الحزب الحاكم في موريتانيا يهزم الإخوان.. و"تواصل" يحرض ضد الانتخابات

كتب: بهاء الدين عياد ووكالات

الحزب الحاكم في موريتانيا يهزم الإخوان.. و"تواصل" يحرض ضد الانتخابات

الحزب الحاكم في موريتانيا يهزم الإخوان.. و"تواصل" يحرض ضد الانتخابات

أظهرت النتائج الأولية للانتخابات الموريتانية، التي أُعلنت اليوم، انسحاق حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية الإخواني، وعودته لحجمه الطبيعي، وذلك بعد أن دعا الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، في بداية العملية الانتخابية، لتطهير الطبقة السياسية من الإخوان والمتطرفين.

تقاسمت الأحزاب الرئيسية في موريتانيا مقاعد الدوائر التي تعتمد نظام النسبية، فيما أحكم الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم في موريتانيا سيطرته بشكل كامل على كل الدوائر ذات الأغلبية، والتي حُسمت في الشوط الأول، حسبما أفادت وكالة "الاخبار" الموريتانية اليوم.

وأصدرت لجنة الانتخابات النتائج الأولية للدوائر النسبية عبر تطبيقها المخصص لنشر النتائج، وتمثل مقاعد دوائر النسبية 55% في البرلمان الموريتاني، ويبلغ مجموع مقاعدها 87 مقعدًا من أصل من 157 مقعدًا هي مجموع مقاعد البرلمان.

وقالت صحف موريتانية أمس الجمعة، إن الشعب الموريتاني رفض التصويت لحزب الإخوان خلال الانتخابات البرلمانية والإقليمية والبلدية التي أجريت في البلاد يوم السبت الماضي، موضحة أن الحزب تعرض لنكسة قوية وتراجعًا حقيقيًا، حسب النتائج الأولية للانتخابات، فقد خسر حزب "تواصل" الذراع السياسية لتنظيم الإخوان في موريتانيا، معاقل انتخابية كان سيطر عليها في الانتخابات السابقة، وتلقى هزائم مرة في مقاطعات، واد الناقة، والطينطان والبلديات التابعة له، كما خسر جكني وكامور والغايره والنعمة.

وكشفت صحيفة "البديل" الموريتانية في تقرير بعنوان: (حزب تواصل: "نمر" انتخابات 2013، يعود قطا في انتخابات 2018) إلى أن الحزب جند إعلامه وأطلق مرشده ولد الددو فتاوي محرضة على الفتنة والإقتتال، واستغلال العاطفة الدينية لنشر الفوضى وزعزعة الأمن.

وقالت الصحيفة، إن هزيمة حزب "تواصل" عضو تنظيم الإخوان الدولي، في الانتخابات قلصت من حجمه الذي كان صنعه خلال انتخابات 2013 بفعل تمويلات ضخمة، مكنته من دفع ثمن ولاء بعض المنظمات الشبابية والمجموعات القبلية، وشراء الذمم على نطاق واسع في المدن الداخلية والأرياف.

وحذرت الصحيفة من أن "إخوان موريتانيا اليوم يضيقون ذرعا بالعمل تحت غطاء الشرعية، فبعد كل هزيمة انتخابية، يسعى الإخوان مباشرة لمحاولة زعزعة الأمن واستهداف النظام الديمقراطي بعد رفض الشعب الموريتاني لتنظيم الإخوان وأساليبه التي شاهد تدميرها لبعض الشعوب والدول العربية، بعد إطلاق الربيع العربي".

أما صحيفة "الجمهورية" الموريتانية، فذكرت أن حزب الإخوان الموريتاني تلقى 12 مليون دولار لتمويل الحملة الانتخابية من جهات ومنظمات إخوانية في تركيا، تم تحويلها على حسابات بعض تجار التنظيم في موريتانيا وآنكولا.

وأضافت أن الحزب استصدر فتوى من هيئة الافتاء بالحزب أو ما يسمى مجلس الشورى بضرورة دفع الزكاة في صناديق خاصة بتمويل الحزب ووظف استغلال المال السياسي على نطاق واسع، لشراء الذمم والولاءات القبلية والجهوية، لينتزع من رفاقه في المعارضة الذين غابوا عن التمثيل على مستوى البرلمان، "زعامة المعارضة الديمقراطية"، لينفرد بالساحة ويعتلي المنابر كممثل "شرعي" للمعارضة.

بعد احتجاجات أمام مقر اللجنة في نواكشوط، تنديدًا بتأخر إعلان النتائج، قال رئيس اللجنة المستقلة للانتخابات محمد فال ود بلال، إن النتائج الأولية مساء اليوم الجمعة أو صباح غد السبت وفق أبعد تقدير.

وأضاف "ولد بلال"، في تصريح سابق أدلى به لوسائل الإعلام، بعد اجتماع له مع عدد من قادة أحزاب المعارضة، أنه تلقى "بعض الملاحظات والتظلمات والشكايات بشأن ما يعتبرونها اختلالات شابت العملية الانتخابية".

وجدد ولد بلال تأكيد أن اللجنة "تقف على مسافة واحدة من مختلف الأطراف المشاركة في الانتخابات"، مضيفًا أن هذه العملية الانتخابية "التي كان البعض يراها مستحيلة وتحديًا كبيرًا للشعب الموريتاني ولهذه اللجنة بالذات، انتهى شوطها الأول بهدوء وسلام وسلاسة".

واتهم حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" حاكم منطقة "روصو" بالضلوع في عمليات تزوير في نتائج الانتخابات، قال رئيس الحزب الحاكم في موريتانيا، محمد ولد محم إن احتجاج المعارضة أمام لجنة الانتخابات مراهقة سياسية مستنكرا محاولات الضغط على اللجنة.

وقال ولد محم في تصريحات سابقة، إن حزبه سيطر على المشهد السياسي وبرهنت النتائج التي حصل عليها على نجاعة خطابه، متعهدا بالفوز الساحق في الدوائر الانتخابية التي ستشهد جولة ثانية من الانتخابات.

ومن جهته، قال الدكتور أحمد أبو زيد الباحث في إدارة الازمات والأمن الإقليمي في تصريح لـ"الوطن"، أن هذه الهزيمة التي تعرض لها حزب الإخوان في موريتانيا تظهر مجددًا فشل التنظيم وحلفاءه في العودة للمشهد السياسي في المنطقة، ومحاولتهم لاستغلال وجودهم بشكل قانوني من خلال الأحزاب في بعض البلدان من أجل استغلال الديمقراطية وصناديق الانتخابات للوصول إلى السلطة والاستحواذ عليها.

وأوضح "أبوزيد"، أن ما حدث في المنطقة خلال السنوات القليلة الماضية أعطى للشعب الموريتاني درسًا، برهن اليوم على استيعابه جيدًا، ووعيه بما جرى في دول المنطقة، مبينًا أن الشعب استطاع أن يقاطع التصويت للإخوان، ما أدى إلى تراجعهم، معتبرًا أن الإخوان سوف يتحركون كعادتهم للتحريض والتشكيك في نزاهة العملية الانتخابية أو التحالف مع قوى أقلية من أجل ضمان حصة مناسبة في البرلمان.


مواضيع متعلقة