جلال أمين.. رحيل مفكر "الاستقلال الوطني"

كتب: محمد الأشول

جلال أمين.. رحيل مفكر "الاستقلال الوطني"

جلال أمين.. رحيل مفكر "الاستقلال الوطني"

بوجه طفولي، وابتسامة لا تفارق أحاديثه لطلابه ومريديه، وبدفاع مستميت عن مشروع اقتصادي وطني حقيقي، وعن الهوية المصرية العربية الأصيلة في مواجهة موجات التغريب، والتبعية، والسلفية، والتيارات الدينية المتطرفة، عٌرف المفكر الفذ في علم الاقتصاد والاجتماع جلال أمين، الذي رحل عن عالمنا في هدوء، مساء اليوم.

رافعًا شعار "الاستقلال الوطني"، كرّس العالم الراحل حياته، مترجما ذلك في آلاف المقالات التي نٌشرت في الصحف المصرية والعربية، بالإضافة إلى عشرات الكتب التي نادى من خلالها إلى إقامة مشروع اقتصادي وطني تستند ركائزه على صناعة وطنية تماثل المشروع الذي كان يسير فيها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، لمعالجة الاختلالات التي يعانيها الاقتصاد الوطني، بعيدا عن "روشتات" تقدمها المؤسسات الدولية ترتكز على "الخصخصة" فقط، والتي كان يعتبرها علاجا أشبه باستئصال جزء منهك، من جسم المريض، ولكنه قابل للعلاج، بشرط التوقف ابتداء عن كل ما تسبب في إنهاكه.

الراحل لم يكن مهموما فقط بأوجاع الاقتصاد المصري وأحوال المصريين، بل كان أيضا راصدا للظواهر الاجتماعية التي طرأت على المجتمع المصري، وكان أبرزها ما أورده في مؤلفه الشهير "ماذا حدث للمصريين؟" ، والذي يتناول فيه التطورات التي حدثت للمجتمع المصري في الفترة ما بين 1945 و 1995 ويسلط الضوء على الحراك الاجتماعي الذي نشأ في هذه الفترة ويحلله بشكل دقيق، كما يتناول ظاهرة التعصب الديني، وموجات التغريب، وظهور الفكر الأجنبي في المجتمع المصري، كما تحدث كثيرًا عن المرأة ومكانتها وكيف تغيرت النظرة إليها.

المفكر الراحل، الذي غادرنا، اليوم، أثرى المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات والتي من بينها، و"صف مصر في نهاية القرن العشرين"، و"عولمة القهرة"، و"عصر الجماهير الغفيرة"، و" خرافة التقدم والتأخر"، و"كشف الأقنعة عن نظريات التنمية الاقتصادية".


مواضيع متعلقة