"الله أكبر".. تكبيرات فرحة العيد أطفأت نيران الأقصى قبل 49 سنة
"الله أكبر".. تكبيرات فرحة العيد أطفأت نيران الأقصى قبل 49 سنة
- البلدة القديمة
- الحرم الشريف
- الاحتلال
- حريق الأقصى
- المسجد الأقصى
- عيد الأضحى
- فلسطين
- البلدة القديمة
- الحرم الشريف
- الاحتلال
- حريق الأقصى
- المسجد الأقصى
- عيد الأضحى
- فلسطين
"الله أكبر ألله أكبر ولله الحمد"، أصوات 100 ألف مسلم ترج جدران الأقصى، تذكر المدينة القديمة بتاريخها، تصدح مع ضوء النهار بنبرات الصمود وكأنها تحيي الصلاة الأولى في ليلة الإسراء مرة أخرى، وتعترض على "صفقة القرن" وتبكي آلاف الاعتداءات المتكررة، وتشد أذر المرابطين والمرابطات، فهذا العام تكبيرات العيد تحمل ذكرى مؤلمة "حريق الأقصى" الذي لا يزال مشتعلا في القلوب، حين دخل أهل القدس بأوعية المياه التي جلبوها من آباره، وهم يرددون "الله أكبر" ليطفؤوه.
اليوم، يحتفل مسلمو العالم بعيد الأضحى المبارك، مقدمين "الذبائح" تقربا إلى الله، والأقصى يشاركهم العيد نازفا أبناءه، فيعطي دروسا في تقديم الأبناء في سبيل الله، الحريق الذي طال منبر صلاح الدين الأيوبي، ومسجد "عمر"، ومحراب زكريا، ومقام الأربعين، والمحراب الرخامي وغيرها من المقدسات الأثرية، كان من المتوقع أن يقلب الأحداث رأسا على عقب، فتقول رئيسة وزراء كيان العدو آنذاك جولدا مائير: "لم أنم ليلتها وأنا أتخيل كيف أن العرب سيدخلون إسرائيل أفواجا أفواجا من كل حدب وصوب، لكني عندما طلع الصباح ولم يحدث شيء أدركت أن بمقدورنا أن نفعل ما نشاء، فهذه أمة نائمة"، لكن الزعماء العرب "شجبوا الحريق".
الحريق الذي لم يدان فيه أحد، وحُمل مسؤوليته اليهودي المتطرف مايكل دينس روهن (أسترالي الجنسية)، الذي زعم الاحتلال أنه مريض نفسي، ورحل إلى بلده واحتجر في مصحة نفسية حتى توفي عام 1995، تواطئ فيه الاحتلال بشكل مباشر حسب المراجع التاريخية للحدث، حيث كشفت اللجنة الفنية المؤلفة من المهندسين رزق أسبير خولي ومحمد نسيبة وإبراهيم الدقاق العديد من الحقائق التي تؤكد تدبير الحادث.
وبالعودة ليوم 21 أغسطس لعام 1969 في تمام السابعة صباحا، اقتحم إرهابيون ساحات المسجد الأقصى المبارك من أبواب مختلفة، حتى وصلوا إلى المصلى القبلي وهو المصلى الرئيسي في المسجد المبارك، وأضرموا النار في أكثر من موضع، قرب المنبر والمحراب، وقرب القبة، وهو ما أكدته اللجنة المشكلة لدراسة الحريق، في تقريرها الصادر بعد أسبوع من الواقعة: "في السابعة والنصف صباحا، وصلت إشارة تليفونية إلى موظف نوبة الكهرباء في الشركة تفيد بوجود حريق في الحرم الشريف، وانتقل عوني المهتدي لتنفيذ كل الإجراءات، وفي العاشرة وعشرين دقيقة توجه المهندس عمران أبوميزر إلى مكان الحريق داخل المسجد، وفي الثانية عشر حضر مهندسان آخران، وأكد الجميع أن الحريق مفتعل ومدبر، وليس وقع صدفة أو ماس كهربي".
فور ارتفاع أدخنة الحريق، قطعت سلطات الاحتلال المياه عن المنطقة، وفرضت طوقا أمنيا حول المسجد الأقصى، لمنع السكان من إطفائه، إلا أن الفلسطينيين من أهل البلدة القديمة في القدس والبلدات العربية المجاورة اندفعوا عبر الطوق لإطفاء الحريق بأوعية المياه التي جلبوها من آباره، وهم يرددون "الله أكبر".
وذكرت الصحف أن الاحتلال تعمد تأخير سيارات الإطفاء التابعة لبلدية القدس، حتى جاءت سيارات الإطفاء العربية من الخليل ورام الله قبلها وساهمت في إطفاء الحريق، ولأنها لم تكن مزودة بأجهزة حديثة لمكافحة الحرائق، أو المواد الكيميائية المطفأة، استخدموا خراطيم المياه العادية.
"فهذه أمة نائمة" هكذا وصفت جولدا مائير العرب والمسلمين لعدم ردهم على حريق الأقصى، وهكذا فهم الاحتلال أنه لن يردع، وأن الحرائق نارها باردة تنطفئ ببعض المظاهرات وبيانات الشجب والإدانة، فبعد الحادث دعا العاهل السعودي آنذاك إلى مؤتمر إسلامي عام، وقال: "أناشد المسلمين وشعوبهم في مشارق الأرض ومغاربها أن يهبّوا لتحرير مقدسات الإسلام في القدس العزيزة".
وفي يوم 22 سبتمبر 1969، اجتمع الحكام المسلمون في الرباط، وخرجوا، بعد ثلاثة أيام، ببيان موجه إلى القوى الكبرى للتوصل إلى "انسحاب القوات الاحتلال من كل الأراضي التي احتلتها عقب 1967"، وبعدها أنشأت "منظمة المؤتمر الإسلامي" بغية "التعاون في المجالات الاقتصادية والعلمية والثقافية والروحية"، دون السياسية.