كارثة «الغسيل الكلوى» تقلب البرلمان على وزيرة الصحة نواب: «هنا مفيش شخط».. و«زايد»: «أشعر بالذنب»

كتب: هبة أمين

كارثة «الغسيل الكلوى» تقلب البرلمان على وزيرة الصحة نواب: «هنا مفيش شخط».. و«زايد»: «أشعر بالذنب»

كارثة «الغسيل الكلوى» تقلب البرلمان على وزيرة الصحة نواب: «هنا مفيش شخط».. و«زايد»: «أشعر بالذنب»

حالة من الغضب سيطرت على الاجتماع الطارئ للجنة الصحة بمجلس النواب، اليوم، وتم رفع الاجتماع أكثر من مرة، بحضور الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، بشأن واقعة وفاة 3 وإصابة عدد من مرضى الغسيل الكلوى بمستشفى ديرب نجم فى محافظة الشرقية، السبت الماضى، ووقفت اللجنة دقيقة حداداً، أكد خلالها رئيس اللجنة النائب محمد العمارى، أن وحدات الغسيل الكلوى بالمستشفيات على مستوى الجمهورية تعانى من المشكلات بسبب ضعف التمويل، فضلاً عن مطالبتهم المستمرة بزيادة نفقة بدلات الصيانة المخصصة للمستشفيات بالموازنة لتصل إلى مليار جنيه.

واندلعت مشادة كلامية ساخنة بين الوزيرة والنائب خالد هلالى، الذى أكد أن نسبة الوفيات فى مصر بين مرضى الغسيل الكلوى تصل إلى 30%، وقاطعته الوزيرة منفعلة: «جبت الرقم ده منين؟ غير صحيح»، ورد النائب: «اجتهاد»، فعقبت الوزيرة بحدة: «مفيش حاجة اسمها كده، انت بالشكل ده تثير الرأى العام»، فانفعل النائب: «أنا قلت لك معلومة، إنتى وزيرة قولى لى بقى الرقم الصح»، فردت الوزيرة: «انت قلت معلومة هات مصدرها»، فقال غاضباً: «بالراحة شوية علينا، مفيش شخط هنا».

ورفضت الوزيرة الإفصاح عن سبب الوفاة والإصابات فى واقعة «ديرب نجم» قبل تقرير النيابة العامة، مشيرة إلى أنها شكلت لجنة فنية مستقلة سترفع تقريرها للنيابة، وقالت للنواب: «مش هقدر أقول سبب الوفاة إلا بعد تقرير النيابة والطب الشرعى، وغلط أقول السبب عشان هيكون تجاوز منى»، لافتة إلى أن مصر بها 583 وحدة غسيل كلوى، منها 218 قطاع خاص، بواقع 7 ملايين و842 ألف غسلة سنوية، منها 656 مليون جنيه على نفقة الدولة، ولدينا 50 ألفاً و269 مريض غسيل كلوى.

وأكدت الوزيرة أنها تشعر بالذنب الشديد بسبب واقعة «مستشفى ديرب نجم»، التى شابها الإهمال 100%، حسب قولها، مشيرة إلى أن الخطأ البشرى وارد، لكنه غير مبرر على الإطلاق للإهمال، وقالت إن الكارثة كانت ستكون أكبر من ذلك لولا التعامل الجيد من أطباء بالمستشفى أنقذوا أكبر قدر من المصابين بعد الحادث، وتابعت: «الإحساس بالمسئولية فى مصر ليس على القدر المطلوب، وأنا مش هحط عسكرى على كل طبيب وممرض».

واستطردت: «ما حدث إهمال، وده وارد فى البلد كلها، لكنه غير مبرر فى قطاع الغسيل الكلوى بوزارة الصحة، ﻷننا بنقوم بدورنا بشكل جيد، والمعدات زى ما الكتاب بيقول، ومخصصات الغسيل الكلوى المالية متوفرة ولا يوجد بها عجز»، وتابعت: «كل مريض غسيل كلوى يُتوفى فى رقبتى شخصياً، ويكفى مريض الفشل الكلوى المعاناة التى يراها». واشتكت الوزيرة من وجود عجز شديد فى الأطباء: «مش لاقيين بنى آدمين يشتغلوا»، مشيرة إلى أن 60% من الأطباء موجودون فى السعودية، والباقى يسعى للعمل فى القطاع الخاص، موضحة أنها طالبت كثيراً بوضع حد للإعارات الخارجية، فى ظل وجود زيادة غير مبررة فى عدد الصيادلة».

{long_qoute_1}

ووجّه النائب محمد السويدى، القيادى بائتلاف دعم مصر، انتقادات حادة للقائمين على مستشفى ديرب نجم بالشرقية، وأكد أن ما حدث نتيجة إهمال جسيم وصل إلى حد الجريمة، منتقداً عدم اتخاذ أى إجراءات وقائية لتأمين المرضى، مضيفاً: «واضح إن مفيش مشكلة مالية، لكن هناك خطأ إدارى، إدارة مستشفى ديرب نجم لم تتخذ الإجراءات اللازمة بعدد من محطات الغسيل لتأمين المرضى».

وقال النائب صلاح حسب الله، متحدث البرلمان، للوزيرة: «كنا ننتظر منك رؤية بشأن عدم تكرار الحوادث»، فيما اتهم النائب سعيد حساسين وزارة الصحة بالتقصير فى التعامل مع الأزمات. وانفعلت الوزيرة، مطالبة بعدم التعميم وإلقاء التهم جزافاً، وأضافت غاضبة: «يا جماعة ساعدونى، أنا ست واقعية وقلت على المشاكل، مفيش دكاترة، واللى هيقصّر هنقطع رقبته».

وقال النائب محمد الشورى: «عايزين وكلاء الوزارة فى المحافظات يقوموا من مكاتبهم.. دول دراعاتك يا معالى الوزيرة، لازم يشتغلوا، للأسف الدكتور بيروح يمضى والتمريض يشيل المسئولية، الدنيا سايبة». وقال نائب «ديرب نجم»، عبدالباقى تركيا، للوزيرة: «أهالى الدائرة عايزين حق الضحايا، وفيه حالة غضب شديد ظهرت بوضوح على الفيس بوك».

وقال النائب حاتم عبدالحميد: «أنا مريض فشل كلوى، وهناك أكثر من مليون مصاب بهذا المرض، عملت غسيل فى السعودية ولفيت بعدها حول الكعبة 7 مرات، غسلت فى مصر طلعت متكسر»، وتابع: «المريض فقير وغلبان بيقعد 4 ساعات يغسل، هاتولهم ساندوتشات فول وطعمية.. مش لازم كباب وكفتة».

وتسببت عبارة «كلنا ماعندناش ضمير»، التى جاءت على لسان النائبة سماح سعد، فى إثارة غضب الأعضاء، وتدخل رئيس اللجنة بحذفها من المضبطة، بعد أن كانت الوزيرة قد اشتكت خلال الاجتماع من قلة ضمير بعض العاملين فى القطاع الصحى.


مواضيع متعلقة