فريق بحثى بجامعة القاهرة يكشف: بكتيريا قاتلة تصيب لحوم الأبقار والدواجن

10:38 م | الأحد 19 أغسطس 2018

نشرت صحيفة «دياريو ديل كاكاو» الكولومبية، قبل أيام، عن مجلة «ساينتفيك ريبورتس» العلمية، أن باحثين فى جامعة القاهرة توصلوا إلى وجود «بكتيريا قاتلة فى لحوم الأبقار»، وذلك بسبب حقنها بمضادات حيوية تمثل خطراً على الإنسان.

ونجحت «الوطن» فى التواصل مع الفريق البحثى، الذى أعد الدراسة، ومن بينه الدكتورة «كاميليا عثمان»، أستاذ متفرغ بقسم الميكروبيولوجى، بكلية الطب البيطرى جامعة القاهرة، التى أكدت أنهم «عزلوا بالفعل أنواعاً من البكتيريا الضارة التى تحتوى على السموم»، مشيرة إلى أن هذه الأنواع من البكتيريا تظل موجودة حتى عند الطهى الجيد للحوم.

وأوضحت «عثمان»، لـ«الوطن»، أن السبب الرئيسى لظهور هذا النوع من البكتيريا هو كثرة استخدام المربين للمضادات الحيوية وحقنها للحيوانات والدواجن، مؤكدة أن انتشار هذه البكتيريا يفرز سموماً داخل جسم الحيوانات، وأن هذه البكتيريا تكتسب العدوى، ومن ثم تفرز مناعة ضد المضاد الحيوى فيمتنع الجسم عن العلاج.

ووجهت «كاميليا» نداءً خاصاً للمزارعين بتقليل حقن الحيوانات بالمضادات الحيوية، مشيرة إلى أنه بالفعل تم إخبارها باستجابة بعض المربين لها من حيث الحد من استخدام المضادات الحيوية فى بعض مزارع الدواجن، مؤكدة أن أفضل الطرق للقضاء على أى بكتيريا للحوم من أى نوع، هى غلى اللحم لأطول وقت ممكن، لافتة إلى أن شويها بشكل «نصف شوى» غير عملى بالمرة فى القضاء على تلك البكتيريا.

{long_qoute_1}

وحذرت الباحثة بجامعة القاهرة من البكتيريا التى تحمل الجينات التى لا تتأثر بالغلى، مشيرة إلى أنها تنصح المربين فى حال اكتشافها بمنع استخدام المضادات الحيوية، مشيرة إلى أن هذا النوع من البكتيريا هو السبب الرئيسى للمشكلة، موضحة أن أى نوع آخر من البكتيريا يسهل القضاء عليه بالتعقيم.

وأشارت إلى أن المضادات الحيوية هى أسوأ شىء تتعرض له الحيوانات والدواجن أيضاً، لأنه عند علاجها فيما بعد فهى لا تستجيب، ويستمر المرض كما هو، وتظل السموم تفرز، وتؤثر بعد ذلك على جسم الإنسان، سواء كان الكبد أو الكلى أو غيره، حال تناول اللحم. ونصحت «كاميليا» مشترى اللحوم بضرورة الفحص الجيد لها وتنظيفها جيداً، مع ضرورة الطهى الكامل السليم لها. أما الدكتور أحمد عرابى، مدرس الميكروبيولوجى بكلية الطب البيطرى جامعة القاهرة، وأحد القائمين على الدراسة، فأكد أن بكتيريا «باسيلس سيريس» لها أعراض كالقىء والإسهال، مشيراً إلى أن أساس تجنبها هو نظافة المكان المختار منه الذبيحة ذاتها، لأن هذه البكتيريا بالأساس موجودة بالتربة، فإذا كان الحيوان نفسه ناشئاً فى بيئة يكثر بها التراب، فمن الوارد أن تصيبه هذه البكتيريا، لذلك لا بد من التأكد من النظافة التامة للذبيحة ومكان ذبحها وآلات الذبح أيضاً، كما نادى بضرورة التخلى عن عادة «الشوى» فى مثل هذه الحالات، وطهى اللحمة جيداً فى المقابل.

وأشار «عرابى»، لـ«الوطن»، إلى أن هناك مصدراً مسبباً لهذا الميكروب، ولكن يستبعده البعض، ألا وهو «التوابل» لأن بعض التوابل يكون مصدرها أماكن غير موثوق منها أو تم تخزينها فيها لمدة طويلة. وأشار إلى أن هذا النوع من البكتيريا أيضاً يمكن أن يحتويه «الكشرى» نظراً لاحتوائه على توابل، حيث يمكن أن تحمل توابل الفلفل والشطة والكمون تلك البكتيريا.