"منبر رسلان".. معركة "الأوقاف" مع "السلفية المدخلية" في قمة أوجها

"منبر رسلان".. معركة "الأوقاف" مع "السلفية المدخلية" في قمة أوجها

"منبر رسلان".. معركة "الأوقاف" مع "السلفية المدخلية" في قمة أوجها

منذ اليوم الأول لتولي الدكتور محمد مختار جمعة، مقاليد وزارة الأوقاف في حكومة "الإنقاذ الوطني"، في السادس عشر من يوليو 2017، عمل على إنهاء السيطرة السلفية والإخوانية على منابر مساجد الجمهورية، من خلال إعادة أكثر من 120 ألف منبر لأحضان الوسطية من جديد.

وعلى مدار خمس سنوات، خاض وزير الاوقاف معارك طاحنة مع مشايخ السلفية بالمحافظات المختلفة، انتصر فيها جميعا، حتى "سلفية الإسكندرية رفعت له الراية في معركتها معه، وبقت معركته الحالية مع "السلفية المدخلية"، بقيادة محمد سعيد رسلان، الذي لم تستطع جماعة الإخوان الإرهابية، خلال فترة حكمها، أن تزيحه عن منبره بالمسجد الشرقي في المنوفية.

فتشهد محافظة المنوفية، اليوم، حالة ترقب شديد، لحسم معركة "منبر رسلان"، بعد قرار الدكتور محمد مختار جمعة، أمس الأول، بمنع صعوده المنبر أو إلقاء أي دروس دينية بالمساجد، لمخالفته تعليمات وزارة الأوقاف المتصلة بشأن خطبة الجمعة، مؤكدة أنه لا أحد فوق القانون أو فوق المحاسبة.

وكلفت الوزارة الشيخ أحمد عبدالمؤمن، وكيل "أوقاف المنوفية" بأداء خطبة الجمعة، اليوم، بالمسجد الذي كان يخطب به رسلان، مع تعيين إمامين متميزين للمسجد.

وأكد جمعة أنه لن يسمح لأحد كائنا من كان بالتجاوز في حق المنبر أو مخالفة تعليمات الوزارة، أو الخروج على المنهج الوسطى أو اتخاذ المسجد لنشر أفكار لا تتسق وصحيح الإسلام ومنهجه السمح الرشيد، كما أن الوزارة لن تسمح لأحد كائنا من كان شخصا أو حزبا أو جماعة باختطاف المنبر أو الخطاب الديني وتوظيفه لصالح جماعة أو أيدلوجيات منحرفة عن صحيح الإسلام.

وقرر الوزير إعفاء أي قيادة مهما كان مستواها الوظيفي بالوزارة أو المديريات من عملها القيادي فورا، إذا ثبت تمكينها لشخص غير مصرح له بالخطابة من صعود المنبر أو تقصيرها في العمل على منعه، مؤكداً أن الحفاظ على المنبر وعلى نشر صحيح الدين قضية أمن ديني وأمن قومي لا تسامح مع من يخالف التعليمات الصادرة من الوزارة بشأنهما، في ظل إعلاء شأن القانون ودولة القانون.

علي الجانب الاخر تشهد صفحات "السلفية المدخلية" حالة غضب شديدة، فيما تشهد المحافظة حالة ترقب تخوفا من ردود فعل أتباعه ومريديه بالمسجد، الذي يسيطر على منبره لسنوات طويلة.

وأكد الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، أن "الأوقاف" لن تسمح بأي ممارسات طائفية أو حزبية، وأي خروج على تعليماتها، لافتا إلى أن حرمة المساجد أو قدسيتها سيواجه من الوزارة بكل حسم من خلال محاضر رسمية بموجب الضبطية القضائية الممنوحة لمفتشيها.

وقال الشيخ محمد البطسويسي، نقيب الأئمة: "الأوقاف استعادت المنابر والخطاب الديني، ولا مكان بها لغير المصرح لهم بالخطابة، فلن نسمح لغير المتخصصين باعتلاء المنابر منعًا للعبث بعقول الشباب، والوزارة تؤكد دائماً أنها لن تسمح بأي تجاوز أو خروج بالدعوة عن وسطيتها السمحة، أو استخدام المنبر في غير مصلحة الوطن".

وأشاد الدكتور عبدالله النجار، عضو مجمع البحوث الاسلامية، بتحركات وزير الأوقاف في ضبط الخطاب الدعوي، مؤكدا أن رسالة المنبر سامية، هدفها البناء والتعمير، ونشر الفهم الصحيح للقيم، حتى يكون المسلم على بصيرة من دينه، فلا يقع فريسة للتطرف والتشدد والأفكار الهدامة، ووزارة الأوقاف لا تألو جهدًا في الحفاظ على المنابر.


مواضيع متعلقة