معركة الإيرادات تشتعل ولا عزاء لـ«الفن السابع»

معركة الإيرادات تشتعل ولا عزاء لـ«الفن السابع»
- أعمال فنية
- أفلام السينما
- أفلام عيد الأضحى
- الإيرادات
- موسم عيد الأضحى
- تراب الماس
- الديزل
- البدلة
- الكويسين
- سوق الجمعة
- إيرادات أفلام العيد
- أعمال فنية
- أفلام السينما
- أفلام عيد الأضحى
- الإيرادات
- موسم عيد الأضحى
- تراب الماس
- الديزل
- البدلة
- الكويسين
- سوق الجمعة
- إيرادات أفلام العيد
حرب ساخنة وهمية تشتعل مع بداية كل موسم سينمائى، يسعى كل مشارك فيها لاقتناص لقب «الأعلى تحقيقاً للإيرادات» لفيلمه، وتصل تلك الصراعات إلى اشتباكات واتهامات متبادلة وتراشق بالألفاظ بين صنّاع الأفلام، الأمر الذى بات أقرب إلى هوس دائم يلازم مَن يظنون أن الأرباح هى المقياس الأبرز لنجاح وجودة أعمالهم، فى الوقت الذى تعانى فيه صناعة السينما من مشكلات كبرى، تتجلى فى المنافسة الهزيلة بين عدد ضئيل من الأفلام المطروحة فى مواسم سينمائية محدودة.
موسم عيد الفطر الماضى شهد كماً هائلاً من الإيرادات لم تحققه السينما المصرية منذ فترة طويلة، حيث استطاع «حرب كرموز»، للمخرج بيتر ميمى، أن يتصدر قائمة عائدات التذاكر، ليحقق إيرادات تجاوزت حاجز الـ51 مليون جنيه، بينما جاء فيلم «الخلية»، للمخرج طارق العريان كأعلى فيلم متربع على عرش الإيرادات لعام 2017، محققاً 56 مليون جنيه بفارق ضئيل عن «هروب اضطرارى» الذى جنى 55 مليون جنيه. وليست ظاهرة «الأعلى إيرادات» جديدة على الساحة السينمائية، حيث حقق فيلم «صعيدى فى الجامعة الأمريكية»، عند طرحه فى 1998، إيرادات بلغت 28 مليون جنيه، وكان رقماً ضخماً فى ذلك الوقت، وبالعودة إلى عام 1972، فقد ضرب فيلم «خلى بالك من زوزو» رقماً قياسياً لم يستطع فيلم مصرى كسره حتى الآن، حيث ظل يُعرض فى قاعات السينمات لمدة تجاوزت العام.
على الجانب الآخر، هناك أفلام مهمة ضمن قائمة أفضل 100 فيلم مصرى لم تحقق نجاحاً تجارياً عند طرحها، حيث لا يُعد شباك التذاكر مقياساً لنجاح الأفلام، ومن بين تلك الأعمال «الناصر صلاح الدين» إخراج يوسف شاهين، الذى كادت منتجته آسيا داغر أن تعلن إفلاسها بعد طرحه، حيث إنه لم يحقق إيرادات تُذكر حينها، الأمر نفسه ينطبق على فيلم «الحريف» الذى يُعد التعاون الوحيد بين المخرج محمد خان والفنان عادل إمام، إذ حصل الأخير عنه على عدد من الجوائز الفنية، ولكنه لم يحقق نجاحاً تجارياً، عكس الإيرادات الهائلة التى حصل عليها فيلم «الهلفوت» الذى عُرض فى العام نفسه، الأمر الذى يدفع لطرح تساؤل حول جدوى صراع الإيرادات وتأثيره على نمو وازدهار صناعة السينما.
{long_qoute_1}
المنتج محسن علم الدين يقول: «إن حجم إيرادات الأفلام السينمائية يؤثر على صناعة السينما بشكل عام، حيث إن المنتج يتحمس لإنتاج أفلام جديدة، ويخلق مناخاً من الانتعاش الفنى، وتطوراً ملحوظاً فى العملية الفنية برمتها».
