عودة ياسين منصور
سعدت للغاية بعودة رجل الأعمال ياسين منصور إلى مصر بعد طول غياب منذ ثورة يناير 2011.
وفى يقينى أن «ياسين»، الذى أعرفه جيداً كان معذباً طوال فترة ابتعاده عن الوطن، فهو عاشق لكل ما هو مصرى من طعام وبشر وشوارع وكرة قدم، وصناعة وتجارة وعقارات.
وعاش «ياسين» محاطاً بعائلة تجارية وصناعية لها تاريخ يتجاوز نصف القرن، واستطاعت من خلال تجاربها فى تصنيع السيارات وتوزيع السجائر وبيع الغذاء فى السوبر ماركت والمشاركة فى الشركات الكبرى والمصارف أن تعرف كيف يأتى القرش وكيف يمكن أن تخسره.
وسواء أردنا أو لم نرد وسواء أحب البعض ذلك أو كرهه فإن لدينا فى مصر ما يعرف باسم العائلات المالية والتجارية، وهى عائلات ممتدة تعمل فى قطاعات مختلفة بحيث تتجانس أنشطتها كى تصبح أنشطة مغذية لبعضها البعض.
ومن كبرى العائلات التجارية التى ينطبق عليها هذا الوصف عائلات ساويرس، ومنصور، وجرانة، والمغربى، وخميس، وعامر، وغبور، ودرة، وصبور، وبهجت، وأبوالفتوح.
وأزمة أن تكبر مالياً وتصبح لاعباً أساسياً فى السوق المصرية أنك تصبح تحت المجهر، وتصبح أيضاً مطمعاً لكل من يريد ابتزازك أو مقايضتك.
فى ذات الوقت تصبح مشكلتك هى كيفية تحديد طبيعة علاقتك بالإدارة الحكومية فى البلاد، فأنت بين نارين؛ النار الأولى أنك فى احتياج إلى علاقة قوية وجيدة مع الحكومة لأنها صاحبة الامتياز الحصرى للأذون والتراخيص والقوانين والقرارات ذات الصلة بمشروعاتك. والنار الأخرى أن الاقتراب من الحكومة والحكام مهما كان بريئاً فإنه خطر عظيم على بزنس رجال الأعمال.
ومن كوارث الإدارة الحكومية فى مصر مسألة تضارب وعدم استقرار اللوائح والقوانين إلى الحد الذى لا يمكن لك فيه أن تطمئن على أن عقدك الذى وقعته مع الحكومة هو قانونى وسليم وغير قابل للمراجعة أو التعديل أو الإلغاء من طرف واحد.
إن معظم رجال الأعمال الذين خضعوا لتحقيقات ظالمة فى أزمنة مختلفة حوكموا لنفس الأسباب التى من أجلها تم توقيع العقود!
بمعنى آخر إن العقد يصبح سليماً تماماً فى عهد سياسى معين، ثم يصبح عكس ذلك إلى حد المحاكمة والسجن فى عهد آخر مضاد له.
أرجوكم أبعدوا السياسة عن المصالح، وأبعدوا الساسة عن البزنس، وأبعدوا الخصومات السياسية عن لقمة عيش المصريين.
عزيزى «ياسين» مرحباً بك فى وطنك، وربنا معاك!