ماذا يحدث في البصرة؟.. خبراء يرسمون سيناريوهات الأزمة ويحددون أطرافها

ماذا يحدث في البصرة؟.. خبراء يرسمون سيناريوهات الأزمة ويحددون أطرافها
- إيران
- البصرة
- مظاهرات البصرة
- العراق
- بغداد
- حيدر العبادي
- نوري المالكي
- العقوبات الاقتصادية
- الحشد الشعبي
- إيران
- البصرة
- مظاهرات البصرة
- العراق
- بغداد
- حيدر العبادي
- نوري المالكي
- العقوبات الاقتصادية
- الحشد الشعبي
للمرة الثالثة خلال أسبوع واحد، قررت السلطات العراقية فرض حظر التجول على السيارات والمشاة في محافظة البصرة حتى إشعار آخر، اليوم الجمعة، في أعقاب احتجاجات عنيفة شهدتها منذ أيام، حيث أعلنت السلطات المحلية، أمس، فرض حظرين منفصلين في البصرة، ولكن تم إلغاء ذلك بعد فترة قصيرة.
وقال المحلل السياسي العراقي، علي الكيدار، إن البرلمان العراقي من المحتمل انعقاده غدا، وستتضح الأمور في هذه الجلسة، مشيرًا إلى أن هذا يعتبر رضوخًا لطلبات مقتدى الصدر، خوفًا من اشتعال الأوضاع أكثر في البصرة والمظاهرات ضد التدخل الإيراني.
وأعرب زعيم التيار الصدري العراقي، مقتدي الصدر، في تغريدة عبر حسابه بموقع التدوينات القصيرة "تويتر"، أمس الأول، عن غضبه من التعدي من قبل بعض من أسماهم بـ"المدسوسين" في القوات الأمنية على المتظاهرين في البصرة جنوب العراق.
وأكد "الكيدار" في اتصال هاتفي لـ"الوطن": حال عدم الموافقة على طلبات الصدر سنكون أمام سيناريو تعطيل تشكيل الحكومة العراقية، وما يحدث الآن هو تكرار لما حدث في الشهور الماضية في النجف وكربلاء، حيث خرج الشعب بهتافات (إيران برة برة، بغداد تبقى حرة)، فالمواطنين وصلوا لحالة من اليأس بسبب الممارسات والتدخلات الإيرانية في العراق.
وأوضح المحلل السياسي العراقي، أن إقدام المتظاهرين على إشعال النيران في القنصلية الإيرانية بالبصرة، يعتبر رسالة قوية منهم إلى إيران، فأهالي البصرة عانوا كثيرا بسبب ما تفعله طهران في مياه شط بحر العرب.
وكانت وزارة الموارد المائية العراقية، قد حذرت في يوليو الماضي، من تصاعد نسب الملوحة في شط العرب بالبصرة، بسبب إقدام إيران على ضخّ مياه مالحة إلى الجانب العراقي، فيما تواجه البلاد أزمة جفاف أدت إلى حصول نزاعات عشائرية جنوبًا.
واضطر العراق قبل سنتين إلى بناء ساتر ترابي، عند منفذ الشلامجة الحدودي مع إيران بطول (80 كيلومترًا) لمنع وصول مياه البزل الإيرانية شديدة الملوحة إلى شط العرب.
وأكد "الكيدار" أن إيران هي من أشعلت الأوضاع في البصرة، مثلما حدث في أزمة الكهرباء الأخيرة، وساهمت بتلك الأزمة في تصعيد المعاناة التي يعيشها المواطن، فضلًا عن أن طهران أرادت إرباك المشهد السياسي حتى لا ينجح الصدر أو غيره وتحديدًا حيدر العبادي، في تشكيل الوزارة العراقية.
أما عن حيدر العبادي، فقال الكيدار: إنه في الآونة الأخيرة بدأ رئيس الوزراء باتخاذ بعض الإجراءات لحل المشكلات التي بمر بها العراق، لكن جميع محاولاته للإصلاح أحبطها المتعاونين مع إيران، مثل الحشد الشعبي ونوري المالكي.
ورأى المحلل السياسي العراقي، أن خطوة المتظاهرين في البصرة المتمثلة في حرق الأحزاب الممولة من إيران، والمكاتب الشيعية التابعة لطهران، ومقرات الحشد الشعبي، تؤكد أن العراقيين في البصرة وجنوب العراق، وأدركوا مؤخرًا أن إيران هي سبب البلاء الذي يمر به العراق، لا سيما بعد التركيز في الفترة الأخيرة على تخريب الصناعة والزراعة ومحاولات زيادة النفوذ الإيراني بالبلاد.
