواء «الأوليسيو» يحبط تكاثر الفيروس عن طريق تثبيط إنزيم «البروتيز» فى مرحلة سابقة قبل عمل الإنزيم الفعلى المسئول عن التكاثر، الذى يحبطه دواء «السوفالدى»؛ لذا فإن دواء «السوفالدى» أو «السوفسبفير» الذى تمت الموافقة عليه منذ ثلاثة أيام فقط أقوى من دواء «الأوليسيو» أو «السيمبفير» الذى تمت أيضا الموافقة عليه منذ أسبوعين.. وهذان الدواءان هما باكورة لموافقات سوف تكون متلاحقة لأدوية كثيرة تقترب من 30 دواء أغلبها سوف يكون فعالا للنوع الجينى لفيروس سى الموجود فى مصر، وسيكون هناك فى القريب العاجل جدا كوكتيل من أكثر من دواء يعطَى لفترة من 4 إلى 6 أسابيع لعلاج فيروس سى بنسب شفاء 100% دون أعراض جانبية وبالفم. وهناك أكثر من ثمانى شركات أدوية تتنافس فى أبحاث هذه الأدوية الحديثة التى تؤخذ بالفم وتؤثر على تكاثر فيروس سى، تأتى فى المقدمة شركة «جلييد» بدواءى «السوفسبفير» الذى تمت الموافقة عليه فى 6 ديسمبر الحالى و«ليدبسفير»، وشركة «أبوت» بثلاثة أدوية -ما زالت أسماؤها كودية- ABT450 & ABT333 &ABT267، وكذلك شركة «بريستول ماير» فى المرتبة الثالثة بدواءى «الدكلاتوسفير» و«الأسانوبرفير»، وشركة «جونسون أند جونسون» بدواء «سيمبرفير» الذى تمت الموافقة عليه فى 22 نوفمبر، الشهر السابق، وشركة «ميرك شارب أند دوم» بدواء «فانيبرفير» وMK5172، وشركة «روش» بدواءى «ميرسيتابين» و«دانوبرفير»، وشركة «جانسن» بدواء «ميرفيروسن»، وشركة «بوهينجر» بدواء «فلادفير».
ومن المنتظر أن تُطرح أغلب الأدوية الأخرى فى الأسواق عامى 2014 و2015، بعد مراجعة منظمة الأدوية والأغذية الأمريكية الأبحاث، أما دواءا شركة «جلييد»: «سوفسبفير» و«ليدبسفير»، فهما يؤثران على تكاثر الفيروس بفعالية كبيرة فى مراحله المختلفة، ومن المنتظر أن يُطرح الدواءان فى قرص واحد يؤخذ يوميا لمدة 12 أسبوعاً دون أعراض جانبية تذكر وبنسب شفاء أكثر من 95%، ويصلح لكل الأنواع الجينية حتى الرابع الموجود فى مصر، وإذا أضيف إليهما «الريبافيرين» تصل نسب الشفاء، إن شاء الله، إلى أكثر من 100%. ومن المنتظر أيضاً أن تطرح أدوية شركة «أبوت» الثلاثة مع «الريبافيرين» و«الريتنوفير» الذى يساعد على تقوية تأثير هذه الأدوية فى كبت تكاثر الفيروس فى قرص واحد أيضاً، يؤخذ ثلاثة صباحاً وواحداً مساءً، وتصل نسب الشفاء أيضاً إلى أكثر من 90%. هذا، وسوف يُطرح العام المقبل أيضاً دواءان من شركة «بريستول ماير سكويب»، وهما: «الدكلاتوسفير» و«الأسانوبرفير»، وتصل نسب الشفاء بإضافة «الريبافيرين» إليهما إلى أكثر من 90%. وسيصل كورس العلاج من كل شركة إلى نحو 50-70 ألف دولار، بيد أن المنافسة القوية بين الشركات الثلاث، التى سوف تطرح أدويتها فى الأسواق بدءاً من العام المقبل، ستسهم بعض الشىء فى تخفيض سعر هذه الأدوية قليلا، ولكن تبقى محاولات وزارة الصحة المصرية والمنظمات غير الحكومية المصرية التى ترعى حق المريض بالتعاون مع الجمعيات العلمية للكبد فى مصر من الآن وبأقصى جهد وسرعة، للضغط على الشركات العالمية فى تخفيض سعر هذه الأدوية عند نزولها إلى مصر، وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، أسوة بما حدث من قبل فى أدوية الإيدز عند طرحها فى جنوب أفريقيا والهند. ويجب أن تتضافر الجهود كافة من الآن لكى نساعد 12 مليون مريض كبد مصرى بفيروس سى، ونُدخل السعادة والسرور على أكبادهم وعلى قلوب أسرهم. وتأمل منظمة الصحة العالمية أن تعلن العالم خالياً من فيروس سى بحلول 2020، فى وجود مثل هذه الأدوية القوية فى أسواق الدواء، بدءاً من عام 2014، فهل سنلحق بالركب أم لا؟