"الكيف".. الفيلم الذي تنبأ بانهيار الذوق العام

"الكيف".. الفيلم الذي تنبأ بانهيار الذوق العام
- أحداث الفيلم
- تاريخ السينما المصرية
- السينما المصرية
- محمود عبد العزيز
- يحيي الفخراني
- محمود أبو زيد
- أحداث الفيلم
- تاريخ السينما المصرية
- السينما المصرية
- محمود عبد العزيز
- يحيي الفخراني
- محمود أبو زيد
يعتبر فيلم الكيف من أهم أفلام فترة الثمانينيات، تلك الفترة التي شهدت تدهورًا في السينما المصرية، واعتمد الفيلم على إطار كوميدي حتى يصل لفكرة مهمة يقوم بمناقشتها وهي الذوق العام وبأن كل شيء أصبح قابل للبيع والشراء.
الفيلم من بطولة الراحل محمود عبدالعزيز، يحيي الفخراني، جميل راتب، نورا وعبد الله مشرف وقصة وسيناريو وحوار محمود أبو زيد ومن إخراج علي عبدالخالق، وإنتاج عام 1985 وتم عرضه في السينما 16 سبتمبر 1985 ويصنف الفيلم بأنه درامي.
يبدأ الفيلم بشخصية "جمال" الفاشل في الدراسة مما جعله يعمل بفرقة للأفراح الشعبية ومن البداية ليس واضحًا دوره في الفرقة بالضبط حتى تأتي المفارقة فيما بعد بأحداث الفيلم حينما يقرر الغناء!!.
ولدى جمال أخ آخر هو صلاح الذي يعمل كيميائي ويعتبر شخصية مختلفة عنه تمامًا فهو مثال للرجل المستقيم، ويحاول دومًا إقناع أخيه بالإقلاع عن المخدرات وعن أسلوب حياته الخاطئ، ولكن جمال يؤكد له دومًا بأن المخدرات شيء أساسي بحياة أي إنسان حتى وإن اختلفت أشكاله وأنواعه، تدور أحداث الفيلم في وقت يحاول الكيميائي صلاح اختراع مادة بديلة لمخدر الحشيش حتى يُقنع أخيه بأن المخدرات لا جدوى منها، وفي الوقت نفسه يقرر أخوه احتراف الغناء.
يبدأ صلاح في اقناع أخيه بتجربة المادة الكيميائية البديلة للمخدرات وتقديمها لأصدقائه، حتى تقع بالصدفة في يد تاجر مخدرات يعجب بالتركيبة الكيميائية البديلة للمخدرات ويقرر جمال التجارة بها بهدف الربح السريع ويقنع أخيه صلاح بذلك فيقع في فخ حلم الثراء السريع.
تنتشر المادة الكيميائية في سوق المخدرات ويطلب التاجر كمية أكبر لسد احتياج السوق حينها يعلم صلاح الكيميائي بأن تاجر المخدرات يضيف إلى المادة التي اخترعها مخدر بالفعل فيقرر التوقف عن عملها وهنا تبدأ أحداث الفيلم في التصاعد ويحدث صراع بين تاجر المخدرات والأخوين ينتهي بندم جمال على طريقه غير السوي وبتحول أخيه صلاح من شخص مستقيم إلى مدمن مخدرات.
تميز الفيلم بطابع كوميدي نظرا لدسامة الفكرة المطروحة وبرع الكاتب محمود أبو زيد بربط انهيار الفن بانتشار المخدرات، وأيضا أن كل هذا مرتبط بشكل أو بأخر بفكرة جمع الأموال في هذا الوقت دون الالتفات الي مصدره، ولكي يوصل فكرة انهيار الفن بشكل كبير قام محمود أبو زيد بكتابة أغاني الفيلم والتي برع الموسيقار حسن أبو السعود في ألحانها لما يمكله من تاريخ كبير في ألحان الأغاني الشعبية.
وجسد الفنان محمود عبدالعزيز بشكل رائع دور جمال المطرب الشعبي "مزاجنجي" وحقق نجاحًا كبيرًا بشكل أداءه الكوميدي الذي يجعلك تحبه بالرغم من رفضك لأسلوب حياته، كما برع الفنان يحيي الفخراني في أداء شخصية الأخ المستقيم، وكان هناك حالة فنية خاصة بين النجمين فهذا لم يكن العمل الوحيد الذي جمعهما سويًا، كما برع الفنان جميل راتب في تجسيد شخصية تاجر المخدرات وأداءه لجمل المؤلف التي كتبها ليصل إلى فكرة فساد ذوق الناس بعد اعتيادهم على الشيء السيء.
فالمشهد الذي جمع بين تاجر المخدرات وصلاح الكيميائي حينما قال له إن بدايته كانت تاجر للشاي وكان يخلطه بنشارة الخشب، وحينما ارتفع سعر النشارة اضطر لأن يجعل الشاي صافي وحقيقي فخسر نقوده لأن الناس قد اعتادت على شرب الشاي مخلوطًا بالنشارة ليرد عليه "صلاح" بجملة تجسد عبقرية محمود أبو زيد في صياغتها "عودتوا الناس على الوحش لحد ما نسيوا طعم الحلو".
يعتبر فيلم الكيف من أهم العلامات في تاريخ السينما المصرية فهو يجعلك تضحك وتفكر كثيرًا.