وأكمل: «تحقيق الإيرادات العالية يعود إلى ذوق الجمهور وتحمسه لأعمال بعينها دون غيرها، سواء كانت كوميدية أو اجتماعية أو أكشن، لأن المتفرج واعٍ ولديه حس ثقافى عالٍ، ويستطيع التمييز بين عمل وآخر».
وأردف: «لا توجد آلية محددة للحصول على الأرقام الحقيقية، الإيرادات الحقيقية بحوزة ضريبة الملاهى، ولم ترسلها لغرفة صناعة السينما لإعلانها، وللأسف الغرفة مظلومة، ولا أحد يعلم الأرقام الصحيحة عند أى جهة، وهذا بالتأكيد يؤدى إلى حالة من التخبط والغموض بين صناع الأعمال، حيث يخرج كل شخص بإيرادات مختلفة عن الآخر، وبالتالى يصاب الجمهور بحالة من التخبط».
وأشاد «علم الدين» بمستوى صناعة السينما فى الأعوام الأخيرة، قائلاً: مؤشر الأفلام يتجه إلى الأعلى، وهذا كان واضحاً من خلال الأعمال السينمائية الأخيرة لكبار نجوم الفن. ولفت إلى أن معايير نجاح الأفلام هى حجم الإيرادات والجهة المنتجة والفريق المشارك، مضيفاً: «صناعة السينما تنتعش مع زيادة الأرقام».
وقال المنتج حسين القلا إن هناك عدداً من العوامل يحدد مدى نجاح الفيلم، من ضمنها الإيرادات التى يحققها، متابعاً: «هناك نجاح جماهيرى وآخر فنى، وهناك أفلام تنجح فى الجمع بينهما».
{long_qoute_2}
وأضاف: «عادة قياس نسبة الإيرادات وتصدُّر أفلام دون غيرها يتم بعد مرور 10 أيام على طرحها فى دور العرض، أو حتى بمجرد انتهاء موسم العيد، فهناك تغيرات تتم بين يوم وآخر، على سبيل المثال فيلم (تراب الماس) حقق إيرادات جيدة، وفى تقديرى هو من الأفلام التى سيستمر عرضها حتى بعد انتهاء الموسم الحالى، بخلاف أفلام أخرى مصنوعة فقط لجمهور العيد، وهى لا تدين صاحبها، خاصة أن هذا الأمر معمول به فى جميع أنحاء العالم». وتابع: «كل فيلم يُعد مغامرة بالنسبة لمنتجه، ولكن الفرق هو فى مدى المغامرة التى يقوم بها، وهل هى محسوبة أم مخاطرة، عندما قمت بإنتاج فيلم (أوقات فراغ) الذى كان من بطولة وجوه جديدة غير معروفة فى ذلك الوقت، اتهمنى البعض بالجنون وأننى أنفقت أموالى فى الشارع، ولكنى كنت مقتنعاً بالخطوة التى أقدمت عليها، حيث حقق الفيلم نجاحاً واستمر عرضه لما يقرب من 16 أسبوعاً، وتجاوزت إيراداته الـ5 ملايين جنيه آنذاك».
واستطرد: «أذكر أن ميزانية فيلم (الكيت كات) لم تتجاوز الـ900 ألف جنيه، وعُرض لمدة تقترب من 16 أسبوعاً فى دور العرض، وكانت التذكرة وقتها تصل إلى 3 جنيهات، واستطاع أن يحصل على 100 جائزة محلية وعربية ودولية، فالنجاح الفنى كان مهماً بالنسبة لى بقدر النجاح المادى». وأشاد المنتج هشام عبدالخالق بحجم الإيرادات التى حققها الموسم الحالى، مشيراً إلى أن هذا النجاح يعود إلى تنوع الأفلام المطروحة التى تتناسب مع اهتمامات الجمهور المختلفة، موضحاً أن الإيرادات تُعد عاملاً مؤثراً ومهماً فى صناعة السينما. وأضاف: «الإيرادات تعمل على إنعاش السينما، ومن الضرورى عدم الاكتفاء بالمواسم فقط، وإطلاق أفلام فى دور العرض بشكل شهرى، حتى لا نترك مساحة للأفلام الأجنبية».
