في ذكرى ميلاده.. أبناء الشيخ الحصري: "احفظ صفحة من القرآن تأخذ مصروفك"

كتب: صفية النجار

في ذكرى ميلاده.. أبناء الشيخ الحصري: "احفظ صفحة من القرآن تأخذ مصروفك"

في ذكرى ميلاده.. أبناء الشيخ الحصري: "احفظ صفحة من القرآن تأخذ مصروفك"

قبل أن يأتي الشيخ الراحل محمود خليل الحصري إلى الدنيا ليملأها بالذكر والقرآن، رأى والده فى المنام عنقود عنب يتدلى من سلسلة ويتناول الناس منها العنب فذهب لأحد الرجال بقرية شبر النملة بالغربية لقص رؤيته عليه لتفسيرها فسأله الرجل إن كانت زوجته حامل من عدمه، فأجابه بنعم، ففسر الرؤية وقال "إن شاء الله سوف ترزق بولد يحفظ القرأن ويكون من حملة كتاب الله وكل الناس يستمعون إليه".

وبالفعل تحققت رؤية والده وجاء الشيخ محمود خليل الحصري إلى الدنيا في مثل هذا اليوم 17 سبتمبر وحفظ القرآن الكريم في الثامنة من عمره وتعلم في الأزهر بطنطا واستمر في مكانته التي وصل إليها بفضل الله وبفضل القرآن، وذلك حسبما ذكر أبنائه في كتيب أصدروه في 2017، بمناسبة ذكرى مرور 100 عام على ميلاده. 

أثر الشيخ محمود خليل الحصرى في حياة أبنائه، كما أثر في حياة الجيل الذي عاصره والأجيال الأخرى، وكان لأبنائه النصيب الأكبر من إرثه العلمي وتعالميه فكانت توجيهاته لهم منذ الصغر بالمدوامة على حفظ القرآن.

وقال أبناؤه في الكتيب: "كنا في المدارس وإجازة الصيف نحفظ القرآن الكريم ولا نتوقف، وكان يأتي شيخ ليحفظنا فيتابع الوالد معه وكان يربط المصروف لكل طفل بمقدار حقظ القرآن فكان يجازي على كل سطر في الصفحة بقرش وكان ذلك في الستينات".

وتابعوا: "كان يقول لنا احفظ صفحة من القرآن أو ما يوزاي ربعاً تأخذ مصروفك اليومي، فكان المصروف يرتبط بحفظ القرآن ولو كان لكل واحد منا رغبة معينة في الذهاب إلى مكان معين أو ملبس معين يرتبط ذلك بمقدار ما حفظ من القرآن". 

كما أن الشيخ محمود خليل الحصرى كان يحسهم على عدم التعالي أو التفاخر وعدم التمييز على زملائهم، فعندما كانت الأسرة تعيش بفيلا في مصر القديمة بها سيارتين كان والدهم يفضل أن يستقلوا المواصلات العامة وعندما يسألوه عن ذلك فقال لهم "اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم.. النهاردة إنت عندك عربية بس مش ضامن لما تكبر يكون عندك عربية ولا لاء".

وتقول ياسمين الحصري ابنته التي رافقته في رحلة الحج والعمرة سنة 1968، "كان القرآن لا يفارقه إطلاقاً ولسانه يلهج بالقرأن الكريم في كل موقف"، موضحة أن والدها كان يختم القرآن الكريم كل 5 أيام ويرد عليهم طوال الوقت بقال الله وقال الرسول على حسب كل موقف يتعرضوا له.

وأضافت: "عندما نبلغه أن شخص ما سأل عليه في غيابه فنقول فلان سأل على حضرتك فيقول (يا بنتي اسمه الأستاذ فلان أو فضيلة الشيخ فلان) فأقول له (يا والدي هو موجود قدامنا) فيرد (يا بنتي عودي لسانك على احترام الآخرين).

أما ابنه الحاج حسين محمود خليل الحصري، كان دائم الحرص على الذهاب مع والده للإذاعة لتسجيل ختمة القرآن الكريم الذي كان يحرص فيها والده على أن يسجلها في حضرة 10 من القراء حتى يستمعوا لقرائته ويقفوا على الأخطاء لمعالجتها، فكان الشيخ الحصري يقرأ ثم يتوقف بنفسه فيستغرب القراء نظراً لأن التسجيل متقن، فيقول: "أجد فيه بعض الآيات التي تحتاج إعادة قراءة مرة أخرى بدقة حتى تأخذ حقها في الأحكام فكانت الآية لا تمر إلا إذا قالها مضبوطة".

ويقول عنه ابنه سيد محمود خليل الحصري وكيل أول وزارة بمجلس الشورى سابقاً: "والدي رحمه الله طوال حياته لم يقل لي يا بني ذاكر أو اعمل كذا هما كلمتين بس.. يا بني صلي.. يا بني احفظ القرآن، وكان يستيقظ في الفجر ليصلي بنا كلنا".

 


مواضيع متعلقة