أكبر عامل نظافة بالإسماعيلية: "كفاية رمي زبالة في الشارع.. ميصحش كدا"

كتب: عبيرالعربي

أكبر عامل نظافة بالإسماعيلية: "كفاية رمي زبالة في الشارع.. ميصحش كدا"

أكبر عامل نظافة بالإسماعيلية: "كفاية رمي زبالة في الشارع.. ميصحش كدا"

داخل شوارع مدينة الإسماعيلية، تحديدًا في شارع "التجاري"، يمكث صاحب الـ 70 عامًا، على جمع القمامة المتناثرة بطول الشارع وعرضه، داخل عربة صغيرة، لا تقوى على تحمل هذه الكمية من القمامة، التي يجمعها الرجل يوميًا من الطرقات.

يقف "محمد يونس" ذو الجسد النحيل، يتصبب عرقًا من حرقة الشمس، ليروي في بداية حديثه: "الضمير هو الحاجة الوحيدة اللي تعباني في الشغلانة دي، ولولا الضمير كنت اشتغلت ساعة، وروحت، لكن أنا أبدأ عملي من الـ7 صباحًا في الشارع، وأروح لما أجمع كل ورقة في المنطقة المسؤول عنها".

يتابع "يونس" الذي ينكب على عمله الشاق منذ 50 عامًا: "الشارع كل يوم محتاج 10 شباب عشان ينظف، ومعدات، وناس سلوكها مختلف، لكن أنا مش حابب أتكلم عن سلوك الناس، لأنه مضيعة للوقت"،  بقالي 50 سنة بشتغل الشغلانة دي، وسلوك الناس متغيرش، صناديق القمامة على الرصيف الآخر والناس بردوا تحب ترمي القمامة في الشارع، عشان كده مفيش فايدة خالص في السلوك".

خرج الرجل السبعيني على المعاش منذ 10 سنوات مضت، حتى يتقاضى 1600 جنيه، لكنه اضطر لاستكمال عمله نتيجة احتياج "الحي" له، نظرًا لضعف العمالة الموجودة، فيقول "يونس": الصراحة من 50 سنة لم أجد أي تحديث في معدات الحي، لا عوامل تساعد على تخفيف الحمل، ولا على النظافة بالشكل المطلوب، ومن يومها وأنا أعتمد على إيدي وجسدي الذي أعياه العمل الكئيب هذا وسط عوامل كلها لا ترحم، لكن يبقى لي ضميري فقط هو الداعم على استكمال العمل".

يصمت الرجل قليلًا قبل أن يستكمل حديثه عن حاله وحال أولاده، قائلًا: "في الشهر مجمل دخلي وعمري 70 عامًا، المعاش وفلوس الحي بيكملوا 2000 جنيه، ولكن إيجار البيت بس 1600 جنيه، والباقي كله على الله، وأولادي ياريت على الأقل حتى يكفوا نفسهم".

يختتم الرجل حديثه: قائلًا: "ممكن الدنيا تديني إيه، مش عايز حاجة خالص الحمد لله على كده، حسن خاتمة وخلاص، وعايز أقول للشباب، اشتغلوا وعيب تستنى اللي يحط في ايدك حاجة، خلي ايدك عزيزة وشريفة، وبقول للناس كفاية رمي زبالة في الشارع وأنت ماشي، كدا ميصحش".

 

 


مواضيع متعلقة