"من منا" يتحمل "ألم حمدي".. مخرج يجسد دراما محرقة بني سويف على عكازه

"من منا" يتحمل "ألم حمدي".. مخرج يجسد دراما محرقة بني سويف على عكازه
- محرقة بني سويف
- قصر ثقافة بني سويف
- حريق قصر ثقافة بني سويف
- ذكرى محرقة بني سويف
- مستشفى الحلمية
- نقابة المهن التمثسلسة
- محرقة بني سويف
- قصر ثقافة بني سويف
- حريق قصر ثقافة بني سويف
- ذكرى محرقة بني سويف
- مستشفى الحلمية
- نقابة المهن التمثسلسة
شمعة تسقط، ونيران تشتعل في الستائر الخلفية للمسرح، لتنتشر في المكان بشكل سريع ومفاجئ، أعداد كبيرة تهرول هربا من الحريق الذي يبدو وحشًا في طريقه لافتراس كل من في المكان، تدافع وتزاحم وسقوط وإغماء، ثم عينان تفتحان داخل مستشفى مملوءة بأجساد المصابين التي تفوح منها رائحة الجلود المحترقة، مشاهد مر عليها 13 عامًا، إلا أن حمدي طلبة يراها دومًا في قدمه التي لا يستطيع السير عليها دون استخدام "العكاز" الذي صار رفيقا له لا يستطيع أن يتخلى عنه، منذ إصابته بحروق في أماكن متعددة من جسده أثناء حريق قصر ثقافة بني سويف عام 2005.
"سافرت من المنيا لبني سويف عشان اتفرج على عرض مسرحي" هكذا برر "طلبة"، الذي يعمل مخرجًا مسرحيًا، تواجده داخل قصر ثقافة بني سويف يوم المحرقة الكارثية على الرغم من عدم وجود عروض له داخل القصر، فشغفه بالفن وحبه للمسرح أكبر من أن تقف في طريقهما مسافات أو حدود.
عرض "من منّا" الذي كان يقدمه مسرح قصر ثقافة بني سويف في ذلك اليوم المشؤوم، كانت تقدمه أحد الفرق المسرحية من محافظة الفيوم، وفي نهايته فوجئ المخرج المسرحي بالنيران تسري في الستائر الخلفية للمسرح، والجميع من حوله يحاولون الفرار، ليجد نفسه وسط حشود كبيرة تهرب من الموت حرقًا، ويقول: "أعداد كبيرة كانت بتحاول تهرب وحصل تدافع ولاقيت نفسي تحت الرجلين وأغمى عليا".
"طلبة" فاق داخل مستشفى بني سويف العام، وحوله العديد من المثقفين الذين طالتهم ألسنة النيران، ليخوض رحلة طويلة من العلاج، استمرت سنوات طويلة، بدأت بنقله لمستشفى الحلمية العسكري ومكث بها ثلاثة شهور تحت الرعاية والعناية.
"عملت حوالي 9 عمليات في ضهري وبطني ورجلي" كلمات عبر بها الرجل عن المعاناة التي مر بها خلال رحلة علاجه الطويلة، والتي تحملت الدولة تكاليف أول عامين منها، قبل أن تدفع نقابة المهن التمثيلية نفقات بعض العمليات التي أجراها، ليستكمل هو على نفقته الخاصة الرحلة الطويلة التي لم تنته دون ترك بصمة على جسده تتمثل في عاهة مستديمة في قدمه جعلته يمشي دوما مستعينا بعكازه.
وعلى الرغم من الحادث الذي تعرض له بداخله، والعاهة التي تركها على جسده، لم يهجر المخرج المسرحي قصر ثقافة بني سويف طوال السنوات الـ 13 التي مرت على المحرقة الكارثية، حيث يحضر عروضه باستمرار، ويتعاقد حاليا على إخراج بعض العروض للفرقة المسرحية القومية ببني سويف.