ولفت إلى أن صناعة السينما تعانى من مشاكل عدة، إحداها هى تحكم الموزع فى جزء كبير من إيراد الفيلم، بناء على رغباته، واصفاً التضارب فى الإيرادات بـ«الفرقعة الإعلامية»، حيث إن هذا التضارب يحدث لعدم وجود مرجعية صحيحة للاطلاع على الأرقام: «الموزعون يتلاعبون بالأرقام تحقيقاً لأهداف أخرى».
وأشار إلى أن زيادة حجم إيرادات الأفلام السينمائية فى الفترة الأخيرة تعود إلى ارتفاع أسعار التذاكر وكذلك زيادة دور العرض، متابعاً: «من الضرورى إجراء إحصائية بعدد التذاكر المبيعة، لمعرفة الأفلام المتصدرة بشكل حقيقى، فلم أرَ فى الخارج فناناً يصف نفسه بأنه رقم واحد، حيث إن الممثل يُقدم سلعة، ولا يوجد فنان أو شركة إنتاج تقدم أعمالاً ناجحة طول الوقت».
وقال المنتج أحمد فهمى إن المنتجين يحرصون على طرح الأفلام فى دور العرض خلال مواسم الأعياد، رغبة منهم فى تحقيق أعلى نسبة من الإيرادات، بينما تُطرح الأفلام ذات التكلفة المنخفضة فى المواسم الأخرى، متمنياً وجود أفلام مختلفة على مدار السنة.
{long_qoute_3}
وأوضح أن حجم الإيرادات فى العيد سيعمل على انتعاش السينما خلال الفترة المقبلة، وقد يكون ذلك على حساب الدراما التليفزيونية. وأشار إلى أن التضارب فى الإيرادات لا يؤثر على صناعة السينما: «لا يوجد مجال لفنان يدّعى بأنه (نمبر وان)، ضريبة الملاهى لديها الإيرادات الحقيقية، والحقيقة سرعان ما تظهر للجمهور، وفى النهاية الموسم الحالى يُعد الأفضل على مدار العشر سنوات الأخيرة».
فى حين وصف المخرج شريف مندور موسم أفلام عيد الأضحى بـ«المناسبة القصيرة»، حيث يستمر الإقبال على دور العرض أسبوعاً واحداً، وبعدها تهبط الإيرادات بشكل ملحوظ، على حد رأيه. وعلق على الأزمة القائمة حالياً بشأن صراع صنّاع السينما على الإيرادات، قائلاً: «من الضرورى إعلان الأرقام الحقيقية منعاً للشك، ومن المفترض أن غرفة صناعة السينما هى الجهة المسئولة عن ذلك، لكنها لم تعلن عن أى إيرادات، ولا يوجد مصدر ثقة بعدها».
وأضاف لـ«الوطن»: «تضارب الإيرادات لا يؤثر على صناعة السينما، حيث إن الحروب الباردة بين أبطال الأفلام المنافسة عبارة عن دعاية وتسويق لأعمالهم، كما أنها تدفع المنتج إلى إنتاج المزيد من الأفلام وتحقيق الأرباح، الأمر الذى يسهم فى تنشيط قطاع السينما، أما بالنسبة لإيرادات الموسم الحالى فهى ليست سيئة».
وتحدّث عن آليات حساب إيرادات الأفلام من وجهة نظره، قائلاً: «من الضرورى مواكبة الدول المتقدمة وتطبيق النظام الإلكترونى، بداية من شراء التذاكر وانتهاء بمرحلة دفع الضرائب، فيتم التعامل عن طريق الإنترنت، الأمر الذى يسهّل الاطلاع على الإيرادات بشكل بسيط وبشفافية».
