قبل بدء الدراسة.. أهمية تأسيس الطالب في لغته الأم خلال السنوات الأولى

كتب: ماريان سعيد

قبل بدء الدراسة.. أهمية تأسيس الطالب في لغته الأم خلال السنوات الأولى

قبل بدء الدراسة.. أهمية تأسيس الطالب في لغته الأم خلال السنوات الأولى

أيام وينطلق العام الدراسي الجديد، لتبدأ خطة الدكتور طارق شوقي لتطوير التعليم طور التنفيذ، وواحدة من قرارات الوزير كانت الاهتمام باللغة العربية، حين اجتمع المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعي، فبراير الماضي، لمناقشة تطوير العملية التعليمية.

وأكد شوقى أن هناك اتفاقًا على حماية اللغة العربية، وتولى الوزارة اهتمامًا بالغاً باللغة العربية وعودتها إلى رونقها فى المدارس، وتحفيز الطلاب على التحدث بها سواء من خلال المناهج الدراسية أو الأنشطة الطلابية، كما تلزم الوزارة جميع المدارس ومنها المدارس الدولية بتدريس المناهج القومية، وهي اللغة العربية، التربية الدينية، والتربية الوطنية، ويعقد امتحانها مع امتحانات الثانوية العامة، مشيرًا إلى أن قدرة العقل على الحلم والتفكر مرتبطة بعدد الكلمات المختزنة والتي تساعد على التعبير بشكل كبير.

وفي هذا الصدد اتفق المجلس على إعداد مقترح بآليات جديدة للتحفيز على استخدام اللغة العربية.

وقال الدكتور تامر فايز، أستاذ الأدب الحديث والأدب المقارن المشارك بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة، ومدرس اللغة العربية لغير الناطقين بها، إن الإنسان يكتسب اللغة منذ الطفولة وتعد جزءا أساسيا من مكوناته الأساسية التي نشأ عليها، وتتمثل عندما يرى الناس تتكلم لغة ما في المنزل والإذاعة والتلفزيون والطريق والمدرسة، ثم لا يرى ذلك حين يبدأ القراءة والكتابة ما يعرضه لحالة من "التشويش"، قد تشجعه على تعلم اللغات الأجنبية بشكل قد يفوق تعلم اللغة الأم ما يجعل لغته "مهجنة"، لا هي تنتمي إلى ثقافته الأم التي ترعرع فيها، ولا هي تنتمي إلى اللغة الثانية أو الثالثة التي لا يراها إلا في بعض الكتب الدراسية وعلى شاشات بعض القنوات التلفزيونية أحيانا.

وأضاف فايز لـ"الوطن" ضرورة إتقان اللغة الأم، فهناك الكثير من مجالات سوق العمل التي لن يتمكن أصحابها من العمل فيها إلا من خلال إتقان اللغة الأصلية أولا والأمثلة كثيرة، فمثلا العمل في مجال العلاقات بين مصر والدول الأخرى، والترجمة، والصحافة، والتدريس، مؤكدا أن الهدف الأساسي من دراسة اللغات الأخرى هو معرفة العلاقات والفروق بينها وبين اللغة التي ينتمي إليها الطالب وهي اللغة العربية، ومن ثم هذا يؤدي إلى فقدان الطالب أو المتعلم لطرف أساسي من أطراف هذه العلاقة وهو اللغة المنقول إليها.

وأشار إلى أن إتقان العربية يسمح للطالب بالتعامل مع المنتج الإبداعي لحضارته العربية، وتفهمها بوجه عام فهل يمكن أن يفهم الإنسان ثقافات أخرى وهو منقطع عن جذوره، مؤكدا أن كل ما سبق لا يعني التشجيع على الابتعاد عن اللغات الأخرى لكننا نقترب منها أو ندرسها بشكل تالي للغة الأم أي اللغة العربية، بخاصة أنها لا تقل قيمة من الناحية التاريخية أو الجمالية عن بقية اللغات.

وأكد أن إهمال اللغة العربية يؤدي إلى اضطراب في بنيته الثقافية فهو عربي ينتمي للثقافة العربية، ومن ثم يجب التعامل مع الطفل إذا نطق العربية بحرص شديد وأن يتقبلها ولي الأمر وأن يشجعه على الاستزادة منها وفي الوقت نفسه إذا أراد ولي الأمر أن يعلمه لغات أخرى أن يعطيه مرادفات اللغة الأخرى في الوقت نفسه.


مواضيع متعلقة