ما تأثير إسقاط الطائرة الروسية في سوريا على تفاهمات "تل أبيب - موسكو"؟

كتب: محمد علي حسن

ما تأثير إسقاط الطائرة الروسية في سوريا على تفاهمات "تل أبيب - موسكو"؟

ما تأثير إسقاط الطائرة الروسية في سوريا على تفاهمات "تل أبيب - موسكو"؟

على مدار ثلاث سنوات تشهد تل أبيب وموسكو تنسيقات وتفاهمات عديدة في سوريا، لكنها تأثرت بما وصفه وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، بـ"المأساة"، خلال اتصال هاتفي أجراه مع نظيره الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، في معرض حديثه عن استهداف طائرة موسكو بنيران سورية، كاشفا أن تل أبيب أبلغت بلاده قبل دقيقة فقط من ضرب سوريا.

هذا بينما حملت إسرائيل دمشق وطهران المسؤولية الكاملة عن إسقاط الطائرة العسكرية الروسية فوق البحر المتوسط ومقتل ركابها، لافتة إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي استهدف فقط منشأة تابعة للجيش السوري.

وقال الدكتور حسن علي حسن، خبير الشؤون الإسرائيلية، إن إسرائيل وروسيا بينهما تفاهمات عديدة بشأن مجال العمل في سوريا، وهذا ما ظهر جليا عند زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لموسكو واتفق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على بعض النقاط الخاصة بسوريا.

وأضاف حسن في اتصال هاتفي لـ"الوطن": "إسرائيل كانت تعتقد أن الطائرة الروسية ستنقل أسلحة إلى إيران، ما جعل المقاتلات الإسرائيلية تحلق أسفلها ليرصدها الدفاع الجوي السوري ويستهدفها بعد رصدها من خلال الرادار"، مشيرا إلى أن روسيا أعلنت احتفاظها بحق الرد ضد إسرائيل في التعليق الأول على الحادث.

وأوضح أن حدة التصريحات الروسية اختلفت فيما بعد، حيث أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن سلسلة أخطاء وقعت أدت إلى سقوط الطائرة، مرجعا سعي بلاده إلى عدم تصعيد الموقف حاليا مع إسرائيل، إلى أنها تريد تجنب أي صراع مع الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الحالي.

فيما رأى الخبير العسكري الإسرائيلي، أور هيلر، أن حادث إسقاط الطائرة الروسية كشف أن التنسيق بين موسكو وتل أبيب أصابه انفجار صعب.

وقال هيلر للقناة العاشرة الإسرائيلية: "رغم أن قناة الاتصال بين سلاحي الجو الإسرائيلي والروسي عملت في السابق بطريقة حرفية متقنة، لمنع وقوع عدة أحداث كانت ستؤثر على علاقات الجانبين".

من جانبه أكد المحلل السياسي في القناة الإسرائيلية العاشرة باراك رافيد، أن الأزمة المندلعة بين موسكو وتل أبيب على خلفية إسقاط الطائرة، تمثل لحظة اختبار جدية لمدى قوة العلاقات الروسية - الإسرائيلية في الأجواء السورية، حيث تعد الأزمة الأخطر منذ سنوات.

من جانبه رأى المحلل السياسي الروسي، مكسيم يوسين، أن تفاقم العلاقات بسبب حادثة إسقاط طائرة الاستطلاع الروسية "إيل-20"، ليس من مصلحة أي من الجانبين، خاصة وأن الرئيس بوتين اعتبر الحادث حلقة من سلسلة حوادث مأساوية، ولكنه في نفس الوقت طلب عدم مقارنتها بحادثة إسقاط المقاتلة الروسية "سوخوي -24" من قبل الطائرات التركية عام 2015.  

بدورها أشارت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إلى أن لهجة موسكو في السابق نحو تل أبيب عقب الحوادث التي شارك فيها الطيران الإسرائيلي، لم تكن قاسية.

أما صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أكدت أن رواية الاستفزاز الإسرائيلي المتعمد لا أساس لها من الصحة، واتهمت قوات الحكومة السورية فيما حصل.

 


مواضيع متعلقة