دكان "الأباصيري" هجرها "الزبون" بعد 50 سنة خبرة في صناعة أحذية الدبح

دكان "الأباصيري" هجرها "الزبون" بعد 50 سنة خبرة في صناعة أحذية الدبح
- حد أقصى
- عيد الأضحى المبارك
- أحذية
- أدوات
- أسبوع
- كزلك
- الذبح
- الأضحية
- حد أقصى
- عيد الأضحى المبارك
- أحذية
- أدوات
- أسبوع
- كزلك
- الذبح
- الأضحية
حلَّ عيد الأضحى المبارك ويمضى موسمه على "الأباصيري الصعيدي" الذي أعد عدته البسيطة للاستعداد للعيد من بداية الشهر، فتارة ينتظر مجموعة من الرجال يشترون أحذية الذبح لكن يخيب ظنه، فلم يستطع أن يصمد أكثر من ذلك أمام قلة الرزق والدخل بدكانه الصغير الذي يحوى أدوات العمارة وأحذية البناء والجزارة، يجلس بمحله من الثامنة صباحًا للعاشرة مساءً ينتظر 65 جنيهًا مقابل أحدى الأحذية البلاستيكية للجزارة لكن لم بأت أحد: "بقعد بالأسبوع مش بستفتح .. ومعرفش ماشية إزاي".
ورغم أنه الموسم الذي ينتظره أي بائع للأدوات الحادة وخاصة الأحذية التي افترشها الأباصيري في مقدمة محله: "يمكن تاخد العين" لكن سار الموسم وبقت البضاعة كما هي، ابتعد الصعيدي عن دكانه الفارغ وجلس على الرصيف ليستنشق الهواء بعد إن ضاق صدره من ضيق محله ورزقة: "هي فين البضاعة ديه.. ديه زبالة البواقي"، فأدوات البناء بالمحل لم تتراص على الرفوف لتظُهر الحائط المقشر والذي سيزوره الشقوق عن قريب، فلن يبحث عنه أحد وسط محلات الملابس بسوق حلوان، تاره يسألونه على قمصان اللاعبين أو الأقمصة التي تروقهم، لكن لا أحد يعرف مهنته المتخصصة المرتبطة بالمواسم: "حتى الموسم أضرب.. السنة اللي فاتت كان نفس الحكاية والسنادي أسوء".
يتحدث الستيني خلف أحذيته البلاستيكية التي تبدأ من مقاس 39 إلى 47: "من الشباب الصغير للرجالة" بينما يمكث "كيس الطعمية" معه من الصباح خلف أحد الأحذية: "ده فطار وغدا وعشا" ليخرج منها حبتين فقط يقوى بهم على مدار 15 ساعة، وإذا ضرب الجوع الجوف وحل التعب على الستيني أخذ قيلولة على فرشته بالدكان ساعة أو ساعتين كحد أقصى بين سوق الأطعمة والملابس لم يفكر ابن أسيوط أن يغير النشاط الذي قضى فيه ما يتجاوز الـ 50 سنة: "بقالي زمن .. ماعرفش أشتغل غيرها"، يجد الاباصيري أنه من دكانه الصغير ستر 2 من بناته وينتظر أن تلين أدوات المعمار من حدتها عليه ليستر البنتين المتبقين للزواج، وإن كان بعدها ستنفذ بواقي البضاعة ويبقى بين 4 حوائط: "مش عارف أقولك أيه .. ربنا بيمشيها".