روض الفرج: بنشحت الأكل والشرب واللبس.. و«النومة»

روض الفرج: بنشحت الأكل والشرب واللبس.. و«النومة»
- الطبل البلدى
- انهيار منزل
- زوجة اب
- عيد الأضحى
- مدار س
- أربعة
- أرض
- أرو
- الطبل البلدى
- انهيار منزل
- زوجة اب
- عيد الأضحى
- مدار س
- أربعة
- أرض
- أرو
{long_qoute_1}
فى الأول من أغسطس الماضى، زحام شديد اجتاح الشارع الضيق، تجمهر الناس أمام العقار الذى تصدعت جوانبه، محاولين إنقاذ أصحابه وتحريرهم عن طريق إنزالهم إلى الشارع من الشرفة بواسطة سلم خشبى بعدما انهار سلم المنزل أولاً، أسرتان مكونتان من سبعة أفراد، تهدم المنزل ذو الطوابق الأربعة فوق رؤوسهم، لم يسعهم إنقاذ شىء آخر سوى أرواحهم، انهيار المنزل حدث تزامناً مع محاولة هدم منزل مجاور، «رفقة ناشد»، صاحبة المنزل المنهار فى شارع ابن قرانى روض الفرج، خاطبت مراراً المسئول عن الهدم، طالبة منه الحرص: «المفروض بيعملوا أعمدة تسند البيوت، ومحارة للحائط المجاور للبيت المنهار، لكن قلة الضمير خلتهم يتجاهلوا فالبيت وقع»، لم ترغب «رفقة» فى الكثير، فقط تحذير مسبق لتأخذ احتياطات الأمن والسلامة: «ماكنتش عايزة أكتر من إنه يقولنا يا جماعة بيتكم ضعيف وهيقع، كنت أخدت حاجتى وعزالى ودهبى وفلوسى ومشيت، بدل ما كله راح تحت الأنقاض».
مكثت «رفقة» بأسرتها المكونة من أربعة أفراد عند جارتها صاحبة المنزل المواجه لمنزلها: «17 يوم قاعدة عند أم عماد، بنشحت الهدوم والأكل وكل حاجة بعد ما كنا عايشين فى مستوى كويس، طول النهار فى الشارع بنحاول نطلع أى حاجة من ركام البيت، وندخل عندها على النوم»، مرت الأيام ببطء شديد تعكس كل عذابات التشرد وفقدان المأوى: «من الصدمة جوزى، 64 سنة، كان بيمشى يعيط فى الشارع، وأنا دلوقتى بتعالج نفسياً»، افترشت الأسرة الشارع آملة فى إخراج أى شىء من بين الأنقاض، لكن لحظها السيئ عندما انهار منزلها تهاوى كل شىء على قطعة الأرض المجاورة التى يحيطها سور، ورفض المقاول أن ينبش الحفار فيها لانتشال المتاع المتبقى، لأن ذلك يعتبر تعدياً على أملاك الغير. شعورها بالخجل من طول مكوثها لدى جارتها جعلها تلجأ أحياناً وأولادها لإحدى صاحباتها على أن يبيت زوجها لدى أحد أصدقائه، واستقر بهم المطاف فى النهاية فى منزل شقيقة زوجها فى شقة أعدتها لتزويج ابن الأخيرة: «اتفقنا معاهم نقعد عندهم 6 شهور، لحد ما نظبط أمورنا وفعلاً مش عارفين هنعمل إيه ولا نروح فين بعدها».
تعانى أسرتها من قلة المرافق فى مسكنهم المؤقت: «الشقة فى الدور العاشر، والكهرباء معظم الوقت قاطعة، ونتحمل عدم توافر المياه»، حياتها أصبحت بدائية بعدما فقدت كل أجهزتها الكهربائية تحت الأنقاض: «جيرانى بيجيبوا لى حتة تلجة نحطها فى حلة على شوية ميه ونشرب»، لم تتلق أسرتها أى تعويضات مادية سوى مائة جنيه لمرة واحدة فقط: «قالوا هتاخدوا 5 آلاف جنيه تعويض ما شفناش حاجة، ونفسنا فى شقة تلمنا، قالوا هنديكم وحدة فى الأسمرات خلال أسبوع وآدينا لحد دلوقتى متبهدلين».