"العودة إلى الجذور".. 200 قبطي من قارات العالم يحققون حلم البابا

02:00 م | الثلاثاء 28 أغسطس 2018

على مدار عام، نظمت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فعاليات الملتقى العالمي الأول للشباب القبطي، الذي انطلق مساء السبت الماضي، بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، ويستمر حتى السبت المقبل، والذي يحمل شعار "العودة إلى الجذور"، وتستضيف فيه الكنيسة 200 شاب من أقباط المهجر في 30 دولة بقارات العالم الخمس.

ويهدف الملتقى، بحسب القس بولس حليم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة، إلى ربط الأجيال الجديدة من الأقباط الذين هاجرت أسرهم في الماضي، بجذورهم في مصر والكنيسة الأم، إذ يتضمن برنامج الملتقى زيارات للاماكن السياحية والدينية، ولقاءات مع عدد من المسؤولين.

والملتقى الذي نُظم على غرار مؤتمرات الشباب التي تنظمها رئاسة الجمهورية، أكد البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إنه كان حلمه منذ وصوله إلى الكرسي البابوي في 2012، والذي سعي لتنفيذه، مشيرًا في كلمته الافتتاحية للملتقى إلى أن الشباب هم مستقبل الكنيسة.

{long_qoute_1}

وتضمن الملتقى، تنظيم عدد من المحاضرات، كان أبرزها لرجل الأعمال نجيب ساويرس، الذي تحدث خلال فقرة عن "شخصيات عاشت ونجحت في مصر"، وكذلك الراهبة أنسطاسيا الحاصلة على الدكتوراه، ورائدة العمل المجتمعي الدكتورة ماجدة جبران الشهيرة بـ"ماما ماجي"، فضلًا عن عدد من كهنة الكنيسة، كما تم تنظيم 20 ورشة عمل لشباب الملتقى عبر مركز السفينة للإبداع التابع لكنيسة السيدة العذراء والقديس يوسف النجار بسموحة بالإسكندرية.

وعقب انتهاء فعاليات المحاضرات التي نظمت على مدار يومين بدير الأنبا بيشوي، توجه الشباب القبطي عقب ذلك إلى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية،و اصطحبهم البابا تواضروس، في جولة داخل الكاتدرائية وقدم لهم شرحًا سريعًا لمعالمها، مشيرًا إلى أعمال التجديد المعماري الجاري حاليًا بالمبنى الرئيسي لها والتي ستنتهي قريبًا ليتم افتتاحها في نوفمبر المقبل بمناسبة مرور 50 عامًا على تأسيسها، وحرص على التقاط الصور التذكارية مع الشباب.

وخلال تواجدهم بالكاتدرائية، زار الشباب مزاري القديس مارمرقس الرسول والقديس أثناسيوس الرسولي وكذلك الكنيسة البطرسية، قبل أن يتوجهوا إلى المركز الثقافي القبطي، وكان لهم لقاء آخر مع البابا بحضور وزراء الآثار خالد العناني، والشباب والرياضة أشرف صبحي، والسياحة رانيا المشاط، وعدد من أعضاء مجلس النواب وأساقفة الكنيسة.

والملتقى الذي ترعاه عدد من الشركات ورجال الأعمال الأقباط، طالب البابا الشباب بالافتخار بمصر التي وصفها بأنها "سيدة الحضارة" التي قدمتها للعالم، قائلا: "كل بلاد العالم في يد الله ولكن مصر في قلب الله"، فمصر هي التي احتضنت العائلة المقدسة ومصر التي تمتعت بالتاريخ الديني العظيم ومصر لها هذا العمق في الزمان وفى التاريخ وفي الجغرافيا ولها العمق في الحضارة ولذلك نحن نفتخر بها كثيرًا، في مصر بركة خاصة نسميها الأراضي المقدسة كمثل فلسطين التي ولد بها المسيح، مصر التي تهتم بالشباب، ونرى الحكومة هنا في مصر تهتم بالشباب كثيرًا، ربما لقائنا وهذا الملتقى هو صورة أيضًا من صور الاهتمام بالشباب بصفة عامة".

وحرصًا على ربطهم بجذورهم وتعريفهم بالحضارة المصرية، زار الشباب المشاركون في الملتقى المنطقة الأثرية بالجيزة، واستمتعوا بالتجول بين الأهرامات وأبو الهول، معربين عن انبهارهم بالأثرين الفرعونيين العريقين، وحرصوا على تكوين ألوان علم مصر (الأحمر والأبيض والأسود) في أثناء التقاط الصورة الجماعية لهم أمام الأهرامات، وذلك باستخدام أغطية الرأس الخاصة بكل منهم.

ومن المقرر أن يزور الشباب المشاركون، في السادسة من مساء اليوم الثلاثاء، دار الأوبرا المصرية، ليواصلوا باقي فعاليات الملتقى الذي وضعته لهم الكنيسة المصرية بالتعاون مع وزارة الهجرة.

وبالتزامن مع ذلك اختتمت الكنيسة، اليوم الثلاثاء، المؤتمر الثامن عشر، للشباب القبطي في أوروبا، والذي أقيم هذا العام في اليونان لأول مرة، شارك فيه عدد من أساقفة الكنيسة في الداخل والخارج، واستمر لمدة 5 أيام، وحمل عنوان "مفهوم الحرية".