«الشهر العقارى».. حشود بشرية على السلالم وفى الغرف: العذاب ألوان

كتب: محمد عبداللطيف الصغير ومحمد بخات

«الشهر العقارى».. حشود بشرية على السلالم وفى الغرف: العذاب ألوان

«الشهر العقارى».. حشود بشرية على السلالم وفى الغرف: العذاب ألوان

«الشهر العقارى أصعب مصلحة حكومية نتعامل معها»، هكذا لخص أبناء مدينة الأقصر معاناتهم فى التعامل مع مكتب الشهر العقارى، الذى تم إنشاؤه قبل عدة عقود، أسفل مبنى مجمع المحاكم بالمدينة، من أجل إنهاء إجراءات توثيق عقود بيع وشراء وتأجير عقاراتهم أو ممتلكاتهم، أو غيرها من الإجراءات، عبارة عن شقة صغيرة لا تتجاوز مساحتها 60 متراً، تضم مكاتب أكثر من 20 موظفاً، يقصدها ما يقرب من 1500 مواطن يومياً، على فترتين صباحية ومسائية، وعادةً ما يستغرق الإجراء الذى يتطلب دقائق معدودة، عدة ساعات، بسبب الزحام الشديد داخل المكتب.

«محمد العشماوى»، محامٍ من أبناء الأقصر، أكد لـ«الوطن» أن الزحام داخل مكتب الشهر العقارى مشهد معتاد طوال أيام السنة، ويبلغ ذروته فى بعض المناسبات، مثل توكيلات الانتخابات، ومما يزيد من معاناة المترددين على المكتب قلة عدد الموظفين، وعدم الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة فى إنهاء أعمال المواطنين، وأضاف أن هناك العديد من المصالح الحكومية ضاقت بمئات الموظفين، الذين لا يجدون أى أعمال يقومون بها، فى حين أن مصالح أخرى مثل الشهر العقارى والسجل المدنى، تتمثل مشكلتها الحقيقية فى عدم وجود عدد كافٍ من الموظفين، وفى حالة غياب أحد الموظفين، أو حدوث أى طارئ، تتعطل مصالح مئات المواطنين، بسبب عدم وجود بديل له. واقترح «العشماوى» انتداب موظفين من المصالح التى لديها وفرة فى الموظفين، للعمل بالشهر العقارى والسجل المدنى، والاهتمام بتدريب وتأهيل هؤلاء الموظفين، من خلال دورات الكمبيوتر، وكذلك تشديد الرقابة من المسئولين على هذه المصالح والمؤسسات الحكومية الخدمية، وتخصيص مكتب أو صندوق لتلقى شكاوى واقتراحات المواطنين، بما يضمن سرعة التعامل مع تلك الشكاوى التى قد تتطلب يوماً أو يومين أو أكثر من ذلك للانتهاء منها، مشيراً إلى أنه أثناء وجوده بالمملكة العربية السعودية، حيث كان يعمل هناك، كان ينتهى من إجراءات التوثيق خلال أقل من ساعة، بينما قالت «فاطمة محمود»، موظفة: «عندما أردت توثيق قطعة أرض، اضطررت للذهاب إلى مكتب الشهر العقارى لـ3 أيام متتالية، نظراً لأن الأمور معقدة، وكل موظف يرسلنى إلى زميله الآخر، لمعرفة الإجراءات المتبعة»، مشيرةً إلى أن الحل الوحيد لهذه المشكلة توفير أكبر عدد من الموظفين، وقبل ذلك نقل مقر المكتب إلى مبنى أكبر، يتسع لعدد المواطنين الذين يتعاملون مع الشهر العقارى يومياً. أما فى محافظة مطروح، فلا يوجد بها سوى مكتب وحيد للشهر العقارى بمنطقة «الكيلو 4»، فى حى «الزهور»، بمدينة مرسى مطروح، وهو عبارة عن شقة فى الدور الرابع لمبنى قديم يعانى الإهمال وعدم التطوير منذ سنوات، ويتجرع المواطنون ألواناً من العذاب عند محاولتهم الحصول على خدمات التوثيق من المكتب، نظراً لبعده عن المدينة، الأمر الذى ينعكس أيضاً على موظفى المكتب، الذين يعانون أيضاً من الذهاب إلى مقر عملهم يومياً.

{long_qoute_1}

«أشرف عيد»، من أهالى مطروح، قال لـ«الوطن» إن مكتب الشهر العقارى يوجد فى الدور الرابع بإحدى عمارات المساكن الشعبية بمنطقة «الكيلو 4»، وهو المكتب الوحيد الذى يتم فيه توثيق عقود بيع السيارات وعقود الأراضى، ويضطر كل أبناء مدينة مرسى مطروح ممن يرغبون فى توثيق عقودهم، أو أى معاملة أخرى من إجراءات الشهر العقارى، إلى الذهاب إليه، رغم بعده عن وسط المدينة، مؤكداً عدم وجود أى وسائل راحة للمواطنين داخل المكتب، الذى يشهد زحاماً طوال أيام العام، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من المترددين على المكتب يضطرون إلى الانتظار لساعات طويلة على الرصيف فى الشارع، أسفل العقار، وسط درجات حرارة مرتفعة، كما لا توجد دورات مياه للمواطنين، الذين قد يضطرون إلى الانتظار طويلاً لحين الانتهاء من الإجراءات، خاصةً أن هناك وقتاً لراحة الموظفين فى منتصف اليوم، ومن الصعب على المواطنين الذهاب للمدينة والعودة فى الفترة المسائية، مما يضطرهم إلى الانتظار فى الشارع، وطالب ببناء مظلات لانتظار المترددين على مكتب الشهر العقارى، وتخصيص حمامات لهم.

«مكان غير صالح للاستخدام الآدمى»، بهذه الكلمات عبر «محمد زايد الملاح»، من أهالى مطروح لـ«الوطن»، عن حال مكتب الشهر العقارى فى «الكيلو 4»، وقال إن المكتب يتحمل 90% من خدمات المواطنين بمطروح. أحد الموظفين بمكتب الشهر العقارى، طلب عدم ذكر اسمه، تحدث لـ«الوطن» قائلاً: «المكتب ينقصه بعض المتطلبات من أجل توفير سبل الراحة والتسهيل على المواطن، لتحسين مستوى الخدمة، فهو غير لائق بكيان الشهر العقارى.


مواضيع متعلقة