تأثير أحداث 11 سبتمبر على المجتمع الأمريكي

06:12 ص | الثلاثاء 11 سبتمبر 2018

تأتي اليوم الذكرى السابعة عشر على الحادث الإرهابي الذي تعرضت له الولايات المتحدة الأمريكية في 11 سبتمبر 2001 وهذا الحادث غيَّر وجه العالم وكان له تأثير كبير على المجتمع الأمريكي بشكل خاص بعدما لقي 2977 مواطنا أمريكيا مصرعهم.

وبدأ المجتمع الأمريكي بعد سنوات من الهجمات واستيعاب ما حدث في اتخاذ إجراءات ففي 22 مايو من عام 2011 قام أقارب ضحايا هجمات 11 سبتمبر برفع دعوى قضائية ضد ايران وحزب الله باعتبارهما متورطان في الهجمات وبحسب "روسيا اليوم" جاء في الدعوى القضائية المقدمة إلى المحكمة الفيدرالية في دائرة مانهاتن بنيويورك ان حزب الله وايران كانا علي علم بهجمات 11 سبتمبر والإعداد لها واتهمت الدعوى أيضا ايران بدعم وتمويل الأعمال الارهابية الأكثر دموية في تاريخ الولايات المتحدة.

وفي موقف آخر يوضح مدى تأثر الشعب الأمريكي بالهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر، أقدم الشرطي الأمريكي دوغلاس غرينوود على الانتحار بإطلاق الرصاص علي نفسه.

كان غرينوود من أبطال 11 سبتمبر فكان يقود فريق جنوب مانهاتن بشرطة نيويورك، الذي عمل على البحث عن جثث الضحايا تحت أنقاض مركز التجارة العالمي بعد تحوله إلى كومة بسبب الهجمات الإرهابية وقد أصيب بمرض في الرئة بسبب عمله خلال أربعين يوما على التوالي دون استخدام القناع الواقي وسط رماد الأسمنت المتطاير، وقال أقرباء الشرطي إنه خلال السنوات الـ10 الماضية لم يستطع النوم من دون استخدام قناع الأكسجين ورغم تعرضه لعلاج وعمليات جراحية كان غرينوود يعاني من الألم المتزايد أثناء التنفس حتى لم يعد يتحمله، وانتحر في عمر ناهز 62 عاما.

وأقيمت جنازة بعد مرور 15 عاما على وفاة رجل إطفاء في مركز التجارة العالمي في نيويورك في هجمات 11 سبتمبر عام 2016 وقام بحضور الجنازة مئات من رجال الإطفاء ورئيس بلدية نيويورك ورئيس جهاز الإطفاء وحضروا جميعهم مراسم قداس التشييع في كنيسة سانت فيليب اند جيمس في سانت جيمس بلونغ آيلاند بالقرب من نيويورك، حسبما أعلنت هيئة الإطفاء في نيويورك وفقا لـ"روسيا اليوم".

وذكرت الصحف المحلية أن العائلة تمكنت من الحصول على عينات من دم كان قد تبرع به رجل الإطفاء لورنس ستاك قبل أشهر من اعتداءات 11 من سبتمبر عندما تسجل على لائحة المتبرعين المحتملين بالخلايا الجذعية وقالت الصحف إن هذه العينات ستدفن في مراسم عسكرية بعد القداس في المقبرة الوطنية القريبة من كالفرتون، و صرح رئيس إطفاء نيويورك في كلمته خلال مراسم الجنازة بأن الراحل نجا من انهيار البرج الجنوبي وتمكن من الخروج بسرعة من تحت الأنقاض وواصل مساعدة الآخرين، وأنه كان يساعد أمريكيا مصابا في ساقه عندما انهار البرج الشمالي مما أدى إلى مقتلهما معا.

ومن أهم من تأثروا بعد هجمات 11 سبتمبر كان وضع الجاليات المسلمة في أمريكا وبالطبع تغير وضع المسلمين والنظرة إليهم بشكل ملحوظ في الولايات المتحدة وأصبح التجسس علي الجاليات الاسلامية في الولايات المتحدة بشكل مستمر وبالأخص في المساجد، وانتشرت المظاهرات ضد المسلمين وتجمعاتهم في أغلب الولايات الأمريكية وتنامي حركة اليمين الأمريكي وصار الهتاف الأعلي في المظاهرات ضد الجالية المسلمة في تلك الفترة تردد "عودوا إلى بيوتكم".

ومن أهم التأثيرات على المجتمع الأمريكي جراء الهجمات، تم الإعلان في أغسطس 2018 من قبل البرنامج الفيدرالي الصحي لمركز التجارة العالمي، في الولايات المتحدة بأن هجمات الحادي عشر من سبتمبر قد تسببت في موت 10 آلاف شخص تعرضوا للسرطان نتيجة الهجمات وأكد الأطباء أن السبب الرئيس يكمن في أطنان الغبار المنبعث، وكذلك التلوث الهوائي اللذين رافقا انهيار البرجين وسط حي منهاتن في نيويورك عام 2001.

وجاء من بين ضحايا السرطان عناصر من فرق الإنقاذ وسكان مجاورون لمنطقة الهجوم، طلاب المدارس القريبة، والموظفون الذين كانوا يعملون في الطوابق السفلية من حي منهاتن كما قالت الإحصائيات الطبية إلى أن أكثر حالات السرطان انتشارا، ظهرت بين عناصر من فرق الإنقاذ والإطفاء التي تداعت إلى المكان وشاركت لأيام في إزالة الركام وإنقاذ الناس العالقين تحت الأنقاض، و أنواع السرطانات كانت حالات سرطان الجلد وسرطان الغدة الدرقية خاصة.

وكشف مدير البرنامج الصحي، الدكتور مايكل كراين، عن حقيقة صادمة تظهر للمرة الأولى، منذ عام 2001، والتي تقول أن مشافي المدينة تستقبل بين 15 و20 حالة سرطانية جديدة أسبوعيا، مرتبطة بشكل مباشر بأحداث 11 سبتمبر.