منتشلو "طفلي ميت سلسيل": "لقيناهم بلبس العيد وفي جيوبهم العيدية"

كتب: سهاد الخضري

منتشلو "طفلي ميت سلسيل": "لقيناهم بلبس العيد وفي جيوبهم العيدية"

منتشلو "طفلي ميت سلسيل": "لقيناهم بلبس العيد وفي جيوبهم العيدية"

بملامح بائسة ونظرات تملؤها الحسرة وقف الثلاثة "صادق، وأيمن، وعبد الله" مصدومين من هول المشهد بعدما قاموا بانتشال جثامين الطفلين "ريان، ومحمد" اللذان لقيا مصرعهما على يد والدهما محمود نظمي بحسب ما جاء في محضر الأقوال.

على بعد 2 كيلو من كوبري فارسكور العلوي، حيث ألقى المتهم الضحايا على أعلى منتصف الكوبري مستغلا عدم وجود مارة، حيث تشهد تلك المنطقة هدوءًا ملحوظًا وبخاصة في فترات الأعياد، وعلى مسافة 100 متر من كافتيريا السندروسي الواقعة على كورنيش النيل، جلس "صادق"، صاحب الكافتيريا، والذي قام بدوره بإبلاغ الجهات الأمنية عن الحادث، بعدما انتشل الصغيران بصحبة "أيمن"، وشقيقه "عبد الله"، حيث يروي صادق السندروسي، مالك الكافتيريا بمدينة فارسكور لـ"الوطن" تفاصيل الحادث قائلا: "فوجئت بصياد يتردد علينا بين الحين والأخر حيث خرج سعيا على رزقه ثاني يوم العيد في الخامسة إلا ربع يهرع نحوي مسرعًا بعد خروجه للعمل بثلاث دقائق مرددا (الحقني وجدت طفل صغير غارق في الماء فقولت له يا جدع قول كلام غير ده تلقيه لعبة مش طفل حقيقي)".

{long_qoute_1}

ويتابع: "هرولت خلفه مسرعا ولم أصدق ما قاله لي وظللت أقول له (أكيد بتهزر دي أكيد دمية)، ومع ذلك ذهبت وراءه وكلي أمل أن تكون دمية وليس طفل صغير كما وصف لي واستقلينا مركب (حسكة) وقمنا بانتشاله فإذا به طفل صغير جميل لا يتخطى عمره 3 أعوام، وعلى الفور تواصلت مع رئيس مباحث فارسكور الرائد محمد المليجي وقيادات الأمن وأبلغناهم بالعثور على طفل صغير ولم نكن اكتشفنا بعد وجود جثمان الشقيق الأكبر (ريان)".

ويستكمل: "وأثناء دوران المركب في الماء وجدنا جثمان الطفل الأكبر على بعد ما بين 10 إلى 15 مترًا، فأبلغنا الأمن بالعثور على طفلين ووصلت قوات الأمن فورا، وللأسف وجدنا الأطفال موتى ولا يوجد بهم نبض وكأنهما توفيا قبل ساعات طويلة نحو 18 ساعة، وكانوا مرتديان ملابس وكوتشي العيد وبجيوب ملابسهم العيدية، حيث أحضرت ملاية سرير من منزلي ولفيت الجثامين بها وبعد استخراجهم انتظرنا وصول رئيس المباحث الجنائية الذي حضر مسرعا حيث استبعدنا تماما أن يكون الأطفال من أبناء فارسكور محافظة دمياط، وبعد فحص الطفلين تبين انهم أبناء ميت سلسيل المبلغ باختطافهم، وكانت صدمة بالنسبة إلينا ولم يكن بأجسادهم أي علامات ظاهرية سوى انتفاخ بسيط بسبب الغرق ".

ويتابع صادق قائلا: "لو كان أي منا رأى المتهم أثناء ارتكاب الواقعة لقمنا بإلقاءه في المياه، فقلعة الأمن والأمان لأي طفل الأب والأم خاصة الأب المدافع الأول عن أي خطر يتعرض له أطفاله فلو قال الأب لطفله تعالي أصورك فأنا كطفل أكيد مستسلم له وما يروجه البعض عن تلفيق القضية غير صحيح، ولا يمكن لأجهزة الأمن تلفيق قضية لمرتكب واقعة ميت سلسيل وخاصة لما يكون المتهم الأب، فالكوبري مكان ارتكاب الواقعة كبير ويمكن إلقاء عجل وليس طفل منه".

