إكرامية إجبارية: «كل سنة وانت طيب.. إحنا فى عيد»

كتب: محمد غالب

إكرامية إجبارية: «كل سنة وانت طيب.. إحنا فى عيد»

إكرامية إجبارية: «كل سنة وانت طيب.. إحنا فى عيد»

«كل سنة وانت طيب يا باشا»، جملة فى ظاهرها معايدة طيبة، وفى باطنها رغبة محمومة فى الحصول على «إكرامية»، هذا ما اعتاد عليه المصريون فى كل عيد أو مناسبة، يلاحقك السايس وعامل محطة البنزين والدليفرى وجامع القمامة وسائق التاكسى بهذه الجملة ليحصل على حقه مضاعفاً، فتضطر من باب المجاملة للانصياع له، رغم ما تشعر به من ضيق نظراً لتكرار الأمر على مدار اليوم.

بعد صلاة العيد، جلس حسن المكاوى، طالب، مع أصدقائه حتى الصباح، لاحظ ارتفاع سعر أجرة التاكسى والتوك توك ليس رسمياً ولكن من باب العشم و«كل سنة وانت طيب إحنا فى عيد»: «كل ما آجى أركب مواصلة يقولوا لى كل سنة وأنت طيب، مش فاهم إيه علاقة أجرة التوك توك أو التاكسى بالعيد». يدفع «حسن» الإكرامية المفروضة إجبارياً من قبل البعض بسبب العيد: «علشان وجع الدماغ، وبقول غلابة وبدفع أى حاجة زيادة وخلاص، وأنا عارف إن اللى بعمله ده غلط».

يغضب صالح فؤاد، مكوجى فى منطقة بين السرايات، من أى استغلال بمناسبة العيد: «بتعرض للاستغلال أنا وأولادى وده أكبر حرام عشان فيه استغلال للناس»، أثناء جولته فى سوق المنيب ثانى أيام العيد، حزن بشدة بسبب استغلال الباعة للمشترين، بعبارة: «كل سنة وأنت طيب إحنا فى عيد»، متعجباً من زيادة الأسعار بدعوى «أننا فى عيد»، والاستغلال نفسه موجود فى وسائل المواصلات: «بضطر أدفع، ما المضطر يركب الصعب».

بعض التجاوزات يراها عبده محمود، موظف على المعاش، مقبولة، ويعتبرها صدقة، أو عيدية لمن يقوم برفع قيمة أجرته بسبب الحاجة، لكن الدوام على طلب الزيادة هو ما لا يقبله: «بتحصل كتير، ونظرتى فى اللى قدامى هى الفيصل، مابتدقش مع الغلبان فى الأيام المفترجة دى، وممكن أدفع على سبيل الصدقة».


مواضيع متعلقة