بالصور| هجرية وقبطية وعبرية.. رأس السنة نقطة التقاء أعياد السماء

06:59 م | الأربعاء 12 سبتمبر 2018

جمعتهم الأرض فأبى التقويم ألا يجمعهم، لتلتقي رأس السنة الهجرية والقبطية والعبرية بعد أن تجاورت دور العباد والعبادة في أشهر معلم سياحي بالقاهرة بمنطقة الفسطاط، مجمع الأديان، وفي يوم واحد 11 سبتمبر.

تسحبك حارة القديس جرجس إلى فجوة زمنية تاريخية تزينها على الجانبين الإكسسوارات والهدايا التذكارية بجانب أرفف كتب تضم بين طياتها تاريخ سبعة آلاف سنة وصور من حياة المصريين بالقرن الماضي بالأبيض والأسود، ومحال التماثيل والديكورات القبطية مرورًا بعدد من الأديرة والكنائس تأتي كنيسة "أبي سرجة" على رأسها، نسبة إلى القديسين سرجيوس وواخس، أو كما يطلق عليها البعض "كنيسة المغارة" نسبة إلى المغارة التي احتمت بها العائلة المقدسة حيث شُيدت الكنيسة فوق المكان الذي أقامت فيه العائلة المقدسة خلال رحلة الهروب.

بجسد بدين وصوت حاني يقف إيميل تاضروس، الخادم السبعيني، يشرح لصغار زوار الكنيسة أهم معالمها مستحضرًا مشهد هروب العائلة المقدسة وتضحية القديسين سرجيوس وواخس وعدد من الشهداء الذين تحتفل بهم الكنيسة المصرية في أول أيام السنة القبطية، أول شهر "توت" وهو ما يسمى بعيد النيروز، فيقول تاضروس "السنة االقبطية بنعرف بيها أعيادينا وكل شهر فيه شهيد بنحتفل بيهم في بداية السنة".

على مدار 30 عامًا هي مدة خدمة تاضروس بالكنيسة يشارك العجوز القاطن بحي مصر القديمة في تجهيز قداس عيد النيروز في التاسعة صباحًا، فيروي "بنخبز قربان المسيح ونوزعه على الحضور وهو عبارة عن نوع خبز بيعملوه خدام الكنيسة، ده غير نوع من أنواع عصير العنب اسمه الأباركة، وفي ناس بتندر بلح وجوافة لارتباطهم بعيد النيروز".

يلاحظ تاضروس -الموجه السابق بالتربية والتعليم- إقبال الزوار على الكنيسة اليوم تزامنًا مع عيد النيروز ورأس السنة القبطية، كما تُعد إجازة رأس السنة الهجرية أهم أسباب زيادة الإقبال.

بنهاية حارة القديس جرجس يقبع "كنيس بن عزرا" وهو أحد أهم المعابد اليهودية بمصر، بعد محطة التفتيش المعتادة بكل مزارات مجمع الأديان تستقبلك نجمة داوود بمدخل المعبد وتُسلمك إلى المذبح بالداخل يزينه الشمعدان السباعي أو كما يسمونه في اليهودية "المينوراه"، ويحيط المذبح عشرة أعمدة تحمل ثاني أدوار المعبد الذي يسوده فراغ يقطعه زيارات نادرة للسياح والزوار.

خلف واجهة خشبية صغيرة ذات أرفف زجاجية تعرض صور قديمة للمعبد وزواره يجلس أكرم الصباغ، موظف بالطائفة اليهودية في أول أيام السنة العبرية والتي يحتفل بها اليهود حول العالم ويسمونه "روش هشانا"، أما بمعبد بن عزرا فالوضع مختلف "المعبد هنا مزار سياحي بس مفيش أي مظاهر تعبد أو احتفال"، فبعد المساحة الكبيرة التي اتخذها اليهود بالمجتمع المصري في القرن الماضي ومع التغيرات والاجتماعية والسياسية انسحب اليهود من مصر ولم يبقى فيها سوى المعابد اليهودية التي يتميز معبد بن عزرا عنها باكتشاف وثائق الجنيزا اليهودية والتي تضيف صورا إلى حياة اليهود فى مصر فى العصر الحديث قبل ندرة وجودهم الحالي فيؤكد الصباغ "مفيش يهود في مصر دلوقتي غير 6 سيدات وكلهم كبار، هيبقى في احتفالات إزاي؟".

في نهاية طريق العودة من المعبد والكنائس وعلى بعد خطوات يقع مسجد عمرو بن العاص، بطراز عمارته الإسلامية وباحته الواسعة وصحنه المكشوف، يحيطه بائعو السبح ويشهد بداخله اقبال متوسط بعدما اختصت وزارة الأوقاف مسجد الإمام الحسين باحتفالات رأس السنة الهجرية.

يستقبل حارس المسجد العجوز المصلين بابتسامة يعقبها "كل سنة وأنت طيب" فيترك "ما فيه النصيب" للرجل ويدخل فيلتفت لخطاب الإمام للمصلين عبر مكبر الصوت أن "سوّوا صفوفكم واعتدلوا" استعدادًا لصلاة ظهر أول أيام العام الهجري الجديد 1440هـ.

يقول الشيخ أحمد جمال، أحد أئمة المسجد "يخصص المسجد درس استثنائي يعقده الدكتور أحمد عوض، إمام المسجد، يستحضر خلاله أحداث الهجرة وتضحيات الصحابة وما بذله وتحمله المسلمون في سبيل نشر الإسلام"، كما أكد الشيخ الأربعيني على وصية رسول الله عندما سُئل عن قوله "لاهجرة بعد اليوم" قائلًا "بأن أهم مظاهر الاحتفال بالسنة الهجرية يكون بهجر المعاصي كما أوصى رسول الله".