«تلميذ الدقهلية»: الموت تحت الأقدام بقرار المدير

«تلميذ الدقهلية»: الموت تحت الأقدام بقرار المدير
- أولياء الأمور
- إبراهيم حسم
- الإدارة التعليمية
- الصف الثالث الابتدائى
- الصف السادس
- الوحدة الصحية
- تشييع جثمان
- تقرير الطب الشرعى
- تلاميذ المدرسة
- أرضى
- أولياء الأمور
- إبراهيم حسم
- الإدارة التعليمية
- الصف الثالث الابتدائى
- الصف السادس
- الوحدة الصحية
- تشييع جثمان
- تقرير الطب الشرعى
- تلاميذ المدرسة
- أرضى
مات «إبراهيم» تحت أقدام زملائه، لم تكتمل فرحته بانتقاله إلى المدرسة الجديدة، والتعرف على أصدقاء دراسة جدد، فوجئ الطفل بتدافع زملائه من الدورين الثانى والثالث بقوة من على السلم باتجاه حوش المدرسة، ليتلاقوا مع تلاميذ الفصول بالدور الأرضى فى مخرج صغير يحكمه باب عرضه متر، مطل على الحوش، ليبدأ التدافع وسقوط الطلاب على الأرض، وحينها تدخّل المعلمون لإنقاذ الموقف إلا أن «إبراهيم» عجز عن التقاط أنفاسه ليلقى ربه نتيجة الإهمال.
«أول مرة أشوف ابنى فرحان وهو رايح المدرسة، كانت ليلة عيد عنده، وصاحى من الساعة 4 الفجر من فرحته بالدراسة، وكأنه عريس مستعجل على عروسته، ولو أعرف إنه كان بيودعنى ماكنتش نزلته»، هكذا تحدثت أسماء سعد زكى، أم التلميذ إبراهيم حسم محمد عبدربه، بالصف الثالث الابتدائى بمدرسة الزهراء الابتدائية، وتابعت: «أنا راضية بحكم ربنا، ابنى كان بدر منوّر، حزن الدنيا فى عينيه، وأخذته من يده حتى محل والده وأعطيته مصروفه 5 جنيهات، ودخل من باب المدرسة والناظر قال لى سيبيه وأنا أوصله لفصله».
«يوم الحادث هو أول يوم لابنى فى هذه المدرسة، بعد أن نقلناه من مدرسة أخرى لأن هذه المدرسة كانت الأفضل من وجهة نظرى، وكان فرحان لنقله، وأول يوم يشوف زملاء جدد له»، قالها إبراهيم محمد عبدربه، والد التلميذ، متذكراً لحظة وصول خبر الوفاة بعد أقل من ساعتين من ذهاب «إبراهيم» للمدرسة، فهرول متوجهاً إلى الوحدة الصحية ليجد نجله جثة هامدة، وتابع: «فى النيابة اتهمت المدرسة بالإهمال، لتركهم الأطفال ينزلون السلم بصورة همجية، وفى فصل ابنى 73 تلميذاً، والطب الشرعى شرّح الجثة والنتيجة بعد أسبوع، وكل ما رأيته فى جسمه منطقة زرقاء فى كتفه، وكدمة فى ظهره»، فيما تشكك جد الطفل فى موعد وفاة حفيده، قائلاً: «سمعت بوفاة طفل فى المدرسة من الساعة 9، أى قبل الفسحة بساعة، وأنا طالب حق حفيدى من رئيس الوزراء ووزير التعليم، ولم يأتِ مدرس من المدرسة ليعزينا فى وفاته». {left_qoute_1}
مدرسة تاريخها أكثر من 40 سنة، عبارة عن 12 فصلاً مكونة من دور أرضى ودورين علويين، لها مدخل رئيسى للمبنى، أمامه غرفة للإدارة، وبجوارها باب يتم الدخول منه إلى فصول الدور الأرضى، وهذا الباب كان مغلقاً وقت الحادث، بحسب ما ذكره العاملون بالمدرسة، وفى نهاية تلك الفصول باب آخر ينفذ إلى سلم ينزل منه التلاميذ الموجودون فى الدورين الأول علوى والثانى، ويستخدم جميع التلاميذ منفذاً واحداً فقط عرضه يقارب المتر ويطل على الحوش.
«الوطن» عاشت لحظات دخول التلاميذ المدرسة أول يوم بعد الحادث، معظم الأهالى حضروا برفقة أبنائهم إلى باب المدرسة، بعض التلاميذ كانوا يبكون ولا يريدون الدخول، وسط انتظار المدرسين الذين أكدوا أن مدير المدرسة عقد اجتماعاً يوم الأربعاء الماضى وطلب منهم أن يُغلقوا سلماً من سلمى المدرسة وأن يخصصوا سلماً واحداً لنزول جميع التلاميذ، مشيرين إلى أن تدخل المشرفين أثناء الواقعة حال دون وقوع كارثة وزيادة أعداد الضحايا، حيث جرى المشرفون على الأطفال وأنقذوهم، بعد أن حُبست أنفاسهم بسبب سقوطهم على الأرض فوق بعضهم البعض.
تلميذ فى الصف السادس الابتدائى، وقف قابضاً بيده على ميكروفون المدرسة ليبدأ فى تشغيل طابور الصباح.
وبعد الانصراف إلى الفصول، لوحظ قلة أعداد التلاميذ، وفى حدود الساعة الثامنة حضر اثنان من متابعة الإدارة التعليمية ببلقاس، لمباشرة انتظام المدرسة بعد الواقعة.
خارج المدرسة تجمّع عدد كبير من أولياء الأمور، وقالت إخلاص السيد، صاحبة محل أمام المدرسة: «فوجئت بأستاذ يحمل طفلاً على يده، وركب به توك توك، واعتقدنا أنه أغمى عليه، لكنه كان مات، ولما سألت قالوا إن الأطفال بيجروا ورا بعض على السلم والتلميذ وقع».
وقال محمد فتحى، أحد الأهالى: «تجمعنا على صراخ المواطنين، وعرفنا أن التلميذ توفى، وهو منقول حديث إلى المدرسة، وحصل تدافع لأن مدير المدرسة أغلق سلماً وطلب أن ينزل كل التلاميذ من على سلم واحد، رغم كثرة أعداد التلاميذ بالمدرسة التى تفوق 700 تلميذ، والمسئولية تقع بداية على مدير الإدارة التعليمية الذى ترك المدرسة تصل إلى هذه الكثافة، حيث يضم كل فصل 73 تلميذاً، ونطالب بحق التلميذ، والمتسبب فى الواقعة يتحاسب».
وفى سياق متصل احتجزت نيابة بلقاس كلاً من «محمود. ف»، مشرف الفناء، و«ماهر. ع» مشرف دور، و«صابحة. م»، مشرف دور، على ذمة التحقيقات فى القضية، وطالبت باستعجال تقرير الطب الشرعى بشأن الجثة، فيما خرجت القرية بكاملها فى تشييع جثمان الطفل منتصف ليلة الأحد إلى مثواه الأخير.