أمراض الأحبال الصوتية: الأسباب.. الأعراض.. طرق العلاج

كتب: عمرو البدراوى

أمراض الأحبال الصوتية: الأسباب.. الأعراض.. طرق العلاج

أمراض الأحبال الصوتية: الأسباب.. الأعراض.. طرق العلاج

توجد الأحبال الصوتية بجانب بعضها فى حنجرة الصوت. ويحدث الصوت نتيجة مرور الهواء خارجا من القصبة الهوائية من خلال الأوتار الصوتية وهى فى حالة إغلاق؛ حيث إن مرور الهواء يؤدى إلى تذبذب فى الأوتار الصوتية، ما يؤدى إلى صدور الصوت. باختصار فإن الأحبال الصوتية فى حركة دائمة: مغلقة أثناء الكلام ومفتوحة أثناء التنفس. وأى اضطراب فى حركة الأحبال الصوتية يؤدى إلى خلل فى وظيفتها. وظيفة الأحبال الصوتية: 1- الكلام: يصدر الصوت من خلال مرور الهواء عبر الأحبال الصوتية وتذبذبها وهى فى حالة الانغلاق. 2- البلع: من الضرورى أثناء البلع والأكل بقاء الأحبال الصوتية فى حالة الانغلاق.. الهدف هو حماية المجرى التنفسى من دخول الأكل والسوائل إليه. 3- التنفس: من الضرورى أثناء التنفس بقاء الأحبال الصوتية مفتوحة لمرور الهواء. أعراض أمراض الأحبال الصوتية: 1- بحة أو تغير أو فقدان الصوت: بسبب عدم انغلاق الأحبال بالكامل أثناء الكلام. 2- صعوبة فى التنفس: بسبب عدم فتح الأحبال الصوتية أثناء التنفس. 3- مشاكل فى البلع: بسبب بقاء الأحبال مفتوحة أثناء الأكل، ما يؤدى إلى تسرب الطعام والسوائل إلى مجرى التنفس. التشخيص: من الضرورى مراجعة طبيب الحنجرة عند حدوث أى تغيير فى الصوت لمدة أكثر من أسبوعين. يتم التشخيص عادة فى عيادة طبيب الأنف والأذن والحنجرة؛ حيث يتم عمل تقييم للأحبال الصوتية بواسطة منظار خاص لحنجرة الصوت وتقييم المناطق المحيطة بها. يتم أيضا عمل فحوصات أخرى بناء على وضع الخلل فى الأحبال الصوتية كفحص الجهاز العصبى والرقبة والرئة.[SecondImage] يمكن أيضا تسجيل وتصوير حركة الأحبال وذبذبتها بواسطة جهاز خاص لتحديد الخلل الصوتى. فى حالة شلل الأحبال يتم عمل صورة ملونة للبلع لتقييم عمل الأوتار أثناء البلع. فى حالة الأورام يتم طلب صورة مقطعية لحنجرة الصوت لتحديد مدى الانتشار ومرحلته. أسباب أمراض الأحبال الصوتية وعلاجها: 1- التهاب الأحبال الصوتية الحاد: عادة يكون بسبب التهاب فيروسى أو نوع من الأنفلونزا يصيب الحنجرة ويؤدى إلى تضخم فى الأحبال الصوتية وضعف الصوت. فى بعض الحالات ينتشر الالتهاب إلى القصبات الهوائية مسببا التهاب القصبات. فى حالة الانتفاخ الشديد للأوتار يفقد المريض صوته كليا.. يستمر الالتهاب عادة من 1 إلى 3 أسابيع ويحتاج إلى علاج تحفظى فقط. 2- احتقان الأحبال الصوتية المزمن: هذا يؤدى إلى تضخم فى الأحبال الصوتية وخلل صوتى، يحدث لعدة أسباب، من أهمها: (أ) التدخين المزمن: يؤدى الدخان إلى تلف شعيرات الخلايا الدقيقة وكذلك تغيير فى مكونات الخلايا على الأحبال الصوتية ويحولها إلى خلايا غير طبيعية، ما يؤدى إلى احمرار وتغيرات على الأحبال. فى الحالات المتقدمة تتشكل خلايا ورمية وتحدث كتلا خبيثة فى حنجرة الصوت. العلاج يكمن فى إيقاف التدخين مباشرة وأخذ عينات أو إزالة الكتل المشتبه بها من الأحبال الصوتية لمعرفة نوع التغيرات فى الخلايا الموجودة. (ب) الارتداد المعدى: يحدث بسبب ارتداد الأحماض المعدية إلى حنجرة الصوت، خاصة