طالبو اللجوء: عطف المصريين يهوّن علينا تجاهل «مفوضية اللاجئين»

كتب: أحمد العميد

طالبو اللجوء: عطف المصريين يهوّن علينا تجاهل «مفوضية اللاجئين»

طالبو اللجوء: عطف المصريين يهوّن علينا تجاهل «مفوضية اللاجئين»

«مصر مو بها توطين، ومن المفترض إن المفوضية تطلعنا على بلد أخرى، وأيضاًَ المفروض أنها تعطينى راتب لحين توطينى فى دولة أخرى، ورغم إن زوجتى مريضة وتحتاج عملية جراحية، إلا أن الكاريتاس، المؤسسة الطبية التابعة للمفوضية، لا تمنحنى هذا الحق».

بهذه الكلمات بدأ على عبدالكريم موسى، 20 عاماً، عامل فى أحد محال بيع هواتف المحمول بـ6 أكتوبر، حديثه لـ«الوطن» مشيراًَ إلى أنه رفع شكوى فى مكتب الأمم المتحدة بالقاهرة وحددوا له مقابلة ولم يسفر اللقاء عن أى تقدم، موضحاً أن استخراج الإقامة للاجئين لا بد أن يكون من خلال المفوضية، إلا أنها فى مصر لا تقوم بدورها، وأنه يذهب إلى مجمع التحرير مبكراً حتى يحصل على مكان فى طابور انتظار طويل.

ويضيف «موسى»: «أروح التحرير وأعانى من الانتظار، وفى الآخر يقول اللى جاى بفيزا سياحية ما يأخذ إقامة، ولما أروح الكاريتاس حتى أعمل عملية لزوجتى يقول لك ما عندى عمليات، أمال إيه لازمة المفوضيات، وليش إحنا الناس الوحيدين اللى نتأخر فى التوطين، أى جنسية سودانية أو سورية تأخذ توطين إنما ليش إحنا ما نأخذها بهذه السهولة؟!».

ويوضح «موسى»، الذى هرب إلى مصر 2015 بعد تهديدات تلقاها من تنظيم «داعش» وتفجير منزله فى منطقة الأنبار، أن زوجته تحتاج إلى عمليات جراحية، حيث تعانى من دهون على الكبد وحصوة فى المرارة، وأنها تحتاج إلى عملية ليست بالصعبة لكى يتم «المماطلة» فى إجرائها، حسب تعبيره، وأن مؤسسة «الكاريتاس» أبلغته أن يرسل بريداً إلكترونياً إلى مكتب منظمة إنقاذ الطفولة التابعة للأمم المتحدة بالقاهرة، بدعوى أنها المسئولة عن العمليات الجراحية، وأنه ذهب إلى المكتب ولكنهم أبلغوه بالتوجه إلى مكتب الأمم المتحدة.

ويعلق الرجل على ذلك قائلاً: «يفضلوا ينقلوك من مكان لمكان والكل يتهرب من عمله ومسئوليته، وحتى أولادى التوأم ما اتمكنت من إلحاقهم بالمدارس الحكومية المصرية لأنه لا يحق لهم الالتحاق بهذه المدارس الحكومية مثل أبناء الجالية السورية أو السودانية، وراحت سنة على أولادى».

أما أنس قاسم فله قصة أخرى، فبعد أن سقطت العراق فى يد الأمريكيين عام 2003 قدمت الحكومة الجديدة التى تشكلت بعد الاحتلال ونقابة الصحفيين عدداً من الصحفيين، ليتم اعتمادهم كمراسلين لدى القوات الأمريكية، كان «قاسم» من بينهم، لكن النظرة إليهم من الميليشيات المسلحة وضعتهم فى موضع الجواسيس حتى أصبحوا مستهدفين ومهددين بالقتل والاختطاف، ولذلك اضطر هذا الرجل إلى ترك مدينته فى بغداد والتوجه إلى كردستان شمال العراق فى عام 2010، كما اضطر أن يغير مقر إقامته 6 مرات وسيارته 7 مرات، لكى يعود إلى بغداد فى 2015.

ونظراً لاستمرار التهديدات، قرر «أنس»، فى مطلع 2016، المجىء إلى مصر ليجعلها مقراً أخيراً له، حيث الأمن والأمان، وظلت مصر أمناً له وأماناً نحو عامين ونصف، منتظراً فيها مفوضية الأمم المتحدة لتوطينه فى دولة أخرى، وها هو ينتظر «الفرج» حسب تعبيره.

ويتابع الرجل أن «الحب والأمان اللى لقيتهم من المصريين حكومة وشعباً بيهوّنوا علينا العذاب اللى احنا فيه، حتى لما أركب تاكسى ويعرف سائقه إنى عراقى لا يأخذ منى الأجرة».

هكذا يوضح «قاسم» كيف يعيش حياته فى مصر مطمئناً، وهو الأمر الذى دفعه إلى أن يجلب زوجته وأطفاله الثلاثة للعيش معه فى القاهرة، ومن ثم قام بإلحاقهم بالمدارس المصرية الخاصة ليحصل على إقامة من خلال أولاده، مشيراً إلى أنه عانى كثيراً بسبب تقاعس مفوضية الأمم المتحدة بمكاتبها فى مصر عن تلبية احتياجاته والإسراع فى توطينه، وأنه يعانى من مرض فى القلب، وتتقاعس المفوضية أيضاً عن علاجه، كما أنها لم توفر له أى راتب يؤمن له معيشة كريمة.

ويلفت «قاسم» إلى أنه يعتمد فى حياته على الراتب التقاعدى الذى ترسله له والدته من بغداد، وكذلك الذى ترسله له والدة زوجته، قائلاً: «الأمم المتحدة بتمومتنا بالبطىء، لأنها لم تحدد دولة أتوطن فيها، وأعيش حالياً من خلال معاش والدتى ووالدة زوجتى، حيث يرسلون معاشهم بالتبادل، ويعادل 3 أو 4 آلاف جنيه، أصرف نصفهم على العلاج والإيجار وبقية احتياجات الأسرة، والراجل صاحب البيت ما زوّد عليا الـ10% إيجار لأنه عارف ظروفى، ربنا يبارك له، مصرى أصيل، وحب الشعب المصرى فضل من الله علينا».

اقرأ أيضًا:

العراقيون فى مصر «النيل بطعم الفرات»

الجامعات المصرية.. وجهة العراقيين للدراسة والإقامة وارتداء «الروب والقبعة».. وأشياء أخرى

رجل أعمال عراقى: مصر تشبه أمريكا فى الفرص.. ومناخ الاستثمار أفضل من الخليج

«الموصلى».. شاعر عراقى يكتب 40 قصيدة «فى حب مصر»

«الكباب العراقى» من الفلوجة إلى 6 أكتوبر.. «أكلة الألف سنة» باقية

سر صنعة الخبز العراقى.. الرمى بـ«الطبقية» واللقط بـ«الماشة»

«فتحية»: اخترت مصر لأنها «أم الدنيا»

رئيس الجالية: العراقيون والمصريون أكثر شعبين متجانسين

«زعيم» أقدم أبناء الجالية شارك فى «المقاومة الشعبية» سنة 67.. وحصل على الجنسية بأمر «السادات»


مواضيع متعلقة