"الفاتيكان" يعلن التوصل لاتفاق تاريخي مع الصين حول تعيين أساقفة

"الفاتيكان" يعلن التوصل لاتفاق تاريخي مع الصين حول تعيين أساقفة
- البابا فرنسيس
- الفاتيكان والصين
- العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والصين
- بابا الفاتيكان
- البابا فرنسيس
- الفاتيكان والصين
- العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والصين
- بابا الفاتيكان
أعلن الفاتيكان، اليوم، التوصل لاتفاق تاريخي مع بكين حول الجهة المخوّلة تعيين أساقفة في الصين، في خطوة يمكن أن تمهد لتطبيع العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية وأكبر دول العالم من حيث عدد السكان.
وبُعيد إعلان الاتفاق اعترف البابا فرنسيس بسبعة أساقفة عيّنتهم بكين، علما بأن العلاقات بين الكرسي الرسولي والصين مقطوعة منذ 1951.
وسارعت بكين إلى الإعراب عن أملها بتحسّن العلاقات مع الفاتيكان فيما قالت تايوان إن علاقاتها بالكرسي الرسولي لن تتأثر.
وفي الصين نحو 12 مليون كاثوليكي ينقسمون بين كنيسة "وطنية" يدير النظام شؤونها وكنيسة سرية لا تعترف بغير سلطة البابا.
والفاتيكان واحدة من 17 دولة فقط في العالم تعترف بـ"تايبيه" بدلا من بكين.
وسعى البابا فرنسيس منذ توليه السدة البابوية في 2013 إلى تحسين العلاقات مع بكين، لكن محاولات سابقة تعثّرت بسبب إصرار السلطات الصينية على تراجع الفاتيكان عن اعترافه باستقلال تايوان وتعهّده عدم التدخل في الشؤون الدينية الداخلية للصين.
ويأتي التقارب الذي سُجل السبت بعدما شهدت الأشهر الأخيرة تدمير كنائس في بعض المناطق الصينية وتشديد الاجراءات على بيع الاناجيل وإزالة صلبان الكنائس ومصادرة منشورات دينية وإغلاق دور حضانة تديرها الكنيسة.
وأعلن الفاتيكان في بيان، أن الاتفاق "يتعلق بتعيين أساقفة وهي مسألة بغاية الأهمية لحياة الكنيسة وتهيئ الظروف لتعاون أكبر على المستوى الثنائي".
وبعد صدور البيان اعترف البابا فرنسيس بسبعة أساقفة عينتهم الصين من دون موافقة الكرسي الرسولي، بحسب مكتب البابا.
وقال مكتب الحبر الأعظم إن "البابا فرنسيس يأمل بان تبدأ عبر هذه القرارات عملية جديدة تسمح بتضميد جروح الماضي وتؤدي إلى شراكة كاملة لجميع الصينيين الكاثوليك" وعددهم نحو 12 مليوناً.
ويشمل القرار أسقفا ثامنا توفي العام الماضي و"كان قد عبر عن الرغبة في التصالح مع الكرسي الرسولي".
ويأتي إعلان الاتفاق فيما وصل البابا فرنسيس إلى ليتوانيا الكاثوليكية لتكريم كهنة وأساقفة كاثوليك من ضحايا الاحتلالين النازي والسوفياتي.
من ناحيتها قالت الصين إن الاتفاق "المرحلي" وقعه في بكين نائب وزير الخارجية وانج تشاو ووفد من الفاتيكان برئاسة نائب أمين سر الدولة للعلاقات مع الدول أنطوان كاميليري. وأضافت أن الجانبين "سيستمران في التواصل والدفع باتجاه تحسين العلاقات الثنائية".
وقطع الفاتيكان العلاقات الدبلوماسية مع بكين منذ 1951 أي بعد عامين من تأسيس الجمهورية الشعبية الشيوعية.
من جهتها، أعلنت وزارة خارجية تايوان أن "تايبيه" لن تخسر حليفها الدبلوماسي الوحيد في أوروبا بسبب ذلك الاتفاق. وعبرت عن الأمل في أن يحرص الحبر الأعظم على أن يحصل الكاثوليك في البر الصيني "على الحماية الضرورية وألا يتعرضوا للقمع".
وأشار مجلس شؤون البر الصيني، وهو إحدى أرفع الهيئات السياسية التايوانية، إلى أن الجماعات الدينية في الصين لا تزال "تعاني بشكل كبير" داعيا بكين إلى الكف عن "التدخل والاضطهاد".
وحذر محللون من أن الصين قد تستغل الاتفاق لفرض مزيد من الإجراءات المشددة على الكاثوليك في الصين.
ووصف جوناثن ساليفان مدير معهد السياسة الصينية في جامعة "نوتينجهام"، الاتفاق بأنه: "خطوة استراتيجية من جانب الصين وساذجة من جانب الفاتيكان".
وبحسب الخبير فإن الحزب الشيوعي الصيني سيصور الاتفاق على أنه موافقة من الفاتيكان على الكنيسة الرسمية، في وقت يواجه المسيحيون إجراءات قمعية.
وقال ساليفان لوكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس": "في نهاية المطاف يمكن أن يدرج الحزب كل أشكال العبادة ضمن أجهزة الدولة لتسهيل إدارتها وضمان أن يكون الولاء الأول للدولة".
وتحدث كاهن في الكنيسة السرية في مقاطعة هيبي في شمال الصين عن تحفظات عن الاتفاق لدى عدد من أبناء رعيته.
وقال الكاهن: "هناك من يوافق من أفراد الكنيسة والكهنة، كما هناك من هم غير قادرين على فهم الاوضاع بشكل كامل لعدم ثقتهم بالحزب الشيوعي وبالحكومة الصينية. إنهم يشككون في صدقيتهما".
ومساء اليوم، لم تكن غالبية المصلين في كنائس بكين وشنجهاي على علم بتوقيع الاتفاق.