بعد الجريمة: أسرة قاتل والديه تهرب من نظرات «الشفقة والترقب» فى عيون الناس

10:31 م | الاثنين 24 سبتمبر 2018

واحدة من أبشع الجرائم التى شهدتها مدينة كفر الدوار، وبالتحديد حى التمليك، ما زالت شاهدة على تفكك الأسرة بعد ارتكاب أحد أفرادها جريمة قتل، حيث أقدم شاب على التخلص من والديه للحصول على أموال لشراء مخدرات، ولم ينجُ بجريمته طويلاً، بل تم القبض عليه بعد ساعات من ارتكاب الجريمة، وعلى الرغم من إحالة القضية إلى محكمة الجنايات، وينتظر الجانى عقابه القانونى، لكن أسرته تعانى العزلة والتهميش، بعد أن حاصرتهم نظرات الجيران والمعارف، ولطبيعة المنطقة السكنية التى يغلب عليها التداخل بين الجيران، فلم يستطع أفراد الأسرة التعايش مع الأمر الواقع، وفروا بعيداً عن تساؤلات المحيطين.

عنوان الجريمة هو مقتل مُعلم بالتربية والتعليم وزوجته على يد ابنهما، بمدينة كفر الدوار، وعلى مدار 3 شهور متواصلة، اختفى كل أعضاء العائلة بعيداً عن أنظار الناس، بعد أن لاحقتهم العيون وطاردهم همس الجيران، يقول «أ.ع»، أحد سكان حى التمليك وجار المتهم: «الجميع سمع عن الجريمة التى هزت محافظة البحيرة بأكملها، وتداول الأهالى أقاويل كثيرة عقب وقوع الجريمة، منهم من أكد أن الجانى مريض نفسى، وآخرون أشاروا إلى أنه مصاب بحالة من المس، لكن تحقيقات النيابة حسمت الأمر، بعد أن اعترف بارتكابه الواقعة بدافع الحصول على أموال لشراء المخدرات».

{long_qoute_1}

لم تنته الجريمة فى المنطقة بالقبض على مرتكبها، بل أصبحت عاراً يلاحق كل أفراد العائلة، فلم يعد سكان المنطقة يرون أحداً منهم، يتعمد الأهل الاختفاء عن عيون الناس لما يرونه من نظرات إشفاق وترقب وحزن على المجنى عليهما، وعلى الرغم من أن المنطقة تتمتع بترابط جيرانها، حيث إن أغلبية سكان حى التمليك يعملون فى شركة غزل كفر الدوار، وهذه المساكن مخصصة لهم من قبل الشركة، ويقفون إلى جوار بعضهم فى المناسبات السعيدة والحزينة، لكنهم عجزوا عن تقديم آلية تضمن لأسرة الجانى العيش بسلام وسط كلام الناس، وأصبحت الجريمة لعنة تطارد جميع أفراد العائلة.