أمراض نفسية وعضوية بسبب «ظروف المكان»

أمراض نفسية وعضوية بسبب «ظروف المكان»
- أمراض عضوية
- أمراض نفسية
- استشارى الطب النفسى
- الشركات الخاصة
- الصحة النفسية
- الضغط النفسى
- بشكل جيد
- بيئة عمل
- تنمية مهارات
- أمراض عضوية
- أمراض نفسية
- استشارى الطب النفسى
- الشركات الخاصة
- الصحة النفسية
- الضغط النفسى
- بشكل جيد
- بيئة عمل
- تنمية مهارات
كل ما يعرفه عن العمل أنه ذلك المكان الذى يقضى فيه كثيراً من الوقت، لتنفيذ بعض المهام، ليتلقى راتباً فى نهاية الشهر، ويخوض وسط تلك الأعمال كثيراً من الصعاب، تبدأ من أحاديث الزملاء عنه فى غيابه، ودخوله فى معارك لنفى بعض التهم المنسوبة له، مروراً بساعات المواصلات الصباحية التى تستنزفه، وصولاً إلى جلوسه فى مكان غير معد بشكل جيد. أمور من شأنها ضعف الإنتاج وقلة جودة العمل الذى يقوم به محمد هانى، بحسب بعض الأطباء النفسيين، الذين يعتبرون أن بيئة العمل لا تقل أهمية عن العامل نفسه، فهى إما تدفعه للتطوير والإبداع أو العكس من ذلك تماماً.
«محمد» يعمل محاسباً بإحدى الشركات الخاصة، يبدأ يومه بالتحرك من المنزل إلى جهة العمل فى ظل زحام يومى، ينهكه الأمر ويسلبه بعض طاقته، فإذا ما وصل إلى محل عمله، دخل فى عشرات المجادلات والأحاديث المختلفة مضطراً، يرى أن بيئة عمله تحرمه من تنفيذ مهامه بأفضل شكل: «لازم المكان يكون مريّحنى، أكون فى مكتب وليّا لاب توب خاص، ومفيش دوشة ولا كلام كتير ملوش لازمة»، قالها محمد الأربعينى الذى يعمل فى ذلك المكان منذ سنوات.
«محمد» نموذج للموظف المغلوب على أمره، بحسب وصف جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، الذى يرى أن بيئة العمل فى مصر تحتاج إلى تغيير كبير: «فيه هرم ضروريات تخص بيئة العمل، على رأسها توفير مكتب وأدوات عمل مناسبة، ومواصلات للعاملين فى أماكن بعيدة، وأجهزة تعمل بكفاءة متميزة، وسكن للمغتربين، وراتب يوازى قيمة المجهود». ويعتبر الرجل أن الإخلال بأى من تلك العناصر لن يقود إلا لأمراض نفسية تصيب الموظف، وقد تتحول إلى عضوية: «الضغط النفسى بيتحول فى النهاية إلى أمراض عضوية، وقد يصل الأمر إلى ضغط وسكر ومشاكل فى المعدة، واضطرابات فى النوم، والموضوع بيبقى مجرد أكل عيش وخلاص ومفيش إبداع».
{long_qoute_1}
ساعات العمل، ومحاولة الفصل بين الموظف وحياته الشخصية، أمور يعتبرها استشارى الصحة النفسية من الأمور المهمة فى بيئة العمل، ويرى الرجل أن البيئة السليمة هى التى تحدد ما إذا كان العمل داخلها سيقود إلى الإبداع من عدمه، ومحاولات التطوير فى العمل من الروتين: «البيئة غير السليمة لن تخلق سوى توتر وقلق وخوف دائم، وده من شأنه إن الشخص ميهتمش بتطوير نفسه ولا تنمية مهاراته، قد ما هيهتم بأن يومه يخلص وبدون مشاكل». وأكثر ما قد تؤثر فيه بيئة العمل غير الصحية يبدو جلياً فى الأماكن المتعلقة بخدمة المواطنين: «هو بيبقى شغال ومش طايق نفسه وبيمر بمشاكل، ومطلوب منه يساعد المواطنين ويقدم خدمات ليهم، فلو محققش لنفسه أقل قدر من السعادة مش هيقدر يقدم لغيره حاجة».