ويرى «مندور» أن طريقة حساب الإيرادات فى الوقت الراهن لا تتم بالطريقة الصحيحة، مضيفاً: «من الأفضل حسابها عن طريق عدد التذاكر المبيعة، وبشكل أدق رصد أعداد الجمهور وكذلك النسخ الموزعة على دور العرض». واستطرد: «فيلم (المذنبون) حقق مليونَى جنيه عام 1975، و(صعيدى فى الجامعة الأمريكية) حقق نحو 28 مليون جنيه».
وتابع: مقاييس نجاح الأفلام تعتمد على شقين، أولهما حجم الإيرادات، والآخر حجم مشاركة الفيلم فى المهرجانات الفنية الدولية، فمثلاً فيلم «يوم الدين» شارك فى مهرجان «كان»، إذاً فهو قد نجح بناء على المعايير الفنية، لكنه إذا طُرح فى السينمات لن يجنى جنيهاً واحداً.
ويرى المخرج عادل أديب أن صناعة السينما تمر بأسوأ حالاتها على الإطلاق فى الوقت الحالى، مشير إلى أن صراع الإيرادات لا يصب فى مصلحتها.
وتابع: «نحن فى حاجة إلى قوانين وأدوات مهمة للصناعة تتضمن طرق العرض والتسويق، ونقابات وهيئات مسئولة من الدولة لسن القوانين وتسهيل الأمور، مثل تشريع قوانين للضرائب تخدم الصناعة بكل تفاصيلها، وكل هذه الأمور غير متحققة على أرض الواقع، وبالتالى ما يوجد حالياً ليس سوى تجارب محدودة وهزيلة لا يمكن أن نطلق عليها صناعة، فالسينما نفسها غير موجودة». وعن دور غرفة صناعة السينما فى تقديم بيان واضح لإيرادات الأفلام، قال: «الغرفة ليس لها علاقة بالصناعة، فهى لا تتعدى كونها نادياً للصنّاع ليس له قوة إصدار قرارات أو تنفيذها، فهم لا يجيدون حل مشكلاتهم سوى بطرق ودية، خاصة أن هناك تضارباً بين أعضائها المنتجين والموزعين، وعلى الجانب الآخر لا توجد لدينا إدارة لتلك الصناعة، ولسنا تابعين لوزارة أو جهة محددة».
وقال المخرج وائل إحسان إن الإيرادات تعد مقياساً لنجاح الأفلام بنسبة كبيرة، وإن زيادة أرقامها تصب فى صالح صناعة السينما وتعمل على رواجها.
وأضاف لـ«الوطن»: قياس النجاح الحقيقى للعمل يكون من الأسبوع الثانى من توقيت عرضه، لأن الأيام الأولى يذهب فيها الجمهور إلى نجمه المفضل، وتتداخل فيها ظروف وعوامل الموسم، ولكن بعد أن تنتهى كل هذه المراسم تبدأ المنافسة الحقيقة، ويظهر الفيلم الجيد من الردىء، وحدث ذلك مع فيلم «اللى بالى بالك» للفنان محمد سعد، حيث حقق إيرادات وصلت وقتها إلى 25 مليون جنيه.
وأردف: «السينما فى حالة انعدام وزن منذ 3 سنوات تقريباً، والمنافسة أصبحت ضعيفة، والنجوم (السوبر ستار) فى تراجع ملحوظ، وما يحدث الآن يدل على أننا نعيش فراغا فنياً ونفسياً، وخير دليل على ذلك الخلاف القائم بين (رمضان) و(تامر) على رقم (1) فى ظل سوق لا يوجد فيه نجوم صف أول، مثل السقا وهنيدى، وبالتالى لا توجد منافسة فى الأساس، بخلاف الماضى، حيث كانت تُعرض أعمال فنية ذات قيمة، وكانت المنافسة حقيقية والإيرادات كانت كبيرة، ما أسهم فى تطور الصناعة بصورة ملحوظة».
