"فقد الحركة والبصر".. صياد يتهم مستشفى بالإهمال.. و"الصحة": حالة نادرة

09:20 م | الأربعاء 05 سبتمبر 2018

"دخل المستشفى لإجراء عملية الغضروف فخرج فاقدًا للحركة والنطق والبصر".. هكذا وصف والد محمد صاحب الـ30عامًا حالة ابنه، مضيفًا أن نجله دخل أحد المستشفيات الخاصة لإجراء العملية فحدث مضاعفات وخرج "فاقدًا للبصر والحركة"، ما دعاه إلى تحرير محضر بقسم الشرطة واتهام للمستشفى وأحد الأطباء بأنهما السبب.

رمضان الحمراوي، صياد، مقيم بمدينة برج البرلس التابعة لمحافظة كفر الشيخ، أكد أن نجله محمد دخل لأحد المستشفيات التخصصية لإجراء جراحة "الغضروف"، فخرج منه فاقداً للبصر والحركة ما دعاه لتقدم بلاغ في الشرطة حمل رقم 2479 إداري قسم ثان كفر الشيخ، ضد الطبيب "ح. ج"، أستاذ العمود الفقري في إحدى الجامعات، وذكر أن نجله دخل المستشفى في 25 أغسطس الماضي لإجراء العملية محولاَ من عيادة الطبيب الخاصة، إلا أنه فوجئ بعد خروجه من العمليات بحدوث مضاعفات تسببت في فقدانه لـ"البصر، النطق، والحركة، عدم قدرته على التحكم في البول، والبراز".

ويضيف حمراوي أنه "نتيجة الخطأ الطبي الذي حدث أثناء العملية جرى اتهام إدارة المستشفى بالإهمال، مؤكدًا رفضها دخول المريض مرة أخرى إلا بعد دفع أموال، مطالباً بالتحقيق".

{long_qoute_1}

ويستكمل الحمراوى، أن مدير نيابة كفر الشيخ، أمر بانتداب مفتش الصحة لتوقيع الكشف الطبي على نجله وانتقل مفتش الصحة يوم 3 سبتمبر الجاري، وذكر في تقريره أنه يحتاج لندب لجنة من استشاريين في "المخ والأعصاب، والعظام، والتخاطب، والعيون"، لإعداد تقرير بحالته، مشيراً إلى أنه توجه بالشكوى لنقابة الأطباء بكفر الشيخ ومديرية الصحة مطالبًا بالتحقيق والوقوف عما إذا كان هناك خطأ طبي أم لا.

ويضيف والد المريض، أنه "ذهب به لاستشاري مخ وأعصاب بمدينة المنصورة لتشخيص حالته، فتبين إصابته بجلطة في المخ تسببت في موت جزءً من خلايا المخ وأن جراحة (الغضروف) تمت بشكل خاطئ" على حد وصفه، مشيرًا إلى عودتهم للمستشفى الذى أجرى له الجراحة فطلب منهم دفع فاتورة بـ3 آلاف جنيه قبل الدخول، مطالبًا بالتحقيق .

{long_qoute_2}

من جانبه نفى الدكتور "ح. ج"، أستاذ العمود الفقري، والذي أجرى الجراحة للمريض، ادعاءات الحمراوي قائلاً "إن المريض كان يعاني من انزلاق غضروفي في الفقرتين الثالثة والرابعة القطنية، وتأثر في الأعصاب الطرفية بالطرفين، لسقوطه على ظهره من شهريين، كان لابد من إجراء عملية بسبب ضغط الانزلاق الغضروفي على الأعصاب، وأجريت بشكل صحيح على حسب الوصف الطبي الصحيح، وجرى عمل توسيع للقناة الشوكية، واستئصال للغضروف، وبعد العملية خرج بيحرك رجله وإيده ودخل الحمام، وبعد ساعات تبين لأنه يعانى من ضعف في البصر، وهذا ليس له علاقة بالعملية، إنما بأنه أثناء البينج الكلي انخفض ضغطه وتوقف بالقلب، وهبوط في الدورة الدموية ما أدى إلى حدوث مضاعفات، واستدعينا طبيب التخدير وأخذ العلاج اللازم وتم استكمال الجراحة".

ويضيف الطبيب، أن "المريض خرج من غرفة العمليات وبيأكل ويشرب وبيتحرك وسمعه ونطقه لم يكن بهما مشكلة لكنه يعاني من ضعف الإبصار نتيجة أنه كان نايم على وجه، وجرى استدعاء طبيب رمد، الذي أكد أنه لا مشكلة في العين، وأن المشكلة من الممكن أن تكون في مركز المخ، فطلب أشعة رنين والتي أوضحت أن هناك جلطة في مركز الإبصار في المخ، وجرى عرضه على 5 من أساتذة المخ والأعصاب، اجمعوا على علاج وتم تنفيذه لمدة 5 أيام متتالية".

ويستطرد الطبيب قائلاً "في مثل هذه الحالات تحسن البصر حالة نادرة تحدث لـ3 مواطنين من كل مليون مواطن، ومذكورة ذلك في المراجع العلمية، مؤكدة هناك تحسن خلال شهر إلى 6 أشهر"، مضيفًا أن "هذه الحالة لم أقابلها يوما سوى مرة واحدة حدثت مع طبيب صديق لي" .

ويتابع أستاذ العمود الفقري، أنه جرى تشكيل لجنة ثلاثية من مديرية الصحة بكفر الشيخ، لإعداد تقرير بحالة المريض، نافياً أن يكون حدث خطأ طبي منه أثناء إجراء الجراحة.

{long_qoute_3}

وحصلت "الوطن"، على نسخة من تقرير اللجنة الثلاثية التي شكلتها مديرية الصحة بكفر الشيخ لتوقيع الكشف الطبي على المريض وبيان ما إذا كان هناك خطأ طبى أم لا، ، حيث ضمت اللجنة كل من الاستاذ الدكتور ماجد الحايس، رئيس قسم التخدير بمستشفى كفر الشيخ العام، والدكتور سامح موسى، رئيس قسم العظام، الدكتور محمد عبد الخالق، أخصائيي المخ والأعصاب، وانتهى التقرير إلى أن المريض أجرى جراحة الانزلاق الغضروفي وجرى عمل الفحوصات اللازمة والإشعات وكتابة العلاج والأدوية له، كما تبين أن حدوث المضاعفات في حالته نادرة الحدوث، وتكون بسبب انخفاض حاد بالدورة الدموية للمخ أو نقص الأكسجين بالدم أو زيادة الضغط داخل تجاويف الجمجمة نتيجة لتشنج بالشريان المغذى لمركز الإبصار بالمخ.