الضربات الاقتصادية تدفع البرلمان الإيراني لتقديم "روحاني" كبش فداء

كتب: نادية الدكرورى

الضربات الاقتصادية تدفع البرلمان الإيراني لتقديم "روحاني" كبش فداء

الضربات الاقتصادية تدفع البرلمان الإيراني لتقديم "روحاني" كبش فداء

محاولاً الدفاع عن نفسه بعد أن استند للحائط على غير عادة الاحتماء بالمرشد الأعلى، على خامنئي، ليرفع الرئيس الإيراني، على روحاني، درعه الواقي في مواجهة أول استدعاء له بمجلس الشورى الإيراني بعد تنامي المشكلات الاقتصادية على إثر العقوبات الأمريكية الأخيرة، تلقى خلاله تهديدات بسحب الثقة، ومخاوف من اغتياله أعرب عنها "روحاني" بقوله: "إذا ما تعرضت للتهديد بالاغتيال، فلا مشكلة.. لا أعتقد أن هذه مسألة كبيرة.. نعرف جميعا أن حلمنا هو الاستشهاد في سبيل الله".

"المواطنون فقدوا إيمانهم بالجمهورية الإسلامية"، و"التظاهرات شجعت على الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي"، هكذا حاول "روحاني" تجنب تقديمه كبش فداء فشل إيران في مواجهة العقوبات، مثلما حدث مع أول رئيس جمهورية للنظام الديني في غيران، أبو الحسن بني صدر، منذ أربعة عقود، الذي هرب لاجئاً لفرنسا بعد سحب الثقة منه.

اقرأ أيضاً:هل تعلق "العدل الدولية" العقوبات الأمريكية ضد إيران؟

وهي المرة الثانية في تاريخ البرلمان الإيراني التي يأمر فيها رئيساً للمثول أمامه للاستجواب، مثلما حدث مع الرئيس السابق أحمدي نجاد عام 2011 بعد ضعف إدارته للاقتصاد، إلا أن "نجاد" نجح فيما أخفق فيه "روحاني" من إقناع البرلمان بإجابته.

وأقر "روحاني" بقلق داخلي من تفاقم البطالة وأوضاع البنوك وظاهرة التهريب والركود الاقتصادي وارتفاع سعر العملة، مشدداً على أنها باتت حديث الساعة في الشارع الإيراني.

وفي محاولة لنقل الكرة في الملعب الخارجي قال: "نحن لن نسمح بنجاح المؤامرات الأمريكية، على الشعب الوثوق من ذلك"، فيما انعكس الخلاف بين الرئيس الإيراني والبرلمان سريعاً على تراجع سعر صرف الريال الإيراني بعد ساعات من جلسة المساءلة.

اقرأ أيضاً: ألمانيا تحذر: العقوبات الأمريكية على إيران قد تؤدي للفوضى والتطرف

"من المحتمل أن يحدث ذلك"، قال الدكتور، يوسي ميكلبيرج، رئيس قسم العلاقات الدولية بجامعة ريجنت في لندن، في إشارة لإمكانية سحب الثقة من "روحاني" في ظل استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية الإيرانية بفعل العقوبات الأمريكية، لافتاً لـ"الوطن" أنه يجب أن يدفع شخص ما ثمن هذا التدهور الاقتصادي وانتشار الفساد، ما يزيد توتر المشهد السياسي الإيراني.

وأضاف "يوسي" أن النفوذ الإيراني بمنطقة الشرق الأوسط يتمدد بشكل مستمر، خصوصاً في سوريا، وإيران، وغزة، في محاولة إيرانية لتغيير المنطقة وهو من التحديات الكبرى، التي من الممكن أن تساهم العقوبات الأمريكية في تقليصها مستبعداً نجاح المساعي الأوروبية في مساعدة الاقتصاد الإيراني، لأن الأخير يتطلب المزيد من الارتباط والشراكة مع الاقتصاد العالمي ليتعافى.

 قبل جلسة المساءلة بأيام، حجب البرلمان الإيراني الثقة عن وزير الاقتصاد والمالية، ووزير العمل والتعاون، والرفاع الاجتماعي، ما يزيد توقعات سحب الثقة من الرئيس الإيراني.

فيما شهدت البلاد تظاهرات وإضرابات واسعة خلال الأسابيع الأخيرة احتجاجا على ارتفاع الأسعار والبطالة وطريقة إدارة الاقتصاد وأظهرت أرقام نشرها البنك المركزي السبت الماضي ارتفاعا كبيرا في أسعار بعض السلع الأساسية مقارنة بالعام الماضي.

اقرأ أيضاً:

تفاصيل حزمة العقوبات الأمريكية الأولى على إيران

أزمة اقتصادية وغضب شعبي.. تداعيات العقوبات الأمريكية على إيران

إيران تستبق العقوبات الأمريكية بـ"قرار اقتصادي جديد"

 


مواضيع متعلقة