ما تخليش «البهاق» يفسد حياتك: سيبك من «البشرة».. الجمال فى القلب

ما تخليش «البهاق» يفسد حياتك: سيبك من «البشرة».. الجمال فى القلب
- دعم المرضى
- دورات تدريبية
- البهاق
- علاج البهاق
- مرضى البهاق
- اليوم العالمي للبهاق
- ميكب أرتست
- مرض الصدفية
- مرض جلدي
- دعم المرضى
- دورات تدريبية
- البهاق
- علاج البهاق
- مرضى البهاق
- اليوم العالمي للبهاق
- ميكب أرتست
- مرض الصدفية
- مرض جلدي
ما يمكن إخفاؤه بعض الوقت لا يمكن إخفاؤه طويلاً، تتردد الكلمات داخلها فتشعر بانقباضة، يضيق صدرها بما تخفيه، تهرع نحو المرآة وتفتح علباً كثيرة من مساحيق التجميل، تضع كميات كبيرة لتخفى العلامات التى تركها البهاق على وجهها ويديها، أما ما انتشر فى باقى الجسد فتفلح الملابس المحتشمة فى إخفائه بسهولة.
النظرة السلبية لمرضى البهاق، وعدم الرغبة فى الزواج منهم خوفاً من توريث المرض أو حتى مصافحتهم خوفاً من العدوى، هو ما يدفع الكثير منهم إلى الانغلاق على أنفسهم أو إخفاء ما يفعله البهاق فى البشرة التى تصبح خيوطاً وتموجات من اللونين الأبيض والبنى.
كان عاماً حزيناً، العام الذى اكتشفت فيه شيماء عاطف، صيدلانية، إصابتها بالمرض الجلدى، اسودت الدنيا فى وجهها، وكلما ساءت حالتها النفسية ازداد اللون البُنى زحفاً على بشرتها البيضاء، جربت كل أنواع العقاقير والدهانات للتخلص من المرض قبل أن يطرق العريس بابها، لكن دون جدوى، تركت عملها وسكنت فى البيت فترة ليست قليلة، ابتعدت عن صديقاتها لتهرب من نظراتهن، وفى النهاية استسلمت له تركت له جسدها وانشغلت بحياتها وعملها، ويبدو أنه كان الحل الصائب: «نسيت البهاق، توقفت عن ملاحقته وتوقفت أيضاً عن استخدام أى مساحيق تجميل، حتى نظرات الناس التى لم تتوقف تجاهلتها، حتى عثرت على شريك حياتى، رجل لم يجد فى بشرتى عيباً ينتقص منّى».
بعد زواجها وإنجابها، عادت «شيماء» إلى الانشغال بالمرض، لا لشىء سوى توعية مصابيه: «قابلت حالات نفسيتها سيئة، بنات يتوهمن أنهن لن يتزوجن، سيدات يبكين من معايرة أزواجهن، فقررت توعيتهن بفيديوهات حتى لا يفقدن متعة الحياة». ليس كل الناس قادرين على استيعاب العثرات فى حياتهم بدرجة واحدة من الوعى، فرغم النصائح التى تتلقاها يومياً ما زالت إيمان محمد، 25 عاماً، تعتقد أن تأخر زواجها له علاقة بالبهاق، ولمَ لا وكل عريس يتقدم لخطبتها يهرب بعد أن تصارحه بمرضها: «عانيت كثيراً بسبب هذا المرض، تركت دراستى وسافرت للعلاج دون جدوى، التزمت بالبيت وقررت عدم الخروج نهائياً، وبعد فترة بدأت أتعايش مع المرض، عُدت لدراستى وقررت الآن عمل توحيد للون البشرة، ورغم رفض أهلى فإننى أصررت على ذلك». عادت «إيمان» لحياتها، اختفت البقع الجلدية نوعاً ما، لكنها ما زالت رهن العزوبية، فحتى الآن لم يجرؤ رجل على قبولها بمرضها: «كلهم يعتقدون أن البهاق مُعدٍ».
بثقة تحسد عليها وشعور بالفخر بذاتها، تملأ لوجينا صلاح، ميكب أرتست، صفحتها على «إنستجرام»، بصورها، امرأة جميلة، رشيقة، شعرها أسود منسدل على كتفيها، بشرتها خليط من اللونين الأبيض والبنى، تضحك فى كل صورها ضحكات تجبرك على صرف نظرك عن بشرتها، هذا ما تريد «لوجى» توصيله لمرضى البهاق «الثقة بالنفس».
حكاية الـ«ميكب أرتست» التى لم تخش من مواجهة زبائنها بمرضها الجلدى، أصبحت حديث رواد «إنستجرام»: «أصبت بمرض الصدفية وعمرى لم يتجاوز 9 سنوات بسبب خلل مناعى، أدى أيضاً إلى إصابتى بالبهاق، كنت أرى الذعر فى عيون المتعاملين معى، تجاهلتهم وعشت حياتى كيفما أريد، درست فى كلية التجارة وسافرت وحصلت على دورات تدريبية فى المكياج وبعدها امتهنت هذا العمل». صفحة «لوجينا» تزدحم بصور وفيديوهات، تتعمد أن يركز معظمها على يديها الملونتين، ليعرف كل من يريد العمل معها أنها مريضة بهاق: «ثقتى بنفسى تجبر من يتعامل معى على احترامى.. على قبولى».
«الراجل ما يعيبوش إلا جيبه»، مثل شعبى يشكك أنس شرف الدين، مريض بهاق، فى صحته فهو يرى أن البهاق يعيب الرجل مثلما يعيب المرأة، والدليل نظرات الخوف التى يراها فى عيون الناس: «أسوأ ما يتعرض له مريض البهاق هو النظرة السلبية له، مرضى كثيرون حياتهم متوقفة، لا عمل ولا زواج، لأن المجتمع يحكم عليهم بالانعزال»، وهو ما دفعه إلى عمل توحيد للون البشرة كلَّفه الكثير من الأموال، لكنه أعاد إليه الحياة: «أسعى دائماً لدعم المرضى بالتوعية، أسست صفحة على الفيس بوك، جمعت المرضى فى مختلف الدول العربية فى كيان واحد، لتكون مساحة للفضفضة، وأخْذ النصيحة».