وقال المخرج داوود عبدالسيد، إن هناك معيارين يمكن الاعتماد عليهما فى مسألة قياس نجاح الأفلام، أولهما الإيرادات التى تُنعش السينما، ثم النجاح الفنى الذى يحدده مجموعة من النقاد ونخبة من الجمهور، متابعاً: اسم النجم سبب أساسى فى جلب الإيرادات إلى الأعمال الفنية، فبالتالى هناك علاقة بين الإيرادات و«تنجيم الممثل».
وأضاف لـ«الوطن»: «كل أفلامى التى قدمتها فى تاريخ مشوارى الفنى كانت إيراداتها متوسطة، ودائماً الأفلام التجارية كانت الأعلى إيرادات، ما عدا فيلم (أرض الخوف) الذى حقق وقتها أرباحاً عالية، مع اختلاف سعر التذكرة عن الوقت الحالى، فصناع السينما يجب عليهم الحفاظ على ذوق الجمهور وأن يقدموا له محتوى ممتعاً يشمل عوامل الجذب والتشويق والإثارة».
وتابع: «أخلاق السوق تغيرت، ولكن السوق الفنية ما زالت كما هى، وكل شخص حالياً بات يدعى أنه صاحب أعلى إيرادات، وأصبح هناك مشاجرات بين صناع السينما، وهذا الأمر من وجهة نظرى كلام فارغ، لأن الأرقام الحقيقية موجودة فى جهة ما قد تكون فى مصلحة الضرائب، ولكن هؤلاء الأشخاص يعتمدون على جهل الجمهور وأحياناً الإعلام، وبالتالى يستطيع أى شخص أن ينسب ما يريد من إيرادات لنفسه، وهذا يطلق عليه منافسة سخيفة، فما المشكلة لو حصل فيلم على المركز الثانى بالنسبة للإيرادات، ولكن كل شخص أصبح يتحدث بفكرة (أنا الملك)، وأنه صاحب أعلى إيرادات».
ويرى الناقد محمود عبدالشكور أن المنافسة بين النجوم على الإيرادات كانت موجودة منذ فترة طويلة لكنها لم تأخذ شكل الصراع والحرب المشتعلة فى الوقت الحالى.
وأضاف لـ«الوطن»: «المنافسة على الإيرادات موجودة فى العالم كله، وهوليود على وجه التحديد، لكنها لا تصل إلى الصراع، حيث هناك كشف دقيق عن الإيرادات، والناقد الراحل الدكتور عبدالمنعم سعد كان يعد كتاباً دورياً عن الأفلام التى عرضت طوال العام، ويقدم قراءات بالإضافة إلى إيراداتها ومعلومات عنها فيما يتعلق بأسابيع عرضها، وعدد الشاشات التى عُرضت عليها منذ نهاية الستينات».
وتابع: «هناك عوامل عديدة تتحكم فى تحقيق إيرادات، منها عدد دور العرض التى عرضت الفيلم، فهناك فرق بين فيلم عرض فى دارين وآخر عرض فى 50 دار عرض، بالإضافة إلى ثمن التذاكر حيث إن هناك تبايناً ضخماً بين أسعارها فى سينمات وسط البلد وسينمات المجمعات التجارية، وإذا تكلف العمل 40 مليون جنيه وحقق نفس تكلفته لا يعد فيلماً ناجحاً، حتى لو حقق أعلى إيرادات فى الموسم، وهذا يوضح حجم العشوائية المسيطرة على المشهد سواء فى الأفلام أو السوق أو الإنتاج». وأضاف: «بجانب أزمة الصراع على الإيرادات، فهناك مشكلات تعانى منها الصناعة ويجب وجود إرادة لتنظيم أركانها، إذ إن 90% من أعضاء غرفة صناعة السينما «منتجون متقاعدون»، وإدارة الغرفة للإنتاج والتوزيع تُعتبر احتكاراً، وبالتالى الوضع كارثى وعشوائى وهناك من يستفيد من هذا الأمر».
