في بيتنا مومو

أسماء حسنى

أسماء حسنى

كاتب صحفي

مع انتشار التكنولوجيا فى جميع أوجه حياتنا انتشرت معها الألعاب الالكترونية، وهو ما يجعل الجميع يتساءل: هل للتكنولوجيا دور فى تدمير شبابنا وأطفالنا؟ فى البداية يجب توضيح أن التكنولوجيا هى بمثابة عملة ذات وجهين، يمكن استخدامها بهدف التقدم والتواصل والتعلم، ويمكن أيضا أن تستخدم فى التفجيرات وانتهاك الخصوصيات والسرقة والاختلاس، وغيرها من الجرائم النمطية وغير النمطية، إلا أن أخطر استخدام للتكنولوجيا هو استغلالها فى السيطرة على العقل البشرى الذى ميز به الله الإنسان عن باقى خلقه.

الحديث طويل عن محاولات السيطرة على العقل البشرى وتسخير التكنولوجيا، ولكننا اليوم سنركز على الألعاب الالكترونية القاتلة والتى تدفع مستخدمها إلى الانتحار.

فقد شهدت الأيام الماضية لغطا كبيرا عن بعض الألعاب المشهورة مثل لعبة "مومو" ومريم ، ولعبة البوكيمون ، ولعبة جنيه النار، ولعبة تحدى شارلى، ويحدث هذا بعد أن شهدت مصر بعض حوادث الانتحار بسبب لعبة الحوت الأزرق.

وإذا تحدثنا عن لعبة "مومو" التى بدأ الناس يتحدثون عنها فى مصر عدد من الدول العربية، فإننا نشير إلى أن جميع هذه الألعاب تستهدف السيطره على عقول الشباب والأطفال ومحاولة اختراق خصوصيتهم للحصول على معلومات شديدة الخصوصية عنهم ثم ابتزازهم بهذه المعلومات حتى يتم السيطرة الكاملة عليهم ثم توجيههم الى تنفيذ الأوامر بدون تفكير وبمعزل عن الأهل أو المقربين.

لعبة مومو ظهرت عام ٢٠١٦ فى اليابان وبدأت تنتشر الأن بصورة مخيفة ، حيث يوجد تطبيق لها على الواتس اب ومرفق معها صورة لفتاة مخيفة ذات عيون جاحظة مأخوذة من أعمال الفنان اليابانى ميدورى هاياشي- لايرتبط باللعبة – والبداية تكون بإرسال رسائل تعريفية من رقم من العاصمة اليابنية طوكيو، وهذا الرقم غير معروف وفشل كل الخبراء فى فك الشفرة، وتبدأ الرسائل بتعريف المرسل بأن اسمه "مومو" ويبدأ فى التعارف كخطوة أولى ثم اختراق الصور والبيانات الشخصية والفيديوهات الموجودة على الهاتف وتبدأ مومو فى الحديث وتتقن عده لغات حسب لغة الطفل او الشاب اللذى يلعب اللعبة، وبعد مرحلة التعارف والاستيلاء على البيانات والمعلومات والفيديوهات التى غالبا تخضع لتحليل، تبدأ بعد ذلك الخطوة التالية وهى معرفة نقاط ضعف شخصيه اللاعب والبدء فى إصدار أوامر للاعب للامتثال لها وتبدأ مومو فى الابتزاز والتهديد فى حالة عدم الامتثال للأوامر حتى تقود اللاعب للانتحار مثلها فى ذلك مثل لعبة الحوت الأزرق.

والملاحظ أن من يمارس هذه الألعاب المميتة من شبابنا وأطفالنا هم ليسوا على علاقة سوية بأبائهم وعائلاتهم لأنهم لا يشاوروهم فيما يتعرضون له من طلبات تنتهى بالابتزاز، وغالبا يكون الوقت الأمثل لممارسة هذه الالعاب هى الفترة الليلية حيث يكون المنزل كله فى ظلام وحالة نوم فتبدا رحلة الوحدة مع اللعبة القاتلة.

ونشير هنا إلى أن واجبنا نحو أولادنا لحمايتهم من أخطار الألعاب القاتلة يحتم علينا التواصل مع أبنائنا ومحاولة التعرف على الطرف الأخر الذى يلعبوا معه، حتى يمكن التدخل فى الوقت المناسب لحمايتهم من أى خطر يمكن ينزلقوا إليه، كما يجب أن تقوم المدارس والجامعات والإعلام إلى جانب الأهالى بتوعية الشباب والأطفال بخطوره الألعاب القاتلة.

وأخيرا ننصح بضرورة أن يقوم كل رب أسرة بإنشاء جروب على الواتس اب يضم جميع أفراد أسرته للتواصل الدائم معهم، والتعرف بصفة مستمرة على ما يتعرض له الأبناء، وتوجيه النصح والإرشاد لهم بعدم إهدار وإضاعة الساعات الطويلة فى هذه الألعاب.