فيما اعتبرت القنصلية الإيرانية في البصرة، اليوم، أن حريق مبناها على يد المتظاهرين العراقيين المحتجين "عمل همجي ووحشي بعيد عن الأخلاق"، حسبما نقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية.
وعن احتمالية إشعال المتظاهرين النيران في القنصلية الأمريكية، استبعد المحلل السياسي العراقي، إقدام المتظاهرين على هذا الفعل لكنه توقع أن من سيقوم بهذا هم عملاء إيران، مشيرًا إلى أنه حال حدوث ذلك ستكون أيضا رسالة للولايات المتحدة الأمريكية، تتلخص في أن واشنطن هي سبب خراب العراق منذ عام 2003، وما أصاب الدولة منذ الاحتلال الأمريكي، تسبب في التواجد الإيراني بهذا الشكل.
وفي حادث منفصل، قتل شخص واحد وأصيب 7 آخرون في البصرة خلال مظاهرات، الجمعة، وفقًا لمسؤولي الصحة والأمن هناك.
ورجح المحلل السياسي العراقي، أن الأمور الآن في البصرة فلتت من سيطرة المسؤولين في الدولة، ولا يلوح في الأفق حلا ناجزا لهذه الأزمة، إلا أن يحدث حدثا جللا في بغداد.
كما قررت اللجنة التنسيقية لتظاهرات البصرة، عدم النزول إلى الشارع غدًا، لتفويت الفرصة على المندسين من راكبي موجة التظاهرات، وللوقوف على "الأخطاء" التي أدت إلى حرق ونهب مقرات ليس لها علاقة بنهج التظاهرات، وأكدت أن عمليات التخريب تقوم به الخلايا النائمة لداعش وبعض التكفيريين.
وفيما يتعلق بالجانب الإيراني، قال هشام البقلي، الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، إن بغداد وإيران من الممكن اعتبارهما كيانا اقتصاديا واحدًا، حيث طلب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إعفاء بغداد من العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران.
وأضاف البقلي لـ"الوطن"، أن إيران مارست ضغوطات كثيرة على العراق في الفترة الأخيرة، لا سيما الكهرباء والمياه، ما أدى لاندلاع التظاهرات ثم بدأت الأزمة تُحل بشكل جزئي، أما مدينة البصرة فتم تهميشها من جانب الحكومة العراقية، وطالب بعض النواب في البرلمان من أعضاء الحكومة للنزول إلى شوارع البصرة لحل الأزمة الحالية، وهذا لم يحدث.
وأشار "البقلي" إلى أن السبب الرئيسي في الأحداث التي تمر بها البصرة حاليا، هو أن أهالي المحافظة يرون أن إيران تحاول تغيير العراق بشتى الطرق لتصبح دولة تابعة لها.
وأوضح الباحث في الشؤون الإيرانية، أن البصرة من أكثر المناطق العراقية المنتجة للنفط، لكن سكانها غير مستفيدين بعوائده، والوضع في المحافظة الآن لم يصل لحد ثورة شعبية ستنتقل لبقية المحافظات العراقية، نظرًا لتعدد فئات الشعب العراقي، وارتباط اقتصاد الدولة العراقية بإيران في الكثير من المجالات.
وأشار إلى أن الأزمة الكبرى التي تواجه العراق في الوقت الراهن هي المحاولة الإيرانية لصناعة كيان داخله شبيه بتجربة حزب الله اللبناني، ونظرا لتسارع الأحداث نجحت طهران في تشكيل الحشد الشعبي وإشراكه سياسا ليكون ذراعا لها في العراق، إضافة لبعض الشخصيات التي تدين لإيران بالولاء مثل نوري المالكي، فأهمية العراق وخاصة المناطق الجنوبية بالنسبة لإيران تجعل طهران تتسارع لفرض نفوذها.
وتوقع "البقلي" أن المظاهرات في البصرة، ستهدأ حال تدخل الحكومة العراقية، التي سترفض الاعتداء على القنصلية الإيرانية.
وتعد البصرة ثالث أكبر مدن العراق، وهي المركز الإداري والسياسي لمحافظة البصرة، وتقع في أقصى جنوب العراق على الضفة الغربية لشط العرب، وهو المعبر المائي الأول بالعراق، حيث تعتبر العاصمة الاقتصادية للعراق، ويبلغ عدد سكانها نحو 1.5 مليون نسمة حسب تقديرات عام 2014.