فى حالة النوم أو الاستلقاء. السبب هو ضعف عضلات الحجاب الحاجز التى عادة تمنع رجوع الأحماض من المعدة إلى حنجرة الصوت. يشكو المريض من سعال مزمن واحتقان فى الحلق. هذه المواد الحامضة تؤدى إلى تغيرات مزمنة فى حنجرة الصوت. يتم علاج الارتداد عادة بأدوية معينة لعدة أسابيع وفى أغلب الأحيان يتوقف الارتداد ويتحسن الصوت. إذا لم يتوقف الارتداد فينصح باستشارة اختصاصى الجهاز الهضمى لاستكمال الفحوصات والعلاج. (ج) الكحول والملوثات البيئية: كغبار الفوسفات والأسمنت والأسمدة الكيماوية. 3- حبيبات الأحبال الصوتية: تظهر عادة على جانبى الأوتار الصوتية وتسبب بحة بالصوت.. السبب هو كثرة استعمال الصوت أو الصراخ المستمر، خاصة عند المطربين. العلاج هو تخفيف استعمال الصوت وتمارين صوتية معينة وعادة تختفى بهذا العلاج خلال 6-12 أسبوعا. 4- كتل الأحبال الصوتية: تحدث أيضا بسبب كثرة استعمال الصوت. تكون فى وتر واحد وحجمها أكبر من الحبيبات. أيضا تختفى فى بعض الأحيان بالعلاج وتخفيف استعمال الصوت والتمارين خلال أسابيع، لكن أغلب الأحيان تحتاج أن تزال عن طريق المنظار تحت البنج العام. 5- شلل الحبل الصوتى: إن ضعف حركة أحد الأحبال الصوتية أو أكثر يؤدى إلى اضطراب فى الصوت. إن العصب الدماغى العاشر هو الذى يغذى الوتر الصوتى، وإذا أصيب العصب فإن حركة الحبل الصوتى ستتأثر. أسباب إصابة هذا العصب: نتيجة العمليات الجراحية، خاصة عملية الغدة الدرقية. كذلك الأمراض العصبية والالتهابات الفيروسية والإصابات والضربات على الرقبة، خاصة الحوادث. إصابة عصب واحد تؤدى إلى بحة فى الصوت ومشاكل فى البلع، لكن مع الزمن يقوم الوتر الآخر بالتعويض لتخفيف بحة الصوت، ويعود البلع إلى طبيعته. أما فى حالة إصابة كل الأحبال فإن الأعراض تعتمد كون وترى الصوت إما فى حالة انغلاق (ما يسبب الاختناق، وفى هذه الحالة يكون الصوت طبيعيا) وإما أن يكونا فى حالة انفتاح (وهذا يسبب فقدان الصوت ودخول الطعام إلى الرئتين بدلا من المرىء، ما يسبب التهابات رئوية). العلاج: فى حالة إصابة حبل واحد فيُنصح بعدم إجراء أى تدخل جراحى قبل مرور سنة؛ حيث يحتمل حدوث الشفاء خلال 12 شهرا. فى حالة إصابة كلا الوترين، فالعلاج يعتمد على كون الأحبال فى وضع الإغلاق أو الفتح. فى حالة الوضع الانغلاقى فإنه يُنصح بإزالة جزء من أحد الأحبال الصوتية أو عمل فتحة بالقصبة الهوائية. أما فى حالة الانفتاح فينصح بتقريب أحد الأحبال عن طريق حقن مادة معينة بجانب الوتر الصوتى للمساعدة على إغلاقه. 6- أورام الأحبال الصوتية: تحدث عادة عند الذين يتعرضون للملوثات البيئية، وبالذات المدخنون بشكل مزمن. يكون الورم سرطانيا عادة على الحبل الصوتى. هذا الورم ينمو ببطء على مدى سنوات. يصيب عادة الرجال أكثر من النساء. يكون عمر المريض عادة بين 40 و65 سنة. تكون الأعراض بحة فى الصوت وفى الحالات المتقدمة المهملة تحدث صعوبة فى التنفس. عادة يجب أخذ عينات من الورم ومن ثم يبدأ العلاج. فى المراحل المبكرة والمتوسطة فإن العلاج يكون إما جراحيا وإما بالأشعة العلاجية، وكلاهما يعطى نسبة شفاء تام بين 75 و95%. أما فى الحالات المتقدمة فإن العلاج يكون جراحيا، بالإضافة إلى الأشعة العلاجية وتتراوح نسبة الشفاء بين 50% و75%.