«وابور الجاز» أصبح أنتيكة

11:24 م | الثلاثاء 04 سبتمبر 2018

وسط محال تجارية بشارع سيدى عماد، بمنطقة اللبان، وبجوار منزل «ريا وسكينة» الشهير، لفت محل صغير يخيم عليه ظلام «الهباب» أنظار المتجولين فى الشارع، داخله رجل مسن يمسك ماكينة لحام يدوية وأمامه شعلة نار ملتهبة، وبنك خشبى، يعلوه «وابور جاز» نحاس لاستكمال لحام الجزء المستهلَك بالقصدير، كما أن المحل ملىء بقطع الغيار القديمة، ليتبين أنه أقدم ورشة لتصليح بوابير الجاز فى الإسكندرية.

«وابور الجاز أصبح نادراً، فمهنة تصنيعه انقرضت منذ 15 سنة تقريباً لأن مفيش حد بقى يستخدمه زى زمان، بعدما كان وجوده أساسى فى كل منزل لطهى الطعام وتسخين المياه لمختلف الأغراض، لكن التكنولوجيا الحديثة قضت عليه»، هذا ما قاله الحاج على حسن على، وشهرته أبوتامر، 69 سنة، صاحب إحدى ورش صناعة البوابير، الذى توارث المهنة من والده منذ 45 عاماً.

وأضاف أن الورشة تم افتتاحها لصناعة وابور الجاز عام 1930، وهى من أقدم الورش بالإسكندرية، موضحاً أن الوابور كان شيئاً أساسياً فى العصور السابقة، وكان يتم تصليحه بـ«قرش وصاغ ونصف فرانك»، مشيراً إلى أن أكبر مبلغ حصل عليه لتصليح الوابور لا يتجاوز الـ10 جنيهات، والتكنولوجيا الحديثة جاءت بالبوتاجاز ليقضى على الوابور. وأكد «أبوتامر» أنه ما زال متمسكاً بالمهنة رغم انقراضها: «قول للزمان ارجع يا زمان، لسه فيه ناس بتستخدمه، ولكن قليل، كل 3 شهور لما نشوف زبون مقبل لتصليح الوابور»، موضحاً أن «وابور الجاز كان يوجد فى المنازل القديمة بدل الواحد 2، وكان من أساسيات تجهيزات جهاز العروسة الوابور، النهارده مابقاش فيه الكلام ده، والأجيال الجديدة مش هتعرف تولعه»، مؤكداً أن «سعر الجاز غالى ووصل إلى 10 جنيه، واللى متوفر فى السوق السولار بـ5 جنيه وبيهبب الحوائط».

وأوضح «أبوتامر» أن توافر الوابور زمان فى المنازل كان بسبب انخفاض سعره باعتباره الأداة الوحيدة المستخدمة فى الطهى والتسخين، مؤكداً أن تكلفة بيعه لم تكن تتعدى 2 جنيه، سنة 1980، موضحاً أن الوابور كان يتم وضع ختم دائرى بأسفله به تكلفة بيعه للمستهلك، مشيراً إلى أن سعر الوابور فى التسعينات ارتفع إلى 80 جنيهاً والمستعمل كان يُباع بـ40 جنيهاً، وما زال يباع فى معارض الأدوات المنزلية ويستخدم للديكور فقط، ويتم تصنيعه من النحاس الخفيف، وتكلفته تتراوح بين 200 و300 جنيه.