ويختتم صادق قاتلا: هذه جريمة يستحي منها الشيطان.

أيمن الراودي، صياد، وأحد منتشلي طفلي ميت سلسيل يقول: "بعد العصر بساعة ونصف تقريبا ثاني يوم العيد خرجت لعملي كعادتي سعيا وراء رزقي فوجدت طفل صغير عائم في المياه لا يتخطي الـ3 أعوام، فتواصلت مع الكازينو حيث نقطة استغاثة لي وأبلغت الكافتيريا والشرطة حيث كان الطفل بعيد عن الكوبري موقع سقوطه بنحو 2 كيلومتر حيث جرفت المياه الجثمان ليصل لمنطقة تسمي "بالملف" وهي منطقة أي حاجة تقف فيها حيث كان وجه الطفل محمد في المياه وظهره للخارج، وكشفناهم ولم نتبين أي إصابات، وبعد ذلك وجدنا الطفل ريان على بعد 10 أمتار من شقيقه واستخرجتهم بصحبة شقيقي عبد الله الذي جاء هو الأخر بمركب تخصه لانتشالهم هو الأخر ولم أكن أعلم بقصة طفلي ميت سلسيل إلا بعد حضور الشرطة".

ويتابع أيمن قائلا: "منذ يوم الحادث ولم تري عيناي النوم من منظر الطفل الصغير فقبل 7 سنوات انتشلت طفل كان يلهو سقط من أعلى الكوبري.

ويتكمل أيمن قائلا: لا يمكن لأحد أن يشاهد الجاني وهو يلقي بالأطفال، حيث قام بإلقائهم في ثواني معدودة ليسقطوا غرقى وانجرف الطفلين مع تيار المياه حتى ظهروا بتلك المنطقة".

ويقول عبد الله الراودي، حداد مسلح، "أعمل صياد لكن في العطلات والاعياد أجرى رحلات نيلية، وفوجئت بشقيقي يهاتفني قائلا في طفل غارق في المياه تعالي ساعدني ننتشله فحضرت فورا فوجدت الصغير (محمد) غارق على وجهه بالمياه وعلى بعد نحو 15 مترًا منه يوجد شقيقه الأكبر (ريان) بالقرب من رصيف، ومن يوم الحادث وأنا تعبان نفسيا فأن أب لأطفال، وتعد هذه الواقعة هي الأولى التي أشاهد فيها غرقى، واستجمعت حينها قواي وانتشلت الطفلين، حيث لم يكونا مربوطين ببعضهما البعض كما تردد على لسان البعض وقمنا بلفهم في ملايات أسرة، وأنا من ألتقط فيديو لهم وقت الانتشال".

وتعود الواقعة عندما تلقى اللواء محمد حجي، مساعد وزير الداخلية لأمن الدقهلية، إخطارًا من اللواء محمد شرباش مدير المباحث الجنائية، بورود بلاغ لمركز شرطة ميت سلسيل من محمود نظمي السيد ومقيم منطقة البحر الجديد في المدينة باختطاف طفليه محمود وريان في أثناء وجودهما معه بالملاهي الكائنة في المنطقة، في أول أيام عيد الأضحى.

وانتقلت المباحث بقيادة الرائد محمد فتحي صالح رئيس مباحث المركز، إلى مكان البلاغ، وتبين أن الطفلين كانا مع والدهما للاحتفال بالعيد، إلا أن الوالد تفاجأ بشخص يأخذه بالأحضان، ويدعي أنه زميله في المدرسة في المرحلة الابتدائية، وظل يتحدث معه، وعندما تركه وذهب لم يجد نجليه.

وأوضح شهود عيان أنهم رأوا الطفلين بصحبة سيدة منتقبة، استقلت "توك توك"، وسارت بهما عبر طريق السرو، وبعد 18 ساعة من البحث عثر على جثتي الطفلين في نهر النيل بفارسكور. وخلال الساعات الأخيرة الماضية، أختفى والد الطفلين تمامًا، بعد تشييع الجنازة، في ظروف غامضة، وأغلق هاتفه المحمول، ثم عاد للظهور، واتجه إلى قسم الشرطة، قبل أن يفجر مفاجئة أنه قاتل طفليه.


مواضيع متعلقة