معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى: سيناء قنبلة موقوتة.. وعلى إسرائيل ومصر التعاون لوقف صناعة التهريب

معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى: سيناء قنبلة موقوتة.. وعلى إسرائيل ومصر التعاون لوقف صناعة التهريب
في مطلع العام الجاري، وتحديدا في أوائل يناير، أصدر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، دراسة للباحث الإسرائيلي إيهود يعاري، تحت عنوان: "سيناء: جبهة جديدة"، أكد من خلالها أنه بعد انسحاب إسرائيل من غزة في 2005، واندلاع أحداث الثورة المصرية في يناير 2011، برزت منطقة شبه جزيرة سيناء كبقعة ساخنة في الصراع العربي الإسرائيلي المعقد، ومع توسع البنية الإرهابية، تحولت سيناء لجبهة أمامية محتملة أمام إسرائيل.
"في الحرب والسلام.. اتخذ المعهد لنفسه هدفا واحدا، هو صياغة نظرة موضوعية وواقعية للولايات المتحدة عن الشرق الأوسط، لاتخاذ قرارات حكمية لا تقبل الشك".. عبارات قالها الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، عن معهد واشنطن لأبحاث الشرق الأدنى.
في عام 1985، أعلن عددا من الأمريكان التزامهم بالاهتمام بكل ما يتعلق بأمن الولايات المتحدة وسياساتها الخارجية، فيما يتعلق بالشرق الأوسط، وكان هدفهم الأساسي هو إعداد دراسات يستطيع من خلالها صانعو القرار في الولايات المتحدة، اتخاذ قرارات حاسمة لا تقبل الشك، فأعلنوا إنشاء معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى.[Quote_1]
يعاري يؤكد أن البدو الآن في موقع يمكنهم من افتعال أزمات لا ترغب بها إسرائيل أو مصر، في حين أنها تأثر بشكل خطير على الصراع ضد حماس. ولهذا اقترح يعاري أن تكون هناك معايير محددة وثابتة لمنع وتجنب الانهيار التام للأمن داخل وحول سيناء، ولتجنب ارتفاع معدل إنشاء دويلات بدوية مسلحة، وخفض نسبة الخطر التي تهدد معاهدة السلام الإسرائيلية المصرية تحت ضغط سكان الجبهة الحدودية.
وأشار الباحث الإسرائيلي خلال دراسته، إلى أنه مؤخرا، وتحديدا بعد الثورة، بدأت شبكات الإرهاب في التوسع وإبراز وجودهم من خلال سلسلة من التفجيرات أو العمليات الإرهابية المختلفة. وتابع "كان انتشار الاستحكامات الإرهابية في سيناء وتزايد عدد الميليشيات القبلية المسلحة، يرجع أساسا لانهيار الشرطة المصرية سريعا خلال أحداث الثورة".
ومن خلال الدراسة، أكد يعاري أن التحدي الحقيقي أمام إسرائيل فور اندلاع الثورة، كان ضعف انتشار القوات الإسرائيلية في المنطقة الحدودية وعدم جاهزيتها بشكل مناسب للوضع المتطور في سيناء يوما بعد يوم، حيث أن المخابرات الإسرائيلية "الموساد"، والجيش الإسرائيلي كان يوجهان مواردهما بشكل أساسي لجبهات أكثر إشكالية وخطورة، مثل غزة أو لبنان.[Quote_2]
وبالنسبة لـ "يعاري"، فإن أغلب المعلومات الإسرائيلية عن التطورات في سياء، كانت من خلال المراقبة عن كثب للنشطاء الفلسطينيين المنبثقين عن غزة، حيث أن السلطات الإسرائيلية كانت تخشى الإخلال ببنود معاهدة السلام، وإدخال عملاء للموساد أو الجيش الإسرائيلي في منطقة سيناء.
قدم الباحث الإسرائيلي من خلال دراسته عدة إرشادات تُتبع في السياسة العامة التي تتبعها السلطات المصرية والإسرائيلية فيما يخص سيناء، مبتدءا استنتاجاته بأنه لا حل سريع للمشكلة المفروضة والوضع الحالي في سيناء، إلا أن حل التوترات بين السلطات المصرية والبدو والحد من صناعة التهريب المنتشرة في المنطقة، هما حلان على المدى الطويل للتخلص من تلك الإشكالية.
وانتهت دراسة يعاري بتأكيده على ضرورة تفادي السيناريوهات المحتملة لتورط قوى أخرى في صراع الإرهاب ضد إسرائيل ومصر، مشيرا إلى أنه على جميع الأطراف أخذ العديد من السياسات في اعتبارها لمواجهة التهديد الإرهابي المتزايد في سيناء، مؤكدا على ضرورة توثيق التنسيق المصري الإسرائيلي في العمليات الحدودية.[Quote_3]
كما أشار يعاري إلى أن الصراع لإبطال "قنبلة سيناء الموقوتة"، على حد وصفه، يكمن في إعادة توظيف الجهود الأمريكية والتحالفات مع مصر وإسرائيل، لوقف صناعة التهريب التي انتشرت في سيناء، ومراجعة الخطط الاقتصادية التطويرية على المدى البعيد والقريب. أما فيما يخص وقف تدفق الأسلحة للجيوش المختلفة،ب خاصة من ليبيا وإيران وسوريا والسودان، قال يعاري إنه يمكن للولايات المتحدة أن تمارس نفوذها المعتاد لتشجيع الإشراف الأكثر صرامة على نقل البضائع من خلال قناة السويس.
أخبار متعلقة:
نبوءة رفح.. مراكز الدراسات العالمية تحذر من خطر الإرهاب في سيناء منذ 7 سنوات
مركز التحكم في المخاطر: خطابات بن لادن والظواهري لاقت رواجا في سيناء لم تجده في المدن
دراسة إسرائيلية تؤكد: إسرائيل لم تعارض تعزيز مصر لقواتها في سيناء.. والجدل الدائر لا محل له
مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي: حماس سبب أساسي في تحول سيناء إلى منطقة إرهابية
مركز إسرائيلي: "حماس" انتهجت ضبط النفس ظاهرا وسمحت للجهاديين بعمليات إرهابية من داخل سيناء