الكبار أيضاً يتعرضون للتنمر: طبيب بيطرى يصفونه بـ«دكتور البهايم».. والحاج «سوسو» يسخرون من اسمه

كتب: محمد غالب ومها طايع

الكبار أيضاً يتعرضون للتنمر: طبيب بيطرى يصفونه بـ«دكتور البهايم».. والحاج «سوسو» يسخرون من اسمه

الكبار أيضاً يتعرضون للتنمر: طبيب بيطرى يصفونه بـ«دكتور البهايم».. والحاج «سوسو» يسخرون من اسمه

تقدّمهم فى السن لم يكن شفيعاً لهم ليَسلموا من حملات السخرية عليهم، تارة يتنمر البعض على وظائفهم، وتارة أخرى من أسمائهم، والعيوب الخلقية التى وُلدوا بها، وليس لهم أى دخل فيها، محمد عبدالباقى، طبيب بيطرى، بدأ يتعرّض للتنمر منذ أن كان فى الثانوية العامة، بسبب رغبته فى دخول كلية الطب البيطرى، حيث كان أصدقاؤه وزملاؤه وأسرته يسخرون منه ويقولون له: «عايز تبقى دكتور بهايم؟».

انتهى «عبدالباقى» من دراسته بالكلية، ولم تستطع الكلمات الهدامة التى يسمعها من أقرب الناس إليه، الحد من طموحه: «أنا لما حد بيقول لى ياللى بتعالج البهايم، بارد عليه، وأقول له ده فخر ليا إنى أبقى طبيب أعالج البهايم، وبيبقى عندى إصرار إنى أنجح أكتر فى شغلى، لكن فيه ناس تانية بتتأثر سلباً بالتنمر، لذا أنا ضد التنمر، وهاحارب كل شخص بيمارس السلوك ده». من خلال بحثه، وجد أن الأمر أكثر انتشاراً فى مصر: «بره، الدول بتقدر المهنة دى جداً، عمرى ما سمعت عن حد فى أى دولة بيسخر من الطبيب اللى بيعالج الحيوانات». يوجه «عبدالباقى» رسالة إلى كل طالب طب بيطرى يتعرّض للتنمر، بألا يلتفت لأى سخرية من عمله: «عملنا إنسانى، لا يقل أهمية عن الطبيب البشرى، إحنا لازم نفخر أننا بنعالج الحيوان، وبنحد من انتقال الأمراض المشتركة بينه وبين البشر».

كلمات قاسية وصادمة، تتلقاها طوال الوقت من بعض المارة المحيطين بها، بمجرد رؤيتها بالشارع، رحلة من الإهانة والسخرية تمر بها أمينة إبراهيم، 23 عاماً، يومياً، من مدينة العاشر من رمضان، إلى منطقة 6 أكتوبر، حيث الكلية التى تدرس بها: «الناس بتقول لى ما تشربى بإيديك، إيه الدلع ده.. فاكرة نفسك صغيرة ولا إيه، ما تساعدى نفسك.. هو الظاهر ليهم إنى باتدلع، لكن أنا مريضة».

تعانى «أمينة» من ضعف فى أعصاب اليدين، وهو ما يجعلها غير قادرة على حمل الأشياء: «باضطر أستعين بمرافق لمساعدتى فى تناول الطعام والشراب والكتابة أثناء الامتحانات»، تحمّلت الفتاة العشرينية آثاراً نفسية سيئة كثيرة، جعلتها تمتنع عن تناول الطعام أو الشراب خارج المنزل: «بابقى هاموت من الجوع، وبيجى لى هبوط، لكن تعبت من تريقة الناس عليا»، مأساة أخرى عاشتها، ولا تزال تعانيها «أمينة»، نظراً لظروفها الخاصة، تضطر إلى الاستعانة بشخص ليكتب بدلاً عنها داخل لجنة الامتحان: «محدش وافق إنى أروح أخلص ورق أن حد يكتب بدالى، وآخر مرة العميد قال لى لا، واقعدى وسط زمايلك وخلّى حد يكتب لك، وأنا باتكسف أقعد وسط زمايلى علشان محدش يتفرج عليا ويبقى شكلى وحش»، كثيراً ما تصنع «أمينة» من غرفتها عالماً خاصاً بها وحدها، تتألم وتبكى، وتناجى ربها أن يزيح عنها كل الشقاء.

رغم هيبته ووقاره، إلا إنهما يضيعان عندما يسأله أحدهم عن اسمه، فرغم فخره به إلا أن اسمه يثير ضحك كل من يتعامل معه، مما يصيبه بغضب واستياء، الحاج سوسو ياسين، تخطى الـ80 عاماً، وما زال يناديه كل من حوله بهذا الاسم الطفولى: «أنا كنت متدلع، أبويا قال يسمينى سوسو، وبقيت مميز، ومعروف به، على مستوى منطقة باب الشعرية كلها، وباحب اسمى قوى، هو فيه حد يكره اسمه؟».


مواضيع متعلقة