بالصور| "دار الآخرة" فوتو سيشن للمقابر.. المصور: "عاوز الناس تتعظ"

09:03 م | الاثنين 10 سبتمبر 2018

دائما يحرص مواطنون على تصوير ما يُسمى بـ"الفوتوسيشن"، في المناسبات السعيدة أو المناطق الآثرية، لكن تصوير فوتوسيشن لـ"المقابر" هو شيء يدعو للاستغراب، ويثير دهشة المواطنين، فمصطفى إيهاب حسونة، صاحب الـ18 عامًا، أحد أبناء مدينة بيلا، بمحافظة كفر الشيخ، والطالب بالفرقة الأولى بكلية الطب، حرص على تصوير مقابر مدينته في "فوتوسيشن" ضم أكثر من 50 صورة، وثق خلاله السلبيات الموجودة بالمقابر في خطوة منه لمطالبة المسؤولين بالاهتمام بـ"بيوت الموتى".

"مصطفى" الذى يمتلك موهبة التصوير، استيقظ في تمام الساعة الخامسة والنصف صباحًا وذهب إلى المقابر، لا لزيارة الأموات ولا لتشييع الجنازات، ولكنه ذهب من أجل التقاط صورا المقابر، وأعد فوتوسيشن عنها في سابقة هي الأولى من نوعها، فلم يخش من هدوء المقابر، ولا ظلام الشوارع ولا صوت نباح الكلاب، ووثقت "كاميرته" أول البوم صور للمقابر أطلق عليه "الدار الآخرة".

وعن فكرة تصويره للمقابر يقول: "بدأت منذ فترة كبيرة في توثيق كل أماكن مدينتي بما فيها من إيجابيات وسلبيات، لأنني أطمح أن تكون قطعة من أوروبا، ورأيت أن تصوير المقابر ضمن أماكن المدينة، فهي جزءًا لا يتجزأ منها، وسيكون تصويرها به موعظة للناس، بالإضافة إلى أنه من الممكن أن تساعد المسؤولين في تلافي السلبيات وتطوير المقابر: "ممكن المسؤول ميبقاش شايف المشاكل الموجودة في المقابر، مثل تهالك أعمدة الإنارة، ووجود تكسير بالمنطقة يكون عائقًا أمام المشيعيين أثناء تشييع الجنازات، ونتيجة عدم وجود إنارة، يستغل بعض الشباب مثل هذه الأماكن لتعاطي المخدرات، دون مراعاة لحرمة الموتى، الناس خلوني أشوف السرنجات اللي مرمية، وقبل كدة الأهالي مسكوا ولد وبنت بيمارسوا الرذيلة هناك".

وأضاف: "قابلت صعوبات وأنا بصور، المكان ليه رهبة طبعًا، علشان كدة أخدت ناس من القاطنين بجوار المقابر معايا، ولقيت بعض المقابر مهملة، بالإضافة إلى نقص في الأعداد، والبعض قالوا لي إحنا مش لاقين مقابر ندفن موتانا، وبيضطروا يشتروا أماكن، بالإضافة إلى إن مفيش حملات نظافة للمقابر، ودا شئ سيء".

وعن نصيحته للأحياء، قال: "الناس بقا موالها موال كل شيء فانِ، إضاعة الوقت أشد من الموت، لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها، ثواب الآخرة خير من نعيم الدنيا، وبعد اللي شوفته ومريت بيه ياريت الناس يعملو لآخرتهم شوية، أنا فكرت في توثيق البلد وبيان جمالها وإبراز الأخطاء لتكون دليلاً للمسؤولين".