في الأساطير القديمة.. "الخروف" أول وسيلة طبية لنقل الدماء للمرضى

كتب: الوطن

في الأساطير القديمة.. "الخروف" أول وسيلة طبية لنقل الدماء للمرضى

في الأساطير القديمة.. "الخروف" أول وسيلة طبية لنقل الدماء للمرضى

لم تكن فكرة نقل الدم لإنسان مريض بهدف علاجه وإنقاذه جديدة على البشرية، حيث وجدت عملية نقل الدم أصولها في العديد من الأساطير القديمة ولعل أبرزها الملحمة الشعرية الإغريقية "الأوديسة" والتي وضعها الشاعر هوميروس في حدود القرن الثامن قبل الميلاد، والتي أقدم خلالها أوديسيوس -الملك الأسطوري لإيثاكا- على مخاطبة الموتى والظلال في العالم السفلي عن طريق منحها دماء القرابين الحيوانية.

ويعود الفضل في بداية ظهور عملية نقل الدم إلى العديد من العلماء، ولعل أبرزهم الطبيب الإنجليزي ويليام هارفي والمهندس المعماري كريستوفر رن، حيث أجرى الأول في حدود سنة 1628 أبحاثا عديدة على الدورة الدموية وقواعدها، ناقدا بذلك ما توصل إليه كل من أرسطو وجالينوس قديماً، بينما لعب الثاني دورا أساسيا في تطوير المحقنة حوالي سنة 1659، بحسب "العربية".

باشر العديد من الأطباء الإنجليز والفرنسيين، على إثر هذه النجاحات العلمية، إجراء تجارب نقل دم بين الحيوانات، ومع حلول سنة 1665 نجح الطبيب الإنجليزي ريتشارد لوار في إجراء أول عملية نقل دم ناجحة بين الحيوانات، حيث تمكن الأخير من إبقاء كلب على قيد الحياة بعد أن نقل إليه دم كلب آخر.

وشهد العالم في يوم 15 من شهر يونيو سنة 1667، أول عملية نقل دم ناجحة لإنسان، فخلال ذلك اليوم أقدم الطبيب الفرنسي جان باتيست دينيس على نقل كمية ضئيلة -حوالي 12 أونصة- من دم حمل -خروف- لشاب مريض شاحب الوجه، وقد وقع الاختيار حينها على الحمل بسبب طابعه المسالم ومظهره البريء.

حققت التجربة الأولى التي أجراها جان باتيست دينيس نجاحا باهرا، حيث شفي المريض خلال فترة وجيزة ولهذا السبب لم يتردد الطبيب الفرنسي في إعادة الكرة مرات أخرى.

وخلال المحاولة الثانية كللت عملية نقل الدم بالنجاح، إلا أن التجربة الثالثة لاقت فشلاً ذريعاً حيث توفي المريض الثالث بعد فترة وجيزة، فضلا عن ذلك كانت نتائج التجربة الرابعة كارثية حيث فارق المريض الرابع الحياة أثناء عملية نقل الدم.


مواضيع متعلقة