خبيرة «القومى للبحوث»: معظم جرائم الأسرة «انفعالية» غير مدبرة.. والجيل الحالى «متصالح مع العنف»

خبيرة «القومى للبحوث»: معظم جرائم الأسرة «انفعالية» غير مدبرة.. والجيل الحالى «متصالح مع العنف»
- أستاذ علم الاجتماع
- ارتكاب الجرائم
- ارتكاب الجريمة
- ارتكاب جرائم
- الأحوال الشخصية
- الأسرة المصرية
- الأوضاع الاقتصادية
- الإعلام السلبى
- التواصل الأسرى
- أستاذ علم الاجتماع
- ارتكاب الجرائم
- ارتكاب الجريمة
- ارتكاب جرائم
- الأحوال الشخصية
- الأسرة المصرية
- الأوضاع الاقتصادية
- الإعلام السلبى
- التواصل الأسرى
قالت الدكتورة عزة كريم، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية، ومدير صندوق مكافحة الإدمان سابقاً، إن جرائم الأسرة زادت مؤخراً مع ارتفاع معدل الجريمة المجتمعية بشكل عام بسبب تردى الظروف الاقتصادية، بالإضافة إلى تردى أوضاع الإعلام والدراما والسينما. وأضافت فى حوارها لـ«الوطن»، أن القوانين لن تستطيع أن تحد من هذه الجرائم، محذرة من التأثير الخطير لهذه الظاهرة على المجتمع، إلى نص الحوار:
ما أسباب انتشار الجريمة الأسرية بنسبة كبيرة فى الفترة الأخيرة؟
- جريمة الأسرة مثل معظم الجرائم تزداد وتنتشر لظروف اجتماعية معينة، فالأسرة كانت أكثر المؤسسات تضامناً وحباً لبعضها البعض، وما حدث أن ثقافة المجتمع بدأت تتغير، وبالتالى تغيرت احتياجات المجتمع، فالأولاد أصبحوا يتركون آباءهم لتحقيق المصلحة الشخصية التى أصبحت تفوق مصلحة الأسرة، وبعض الآباء والزوجات كذلك، كل أطراف الأسرة تخلوا عن البيت بحثاً عن مصالح أو أغراض شخصية، والإحساس بالأسرة كله تغير، والترابط والتضحية قلت، وجاءت الأنانية بديلاً عنها، كما أن الإعلام أفسد العلاقات الأسرية بشكل غير معقول وساهم فى انتشار العنف الأسرى ومن ثم الجريمة الأسرية.
{long_qoute_1}
وكيف ساهم الإعلام فى ذلك؟
- من خلال خلق تطلعات جديدة فى المجتمع، وعرض مستويات معيشة فاخرة لا تمثل الواقع، فضلاً عن التركيز من ناحية على العنف والقتل والعشوائية، وتأثير الإعلام السلبى وليس الإيجابى أصبح كارثة علينا جميعاً، وأقصد بالإعلام «الدراما» أيضاً ووسائل التواصل الاجتماعى، كما أن إصدار «قانون الأحوال الشخصية» تسبب فى زيادة الشحن الأسرى والعنف والطلاق. فجاء القانون ليفرق الأسرة، والمجلس القومى للمرأة الذى قدم القانون ويرفع شعارات بعيدة عن الواقع والدراما والإعلام أفسدا الأسرة المصرية.
وماذا عن الأوضاع الاقتصادية، هل لها تأثير على زيادة معدلات الجريمة الأسرية؟
- طبعاً، الأوضاع الاقتصادية فى المرحلة الحالية صعبة جداً، وجعلت الجميع فى حالة صراع بين الأبناء والزوجات والأزواج، وبعض الآباء أصبح لديهم قسوة على الأبناء بسبب سوء الأحوال المعيشية، والضغوط الاقتصادية والنفسية والاجتماعية تنعكس على العلاقات الأسرية، ومع زيادة الضغط الأسرى يكون الطريق للجريمة مفتوحاً وسهلاً.
بصفتك رئيسة سابقة لمجلس علاج الإدمان، كيف تسهم المخدرات فى انتشار الجرائم الأسرية؟
- الإدمان زاد نتيجة للفراغ والبطالة، وهو سلوك اجتماعى يسهم فى زيادة جرائم الأسرة، لأن المدمن فى حاجة دائمة إلى أموال لشراء المواد المخدرة، فتحدث مشاحنات ومشاكل تؤدى لتهوره وارتكاب الجريمة، وأنا رصدت حالات سابقة دفعها الإدمان لارتكاب جرائم أسرية.
{long_qoute_2}
ما أبرز الحالات التى تم رصدها لمرتكبى الجريمة الأسرية؟
- لا أنسى حالة لولد «16 سنة» كان فى المؤسسة العقابية لأنه قتل أمه، وقال لى: «رفضت تجوزنى واحدة باحبها واتخانقت معايا وماحستش غير وأنا بامسك السكينة وباقتلها»، هنا غياب التواصل الأسرى ووجود تربية خاطئة أدى لخلق عداوة بين الولد وأمه. معظم الجرائم الأسرية جرائم انفعالية غير مدبرة، لحظة انفعال تؤدى إلى جريمة. الأسباب الانفعالية من أسوأ الأسباب التى تؤدى إلى الجرائم الأسرية.
ما ترتيب أسباب انتشار الجريمة الأسرية حسب خطورتها؟
- الضغوط الاقتصادية كما ذكرنا أهم وأكثر سبب، لأنها متعلقة بالأكل والشرب واللبس والتعليم والزواج، والظروف المجتمعية بجانب الإعلام والدراما من أقوى الأسباب، لأنها مرآة للواقع السيئ، فالواقع فى المسلسلات كله «مهبب»، ومعظمها قائمة على الخلافات الزوجية وتبرز التفنن فى طرق الانتقام.
وماذا عن دور الخطاب الدينى فى مواجهة هذه الظواهر؟
- لنكن صادقين، الإقبال على المسلسلات أكبر بكثير من الإقبال على الخطاب الدينى، والإعلام له تأثير أقوى.
كيف تسهم جرائم الشرف فى ارتكاب الجريمة الأسرية؟
- سوء التنشئة يلعب دوراً فى الجريمة الأسرية، ونحتاج لمنظومة تربوية شاملة لمواجهة الظاهرة، وتغيير الرسائل الإعلامية خصوصاً فى الدراما الحافلة بجرائم الخيانة الزوجية.
وما تأثير انتشار الجرائم الأسرية على المجتمع كله؟
- أحذر من أننا قد نكون أمام جيل جديد متصالح مع العنف، ومستعد لارتكاب الجرائم. هناك خطورة على المجتمع المصرى ونحتاج إلى وقفة حاسمة سريعة.