"أضاحي أورجانيك".. تجربة شبابية لتناول لحوم صحية دون كيماويات

11:00 م | الاثنين 20 أغسطس 2018

"أضاحي أورجانيك"، كلمتان حين تسمعهما لا تظن لقائهما معًا، أو تظن أن "أورجانيك" كان يجدر بها أن تصف نوعًا من الفواكه أوالخضروات المزروعة بطريقة طبيعية، تتجنب فيها المواد الكيميائية.

منذ أكثر من 6 سنوات، اجتمع شباب من كليات الزراعة والهندسة والطب البيطري على البحث في إمكانية تربية ماشية محلية بمعايير دولية، وجذب انتباههم كطلاب ريادة بعض الدول، مثل أيرلندا في تصدير لحوم موافقة للمعايير من حيث الوزن والجودة والأنسجة لتحظى الفكرة باهتمام أساتذتهم في الجامعة، ويبدأوا أولى الخطوات التجريبية على عدد محدود من الماشية.

يقول المهندس مصطفى محمد، أحد الشركاء بالمشروع، إن فكرتهم تقوم على إعداد أضحية صافية وخالية من أي مواد كيميائية قد تدخل في تربيتها بهدف الإسراع من نموها في الوقت الذي تؤثر فيه عليها وتغير من تركيبها الطبيعي ما يؤدي إلى الطفرات الوراثية في أجيالها القادمة وتأثر الفائدة الناتجة عنها للمستهلكين.

يشرح "مصطفى"، خلال حديثه لـ"الوطن"، الخطة التي وضعوها للتغلب على تشوه الماشية الناتج عن التدخل الكيميائي متمثلة في التعاقد مع مزارع للنباتات العضوية الحاصلة على تصريحات من وزارتي الصحة والزراعة تفيد بعدم تدخل المبيدات الحشرية والكيميائية في عملية نموها لاستخدامها كأعلاف للماشية، ولضمان جودة الماشية وخلوها من أي تدخل بشري حرص "مصطفى" وزملائه على تربية ماشيتهم لآجيال تمتد إلى الجيل الخامس لتجنب أي ما قد يعكر أنسجتهم من الطفرات الوراثية.

{long_qoute_1}

وكغيره من المشروعات الجديدة يواجه مشروع تربية الماشية العضوية تحديات أبرزها ارتفاع تكلفتها وهو التحدي الذي وصفه مصطفى بـ"الفائدة" إذ يمثل هذا التحدي في وجهة نظره ميزة للأضحية العضوية عن غيرها من الأضاحي، قائلا: "هذه الأضحية أكثر اقتصادية من غيرها إذ تؤدي تربيتها الطبيعية لتفوق كتلة صافي اللحوم الناتجة عن الذبح على كتلة نظيراتها من الأضحية"، ما دفعهم لاعتبار "زيادة جنيه أو اتنين في الكيلو" غير مؤثرة مقارنة بالفائدة.

كونه شريكا في هذه التجربة وشاهدا على نجاح يطمئنه حيال ما يتناوله هو وأهل بيته، يرى مصطفى أن هذه تجربة يجب أن تعمم ولا تقتصر على "مزرعتي الإسماعيلية والمنيا"k كما يجب أن ينتشر الوعي الاستهلاكي بمدى صحية الماشية العضوية رغم ارتفاع أسعارها.

{long_qoute_2}

الدكتور محمد رضا الشربيني، أستاذ صحة الطعام بالمعهد القومي للتغذية، يرى إنه على الرغم من الفائدة الكبيرة للمشروع، والتي تقدمها المنتجات العضوية من تجنيب التلوث والأمراض إلا أن عدم وجود جهة مصرية منوطة باستخراج أختام المنتجات العضوية كما هو الحال في الكثير من الدول واكتفائها بجهات تصدق على المنتجات الخالية من المبيدات أو العقاقير يجعل من الموقف إيذاء هذه التجربة، يحتاج إلى التأكد بشكل أكبر من خلو هذه المنتجات من المواد الكيميائية، ابتغاء صحتها وموافقتها للمعايير العضوية.

وطالب الشربيني، بتعميم التجربة من جانب المتخصصين والمستثمرين، وتنظيمها من جهة الدولة، مناشدًا المسؤوليين بإصدار معايير واضحة تمتثل لها في مثل هذه التجارب.