وقالت الناقدة ماجدة خيرالله إن الصراع بين النجوم على تحقيق أعلى الإيرادات ليس وليد المرحلة الحالية، بل يمتد إلى فترات زمنية سابقة كان يقوم فيها بعض الفنانين بشراء تذاكر حفلات عرض كاملة، كدليل على تصدر الفيلم ونجاحه.
متابعة: «الإيرادات لا تعد مقياساً لجودة الأفلام.
وقال الناقد كمال رمزى إن «الانتشار يختلف عن الرواج، فمن أفضل الأفلام المصرية التى عرضت فى تاريخ السينما المصرية (المومياء) للمخرج شادى عبدالسلام، فهذا العمل لم يحقق شيئاً فى دور العرض لكنه أحدث رواجاً كبيراً بعد عرضه للجمهور».
وتابع: «الأفلام التجارية هى سبب بقاء السينما على قيد الحياة، فإذا افترضنا أن مصر قدمت 7 أفلام مثل (المومياء) فى عام واحد، فلن تستطيع فى العام الذى يليه تقديم أفلام أخرى، لأننا يجب أن نقدم أعمالاً تحقق إيرادات فى السينما وتخلق موسماً آخر تصنع من خلاله أعمال أخرى».
ووصف «رمزى» الخلافات القائمة بين صنّاع عدد من الأفلام فى الوقت الراهن بـ««صراعات فى الهواء» قائلاً: «لا توجد جهة تقول الرقم الحقيقى لإيرادات الأفلام المعروضة حالياً، والمكان الوحيد الذى يعلن الأرقام هو الضرائب، وبالتالى كل الأرقام التى نقرأها غير موثوق بها».
وأضاف: «الأرقام الكبرى التى تحققها الأفلام تضمن استمرار الصناعة وتعمل على زيادة رأسمالها، وهو ما يسهم فى إنتاج أكبر قدر من الأعمال خلال الفترات المقبلة، أما المنافسات فلن تضر أحداً، والأمر فى النهاية فى صالح السينما، ونتمنى أن تحقق جميع الأعمال المعروضة النجاح المطلوب، وما يحدث حالياً ليس إلا حرباً باردة، لن تؤذى أحداً ولكنها تُحمس المنتجين إلى تقديم أعمال أخرى تباعاً».
وقال السيناريست بشير الديك إن الإيرادات التى تحققها الأفلام تدل على نجاحها فى دور العرض، ومشاهدتها من عدد كبير من الجمهور.
وأكمل: نجاح العمل يقاس بعد انتهاء مواسم الأعياد، لأن روادها يكونون من الشباب الصغير وغير المتخصص فى الفن، مع الأخذ فى الاعتبار أن هناك أفلاماً بمجرد طرحها بالسينمات تجنى إيرادات عالية لم نكن نتوقعها، وتحقق ذلك مع أفلام الفنانة نادية الجندى، وهناك أفلام نالت تقديرها مع مرور الأيام مثل «سواق الأوتوبيس» و«موعد على العشاء» و«الحريف» و«ضد الحكومة».
وتابع: «أما الآن فأصبحنا نفاجأ يومياً بصراعات بين صناع الأعمال السينمائية أقرب إلى (تصرفات العيال)، فالفنان هو أكثر شخص يعرف قيمته ومحتوى المنتج الذى يقدمه للمشاهد، ولكن أن يظهر كل يوم شخص يدّعى أنه صاحب أعلى إيرادات فهذا جديد على السينما، وأعتقد أن انتشار وسائل التواصل الاجتماعى أسهم فى مساعدة البعض فى التلاعب بالأرقام الوهمية».