فتاة مراهقة: حاولت الانتحار بسبب سوء معاملة الأم واعتداءات الأخ وغياب الأب

فتاة مراهقة: حاولت الانتحار بسبب سوء معاملة الأم واعتداءات الأخ وغياب الأب
- آلة حادة
- ارتكاب الأخطاء
- الآداب العامة
- الابن الأكبر
- التأهيل النفسى
- الصحة النفسية
- الطب النفسى
- العلاقات الأسرية
- الفترة الأخيرة
- الفيس بوك
- آلة حادة
- ارتكاب الأخطاء
- الآداب العامة
- الابن الأكبر
- التأهيل النفسى
- الصحة النفسية
- الطب النفسى
- العلاقات الأسرية
- الفترة الأخيرة
- الفيس بوك
فى ردهة الاستقبال بعيادة الطب النفسى، جلس ثلاثتهم فى توجس وقلق، فى انتظار دورهم فى الدخول، فتاة فى الخامسة عشرة من عمرها جاءت برفقة والدتها وأخيها الأكبر، قطع صمتهم المطبق صوت الممرضة التى سمحت لهم بالدخول. ازداد توتر الفتاة التى جلست فى ركن، وبدا عليها القلق وهى تقرض أظافرها، وكلما وقعت عليها عينا الدكتور محمد هانى، استشارى الصحة النفسية والعلاقات الأسرية وتعديل السلوك، ازداد توترها.
وأخيراً نطقت الأم: «بنتى يا دكتور هتضيع منى، عندها اكتئاب، لا راضية تاكل، ولا بتتكلم مع حد ولا تقعد مع حد». وجه شاحب ومظهر غير مهندم وعينان تحيطهما هالات سوداء، كانت هيئة الفتاة التى لم تنطق، بينما استغرقت والدتها فى حكى تفاصيل طلاقها مبكراً من والد ابنيها، متوقعة أن يكون هو سبب سوء حالة ابنتها النفسية: «دور الأب غائب تماماً، لا يسأل، لا يهتم، لا يدعم ابنيه معنوياً ولا مادياً، وأنا الوحيدة التى أتكفل بهما، فى الفترة الأخيرة شعرت بانطوائية ابنتى، بدأت تعتزل الجلسات الجماعية باستمرار، ترتبط أكثر بهاتفها المحمول، شككت فى ارتباطها بعلاقة مع شاب، وهو ما تأكد لى بعد مراقبتها وتتبع اتصالاتها».
{long_qoute_1}
دقائق وخرجت الأم والابن الأكبر بناء على طلب الطبيب، وجاء دور الابنة التى كشفت للطبيب عن ذراعين عليهما آثار تشريح بآلة حادة، خيّم الذهول على وجهه، وبدأت الفتاة فى سرد علاقتها بالشاب الذى لمحت له والدتها: «تعرفت عليه على الفيس بوك، شعرت بانجذاب شديد نحوه، أصبحت لا أستطيع الاستغناء عنه، لكنه استغل ضعفى تجاهه وطلب منى أن ألبى له كل طلباته، ومن بينها سلوكيات خارقة للأخلاقيات والآداب العامة، لاحظ أهلى تأخرى الدراسى وبدأوا يتعاملون معى بعنف، حرمونى من الهاتف المحمول، وحبسونى فى المنزل شهراً كاملاً». التقطت الفتاة أنفاسها وواصلت: «ازدادت وصلات الإهانة اللفظية والسخرية والشتائم، لم أجد فى أخى صدراً حنوناً، اختزل دوره فى حياتى بالاعتداء علىّ دوماً، دخلت فى حالة اكتئاب، وفكرت فى الانتحار، وفى أحد الأيام أمسكت بشفرة حلاقة وبدأت أخرج كبتى وغضبى المخزون عن طريق تقطيع جسدى، وعندما اكتشفت أمى آثار هذه الجروح، ارتعبت وقررت أن تصطحبنى إلى هنا».
من جانبه قرر الدكتور محمد هانى وضعها على أحد برامج إعادة التأهيل النفسى والصحة النفسية، لخوض رحلة علاج طويلة قد تمتد لعدة أشهر، يُصلح فيها مفاهيم كثيرة تشوهت، ويغذى روحها التى تآكلت لتعود إلى إدراكها ووعيها، تصارحه الأم: «إحنا مرعوبين وحاسين بالذنب تجاهها يا دكتور»، ليرد: «تصرف واحد حكيم فى الوقت المناسب كان هيغنينا عن شهور طويلة من العلاج والتقدم البطىء، الحل دوماً فى احتواء الأخطاء، خطورة سن المراهقة تكمن فى كونه سن ارتكاب الأخطاء فى المقام الأول، أخطاء التربية قد تدفع للانتحار فعلياً».