"هجري وقبطي وعبري".. ثلاثة تقويمات تجتمع في يوم واحد

"هجري وقبطي وعبري".. ثلاثة تقويمات تجتمع في يوم واحد
- التقويم الهجري
- التقويم القبطي
- السنة الهجرية
- المسيحيين
- التقويم الهجري
- التقويم القبطي
- السنة الهجرية
- المسيحيين
تقويمات ثلاثة تلتقي رؤوسهم اليوم، فالعالم يحتفل برأس السنة الهجرية والقبطية والعبرية في نفس اليوم من هذا العام، الصدفة التي جمعت الثلاث مناسبات فتوافقت السنة القمرية مع الشمسية لتلحق بهم خوارزميات الحساب العبرية التي تعتمد على "الشمسية والقمرية" في نفس الوقت.
ويعود الاحتفال برأس السنة الهجرية إلى هجرة الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، إلى يثرب "المدينة المنورة" من مكة، وبدا التأريخ منذ العام الأول للهجرة، فكان رسول الله يُرسل الكتب إلى الملوك والأمراء ورؤساء القبائل المختلفة بتاريخ الهجرة.
أما عن بداية اعتماد التاريخ الهجري كان بعد 17 عاما من الهجرة النبوية، واعتمده الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، بداية من غرة شهر محرم من العام الأول للهجرة النبوية.
والتقويم القمري الإسلامي أقصر من السنة الشمسية بـ11 إلى 12 يومًا، فإن محرم يأتي في مواسم أو فصول مختلفة في السنة الميلادية، كما أن الشهر يبدأ عند غروب الشمس في اليوم السابق.
وعلى عكس التقويم الهجري الذي يعتمد على السنة القمرية، يعتمد التقويم القبطي على السنة الشمسية، فارتبط "النيروز" بميعاد اكتمال موسم فيضان النيل، وهو أول يوم في السنة الزراعية الجديدة.
وظل أقباط مصر يأخذون أشهر الزراعة تقويما لهم حتى عصر دقلديانوس، الإمبراطور روماني اضطهد المسيحين حتى سمي عصره عصر الشهداء، فاحتفظ المصريين بمواقيت وشهور سنينهم التي يعتمد الفلاح عليها في الزراعة مع تغيير عداد السنين وتصفيره لجعل السنة الأولى لحكم دقلديانوس وهي 282 ميلادية التي تساوي 4525 توتية (فرعونية)، ومن هنا أرتبط النيروز بعيد الشهداء، و كان يخرج المسيحيين في هذا التوقيت إلي الأماكن التي دفنوا فيها أجساد الشهداء مخبئة ليذكروهم.
ولفظة "نيروز" هي من الكلمة القبطية "ني – يارؤو" والتي تعني الأنهار، وذلك لأن ذاك الوقت من العام هو ميعاد اكتمال موسم فيضان النيل، ولما دخل اليونانيين مصر أضافوا "حرف السي" للأعراب كعادتهم فأصبحت نيروس فظنها العرب نيروز الفارسية.
وعلى جانب آخر فيعتمد التقويم اليهودي على دورتي الشمس والقمر، فيحسب طول السنة شمسيا أي 365 يوما وربع تقريبا، أما طول الشهر فيحسب قمريا أي 29 يوما ونصف تقريبا، وبسبب نقص السنة القمرية عن الشمسية بأحد عشر يوما تقريبا يعدل النقص بين هاتين الدورتين من خلال إضافة شهر كامل للسنة إذا تراجع التقويم 30 يوما مقارنة بمرور المواسم في بعض السنوات.
ويرجع التقويم العبري لسنة 359 للميلاد، حيث يحدد طول الأشهر والسنوات بواسطة خوارزمية وليس حسب استطلاعات فلكية، وثمة غايتان لقواعد الخوارزمية: من ناحية، رصد ظهور الهلال وكبس السنة بأكثر ما يمكن من الدقة دون الاستعانة باستطلاعات فلكية، ومن ناحية أخرى، منع الخلافات في طريقة أداء الأعياد اليهودية وخاصة منع تضارب بعض الأعياد بيوم السبت.
وأوضح موقع "روسيا اليوم" أن تفسير تلك الظاهرة لتزامن رأس السنة الهجرية والعبرية في يوم واحد، يرجع إلى أن أوجه الشبه بين التقويم العبري والهجري كبيرة، حيث إنهم يعتمدون على دوران القمر وليس الشمس كما هو الحال في التقويم الميلادي، والمعروف باسم التقويم "الغريغورياني" الذي أسسه الراهب غريغوريوس.
بينما الفارق الوحيد بين التقويمين الهجري والعبري، هو أن الأخير يضيف شهرا واحدا مرة كل أربع سنوات، وهو "ادار"، بخلاف التقويم الهجري ويضم ما بين 354-355 يوما في السنة.
وعلق على تلك الظاهرة النادرة الدكتور أشرف تادرس، رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، بقوله إن التقومين الهجري والعبري يعتمدون على حركة القمر والتي تعتبر غير ثابتة، بخلاف التقويم الميلادي الذي يعتمد على حركة الشمس، والتي تعد أكثر استقرارا من القمري.
وتابع تادرس، لـ"الوطن"، أن التقويم الهجري والميلادي يتفقون على التاريخ ذاته كل 33 عاما، حيث إن السنة الشمسية تزيد عن القمرة بـ11 عاما، ولذلك فإنه اليوم يلتقي التقويم الهجري والميلادي والعبري في نفس الوقت، ما يجعلها ظاهرة فلكية نادرة ومميزة.