معركة «التختة» فى عيون أوائل الثانوية والمتفوقين: «الدكة الأولى لا تصنع المعجزات»

معركة «التختة» فى عيون أوائل الثانوية والمتفوقين: «الدكة الأولى لا تصنع المعجزات»
- أول يوم دراسى
- أولياء الأمور
- الثانوية العامة
- كلية الطب
- كلية الهندسة
- أول يوم دراسى
- أولياء الأمور
- الثانوية العامة
- كلية الطب
- كلية الهندسة
كأنما حيز له نعيم الدنيا، إذا ما جلس على الدكة الأولى، وصار أكثر الطلاب فهماً وذكاءً، وكأن جلسته تلك فى الصف الأول الذى يقع خلف السبورة تماماً ستضمن له الحصول على كلية الطب أو الهندسة، ولذلك كان المشهد الغريب على الكثيرين، منطقياً لدى أولياء الأمور، الذين دخلوا فى معركة صباح أول أيام الدراسة، قبل أن يدق الجرس الأول، معلناً بدء الحصة الأولى، فكانت السلالم والكراسى والأيادى والشد والجذب، عنوان تلك «الخناقة» على الدكة الأولى. لكن تلك المعركة التى بدت لدى بعض أولياء الأمور ذات مغزى وأهمية كبيرة، كانت فى الوقت نفسه لكثير من الذين أنهوا تعليمهم وحصلوا على درجات مرتفعة وأماكن مرموقة لا تستحق كل ذلك العناء.
صور سرعان ما انتشرت مع صباح أول يوم دراسى، لأسر تحاول أن تجد لأطفالها مكاناً فى الدكة الأولى، على أمل أن تكون عوناً لهم فى دراستهم، لكن معركة الدكة، انتهت بمشاجرات عكّرت صفو أول يوم فى حياة الأطفال، وفى فصل دراسى يضم نحو 50 طالباً، تكون نسبة الفوز بذلك المقعد صعبة، وإذا كانت بعض الفصول تضع فى مقدمتها 3 «دكك» فى المواجهة، وباعتبار أن لكل واحدة 3 طلاب، فإن 9 من أصل 50 سيفوزون بذلك المكان، وهو أمر تافه بالنسبة إلى محمد صبحى، الذى راح يسترجع ذكرياته مع الدكة الأولى: «أول يوم مدرسة ماكانش فى دماغى لا دكة أولى ولا تانية، ولا أى كلام من اللى بيحصل ده»، يحكى الشاب، الذى أثبت تفوقاً فى مراحل الدراسة المختلفة، وتمكن من دخول كلية الطب: «لا الدكة الأولى بتنفع ولا التانية ولا التالتة، كل دى أوهام»، قالها الطبيب، الذى يرى أن للأسرة الدور الأكبر والأهم فى المرحلة التعليمية، وطوال فترة تعليمه لم يكن محمد يحب الدكة الأولى، وكان يتجه إلى الثالثة أو الرابعة أحياناً.
{long_qoute_1}
فى الدكة الـ3 خلف مدرس الفصل، كان شريف سالم يحب الجلوس، ويدرس الآن بكلية الهندسة، بعدما كان الطالب الأول فى الثانوية العامة على مستوى الجمهورية لعام 2018 وحصل على 99.8% وكانت علاقته دوماً بالدكة الأولى سيئة: «أنا باكره أقعد فيها، مش بس ماباحبهاش أو مش شايف لها قيمة»، يحكى الشاب الذى تابع عبر مواقع التواصل حالة الهرج فى أول أيام الدراسة للفوز بمقعد فى الدكة الأولى، ويرى أن الاهتمام بالطالب من قِبل الأسرة، واهتمام المدرسين بكل الموجودين أولى وأهم من تلك المعركة: «الأسر بتبقى فاكرة أن وجود الطالب فى أول دكة بيخلى الأستاذ يركز معاه، بس ده مش حقيقى، المدرس هيركز مع الأشطر غصب عنه». وتبنّى الرأى نفسه يوسف محمد، الأول على الجمهورية فى القسم العلمى لعام 2018، معتبراً الأمر ظاهرة سيئة.